الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عمر عبد العزيز: لا نزال من الدول النايمة في الرياضة

عمر عبد العزيز: لا نزال من الدول النايمة في الرياضة
20 أغسطس 2008 00:52
قبل أيام من إسدال الستار على المشاركة الإماراتية في دورة الألعاب الأولمبية ببكين، تبدو المحصلة أقرب إلى حالنا عندما ذهبنا، عدنا كما ذهبنا بل أقل، فقد كانت لدينا ذهبية تاريخية حققها الشيخ أحمد بن حشر في أولمبياد أثينا، وفي الوقت الذي تطلعنا فيه لخطوة إضافية تقول إننا ماضون على الطريق عدنا سنوات للوراء، واكتفينا بالفرجة على أبطال العالم يتوجون ويحطمون الأرقام القياسية، ومعها يحطمون نظماً رياضية بالية لم يعد لها وجود في القاموس الرياضي· وفي ظل هذه المحصلة تبدو الرياضة الإماراتية بحاجة إلى وقفة للمراجعة وإعادة الحسابات، وتقييم المواقف لنعرف أين نقف بالضبط، وما الذي نحتاجه لنغادر الحلقة التي نراوح فيها أنفسنا، نحتاج إلى المكاشفة والخروج من دائرة التصريحات الوردية والوعود التي لا تتحقق والتي تتبعها وعود أخرى أيضا لا تتحقق·· نحتاج إلى العمل لا الكلام· بوصفه رئيس لجنة الإعداد الأولمبي يبدو الحوار مع الدكتور عمر عبد العزيز الحاي ضرورة ملحة، ربما يكشف لنا أبعاد الخروج الجماعي وأسبابه· ويبدأ الدكتور عمر عبدالعزيز الحاي تصريحاته بداية غير متوقعة بالتأكيد على أن مشاركة بعثتنا في أولمبياد بكين كانت إنجازاً بكل المقاييس لمن يعرف التفاصيل الرياضية ويدرك صراع الأرقام الشرس في ظل التطور الرياضي في العالم أجمع وبلوغ دول في عرف الجميع من الأمم الفقيرة قليلة الموارد ولكنها قدمت أبطالا وصلوا لمنصات التتويج أمثال بولت الجامايكي أسرع عداء في العالم بخلاف تفوق دول لم تكن على الخريطة الرياضية مثل ترينداد وتوباجو وكينيا وغيرها· وأكد الدكتور عمر الحاي أننا لا نزال من الدول ''النايمة '' وليس النامية في مجال الرياضة على الرغم من تفوقنا في مجالات الاقتصاد والسياحة، وغيرها من نواحي الحياة، مشيراً إلى أن الأمر يختلف في الرياضة التي تعاني من قلة البنية التحتية في الألعاب الفردية إلى جانب قلة الاهتمام الاجتماعي بها ما أدى بدوره إلى قلة أعداد الممارسين لتلك الرياضات فغابت المواهب وتراجعت· وأشاد الحاي بمشاركة الإمارات الحالية في بكين مشيراً إلى أن ما تحقق حتى الآن يعتبر إنجازاً قياساً بما توافر للمشاركين، ويكفي أن الألعاب المشاركة كانت بإعداد ذاتي من الشيوخ في الوقت الذي تنفق فيه كافة دول العالم على رياضييها وتخصص لهم فرق إعداد متكاملة · وتحدث الحاي في حواره عن كيفية الإعداد بدول أوروبا وكيف يمكن أن نرسل أبناءنا للعيش والإعداد بالخارج مثلما فعلت دول خليجية بدأت في إرسال بعثات رياضية للإقامة في أميركا لمدة لا تقل عن 4 سنوات تتدرب خلالها لتحصد الميداليات في الأولمبياد المقبل· وأكد رئيس لجنة الإعداد الأولمبي على ضرورة مراقبة خطط الإعداد التي تضعها الاتحادات المختلفة من أجل المشاركات الخارجية باسم الدولة، مشيراً إلى أن العدد الذي شارك في بكين ليس كافيا، وأن المستهدف كان أن تشارك الإمارات في أكثر من 10 ألعاب وفرق مختلفة غير أن ظروفاً حدثت في الطريق تتعلق بعدم جاهزية ألعاب معينة كان من المفترض أن تشارك وبالتالي شاركنا باللاعبين الجاهزين وكالعادة كان الشيوخ هم الأجهز كون إعدادهم لأنفسهم ذاتيا ولا ينتظر خطط اتحاد أو دعماً حكومياً وهو مجهود كبير يجب أن نشيد به ونلقى الضوء عليه· وقال الحاي '' أود التأكيد على مقولة ''رحم الله امرأ عرف قدر