السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

62 قتيلاً بالمواجهات العرقية في قرغيزستان

12 يونيو 2010 23:50
دعت الرئيسة الانتقالية في قرغيزستان روزا اوتونباييفا أمس روسيا إلى تقديم دعم عسكري لها لتتمكن من وقف أعمال العنف العرقية في جنوب البلاد التي أوقعت 62 قتيلا وإصابة حوالي 600 شخص محذرة من أن الوضع أصبح “خارج السيطرة”. وناشدت اوتونباييفا الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف إرسال قوات عسكرية للمساهمة في وقف أعمال العنف المستمرة منذ يومين . وقالت في كلمة متلفزة “لقد وقعت رسالة موجهة للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أطلب فيها ارسال قوات إلى قرغيزستان”. وأضافت أنه منذ الجمعة “أصبح الوضع خارجاً عن السيطرة، نحن بحاجة لقوات خارجية لإعادة الوضع تحت السيطرة. لكن وكالة انترفاكس الروسية نقلت عن متحدثة باسم الكرملين أمس قولها إن روسيا لا ترى الظروف مناسبة “في الوقت الحالي” لإرسال قوات ، لكنها ستعرض تقديم مساعدات إنسانية. وأضافت أن مدفيديف أمر بمناقشة هذا الموضوع في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تجمع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق من أجل تحديد الإجراءات المشتركة للتعامل مع الأزمة. وبحثت اوتونباييفا الوضع مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا في وقت متأخر الجمعة كما أعلنت الحكومة الروسية. كما ناشدت الحكومة الانتقالية التي توليت السيطرة على هذه الجمهورية السوفييتية السابقة في إبريل عناصر الشرطة والجيش المتقاعدين للتوجه الى مدينة اوش لوقف تدهور الوضع أو تحوله الى حرب أهلية. وقال الناطق باسم الحكومة عظيم بك بكنازاروف الذي توجه الى المنطقة، إن “السلطات ستكون ممتنة لابداء أي متطوعين استعدادهم للمساعدة في منع اندلاع حرب أهلية في جنوب قرغيزستان”. وأكد “أن الشرطيين والعسكريين المنتشرين في المكان يسقطون من الاعياء وينامون على الطرقات التي يقومون بمراقبتها .. لم يعد لدينا قوات كافية (لتوفير الامن) في اليومين المقبلين بدون مساعدة اضافية”. وفر آلاف النساء والأطفال الأوزبكيين هربا من أعمال العنف الى الحدود مع اوزبكستان ما يثير مخاوف من احتمال حصول أزمة إنسانية. وتبقى الحدود مغلقة من الجانب الأوزبكي. وقالت امرأة أوزبكية مسنة على معبر حدود قرب قرية ماركامات القرغيزية “نريد السلام في قرغيزستان، ولا نريد أي حرب مع الشعب القرغيزي لكن معظم الشعب القرغيزي لا يفهم ذلك ونحن نعاني من تصرفاتهم”. واضافت “أنهم يطلقون النار علينا ويقتلوننا”. ووصف أشخاص عبر اتصالات هاتفية من اوش الوضع بانه فوضوي فيما تسمع الطلقات النارية في انحاء المدينة وأشاروا إلى ما يشبه انهيار تام للسلطة المحلية. وأعلنت السلطات مساء الجمعة أنها تخشى من تدهور الوضع في اوش واعتبرت اوتونباييفا أن هناك “ضرورة” لارسال أطباء وتعزيزات الى المكان من أجل “الحفاظ على الامن”. وقد اندلعت مواجهات تخللها تبادل اطلاق نار بين مجموعات من الشبان الاوزبك والقرغيز ليل الخميس الجمعة وتواصلت خلال النهار في اوش والمناطق المجاروة، وذلك بسبب مشادة بين أفراد . إلى ذلك تجمع مئات المتظاهرين الراغبين في التوجه إلى اوش مساء الجمعة في وسط بشكيك قرب مقر التلفزيون الوطني مطالبين باعطائهم الكلام. وذكرت وكالة الانباء “خبر” أن مجموعات اخرى هاجمت السائقين في بشكيك واستولت على سياراتهم للتوجه إلى اوش. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان، مقرها في نيويورك، المجتمع الدولي لدعم حكومة قرغيزستان بغية منع تفاقم الوضع مع الاضطرابات الاتنية. وقالت اندريا بيرغ المكلفة شؤون آسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش من اوش “إن الوقت ملح”، مضيفة “على المجتمع الدولي أن يساعد الحكومة القرغيزستانية على الفور لتفادي نزاع اتني واسع النطاق”. واستقرار الوضع في قرغيزستان يعتبر أمرا ضروريا خصوصا بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة اللتين تملكان قواعد عسكرية في هذا البلد، أحدها أساسية لانتشار القوات الأميركية في أفغانستان. تاريخ التوتر العرقي في قرغيزستان بشكك (رويترز) - فيما يلي بعض التفاصيل عن منطقة التوتر في قرغيزستان التي شهدت مقتل المئات في السنوات الـ20 الماضية. -التوترات العرقية: قرغيزستان بلد جبلي وجمهورية سوفيتية سابقة ليست لها سواحل على البحر ولها حدود مع الصين وقازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان. -أدى صراع بين الأوزبك وأقلية من الأتراك المسخيت في أوزبكستان بدأ كنزاع في سوق بشأن سعر ثمار الفراولة إلى مقتل 103 أشخاص في عام 1989. -أسهمت الحدود التي فرضها السوفييت والتي أدت لعزل أقليات من الأوزبك والطاجيك في قرغيزستان وأقلية من الطاجيك في أوزبكستان في اندلاع أعمال الشغب العنيفة بين الأوزبك والقرغيزيين بعد ذلك بأشهر في عام 1990. -شهدت مدينة أوش عاصمة الجنوب وثاني أكبر مدينة في قرغيزستان الجانب الأكبر من الاشتباكات بين أبناء القوميتين الأوزبكية والقرغيزية. -قتل حوالي 300 شخص في مذبحة أوش التي أوقدت شرارتها نزاعات على الأراضي قبل أن ترسل موسكو قوات لوقف القتال بين الأطراف المتحاربة. -في عام 2005 اندلعت أعمال شغب بدأت في مدينة جلال آباد حيث ندد نشطاء المعارضة بنتائج الانتخابات الرئاسية. وسقطت اوش في قبضة المعارضة مع انتشار الاحتجاجات في أنحاء جنوب البلاد للمطالبة باستقالة الرئيس عسكر اقاييف وهو من الشمال، وسقطت حكومة اقاييف في 24 مارس 2005. وأصبح زعيم المعارضة كرمان بك باقييف قائما بأعمال الرئيس ورئيسا للوزراء وفر اقاييف إلى موسكو. وفاز باقييف فوزا ساحقا في انتخابات وصفها مراقبون غربيون بأنها حرة ونزيهة. -وادي فرغانة: -تعيش في وادي فرغانة المكتظ أغلبية من القومية الأوزبكية لكنه مقسم بين أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان. وعانت المنطقة بشدة جراء سياسة الجنسيات في الثلاثينات التي حولت المناطق المتصلة سابقا إلى شيء أشبه بالأحجية. -بوجه عام تمتلك أوزبكستان قاع الوادي وتمتلك طاجيكستان فمه الضيق وتمتلك قرغيزستان المناطق المرتفعة حوله. -الوادي مركز رئيسي لإنتاج القطن والحرير وتغطي التلال المحيطة غابات من الجوز. وفي الوادي أيضا نفط وغاز. التوترات السياسية : -ينتشر الفقر في الوادي. والتشدد متجذر فيه، وتعاونت “حركة أوزبكستان الإسلامية” التي بزغت من وادي فرغانة مع المعارضة الطاجيكية وعناصر من القاعدة وطالبان الأفغانية بهدف تأسيس خلافة إسلامية.
المصدر: بشكيك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©