نفسه''، وبالتالي علينا الإعتراف بأننا من الدول ''النايمة'' في المجال الرياضي وليس التي يطلق عليها النامية لأن الدول النامية نجحت في تقديم لاعبين في الألعاب الفردية وعلى الرغم من كوننا في مصاف الدول الاقتصادية والسياحية إلا أن حال الرياضة لا يقارن بتلك المجالات، كما أن علينا الإعتراف أيضا بأن الشيوخ المشاركين في بكين وهم سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد والشيخ سعيد بن مكتوم والشيخ أحمد بن حشر والشيخة لطيفة آل مكتوم قدموا الكثير وما حققوه يعد إنجازاً، ويكفي أن كل ما يقدمونه يكون نابعا من الدعم الذاتي وعشقهم للرياضة دون أن يكون هناك دعم حكومي فلهم الشكر والتقدير كون المشاركة في تلك الألعاب تحتاج إلى دعم مادي ونفسي ومعنوي، كما أنني أرى أن ما حققه الشيخ أحمد بن حشر يعتبر جيدا رغم حصوله على المركز السابع وهو مركز جيد لا سيما أنه لم يكن محظوظا وكان من الممكن أن يدخل ضمن الثلاثة الأوائل '' وفيما يتعلق بباقي الألعاب التي كان من المفترض أن تضع خططها واستراتيجيتها منذ الأولمبياد السابق في أثينا التي شهدت حصد أول ميدالية ذهبية للإمارات عن طريق الشيخ أحمد بن حشر قال الحاي: ''بكل صراحة نحن لم نستعد جيداً لهذا الأولمبياد كاتحادات وألعاب مختلفة باستثناء ما يقدمه الشيوخ بالدفع الذاتي، وعلينا الاعتراف أننا نستعد فقط عند بداية الأولمبياد في الوقت الذي يكون فيه الجميع قد استعد مبكرا للبطولة لأن العالم كله على دراية بمواعيدها ويتم التخطيط لها بل ترسل دول كثيرة لاعبيها للدول المتقدمة رياضياً لكن ما يحدث عندنا شيء آخر''· وتابع: ''اللاعب الأولمبي الذي يحقق إمكانيات وميداليات على مستوى الدول العربية لم يجر إعداده في بلده بل في الخارج عبر معسكرات وغيرها كما أن الدول العربية لم تحافظ على أبطالها وهو ما حدث مع كرم جابر المصارع المصري الذي سقط منذ فوزه في أثينا في مشاكل إدارية وحاربه البعض وبالتالي خسر في بكين، وما حدث عندنا مع الشيخ أحمد بن حشر أدى لتراجعه عن الاستمرار في المنافسات بشكل كاف''· وأضاف: '' الشيخ أحمد بن حشر بعد أن حصد ميدالية أثينا تم تكريمه من الدولة ولم يقصر معه أحد من المسؤولين لكننا قصرنا معه كمجتمع وكان يجب علينا أن نتعامل معه بطريقة أخرى وأن نستثمره، لا سيما أنه بلغ مرحلة متقدمه في مجال الرماية وكان علينا أن نستغل امكانياته بأن نعد له المؤتمرات والمحاضرات التي يحاضر فيها اللاعبين وفي المدارس والجامعات بحضور اللاعبين وأولياء الأمور حتى يتحول إلى حامل شعلة للألعاب الفردية التي أصبحت شهيدة في مجتمع الإمارات الذي لا يقدر سوى كرة القدم فقط، وحتى تلك اللعبة لم ننجح في تحقيق الإنجازات فيها وقديما كان هناك 3 منتخبات رئيسية هي المنتخب العسكري والأولمبي والأول، والآن أصبح المنتخب الأول فقط ولا نهتم بشيء اسمه المنتخب الأولمبي أو المنتخب الثاني وهي كلها عوامل تؤثر سلبا على الإعداد للبطولات الكبرى''· وأشار الحاي إلى أن الألعاب الفردية تحتاج إلى عوامل الإعداد الناجح من جهاز فني ومتابعة فنية ونفسية وبدنية وغذائية وغيرها وكلها عوامل وأمور تحقق النجاح لو تمت معالجتها علمياً كما أن متابعة أداء الجهاز الفني مهمة للغاية وفي بعض الرياضات يجب أن يتغير الجهاز الفني كل 6 أشهر في بعض اللعبات الفردية وليس في الألعاب الجماعية لكن ما يحدث لدينا هو العكس حيث نجد الأندية تغير مدربين في كرة القدم ويستقر مدربو الألعاب الفردية للأبد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©