الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المعدن الأصفر أكبر الرابحين من الأزمة المالية العالمية

المعدن الأصفر أكبر الرابحين من الأزمة المالية العالمية
29 أكتوبر 2009 23:48
في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد العالمي يتعافى من أسوأ أزمة تواجهه طيلة 70 عاماً فقد برز على الساحة اثنين من أكبر المتنافسين الرابحين هما الأسهم والذهب. وحتى هذا الوقت من العام فقد شهد مؤشر داو جونز الصناعي الذي يعتبر فرس الرهان على عودة الانتعاش الاقتصادي ارتفاعاً بنسبة 14 في المائة في المتوسط، بينما ارتفعت الأسعار الآجلة للذهب في رهان على استمرار الأزمة فيما يبدو بمعدل بلغ 19 في المائة. ويعود السبب الرئيسي في كلا الحالتين الى انخفاض أسعار الفائدة ومبالغ التحفيز الاقتصادي الحكومية التي ضخت أموالاً رخيصة في الأسواق المالية بشكل أدى الى دعم الاقتصاد والأسهم على حد سواء. إلا أن وجود هذه الأموال الهائلة الى جانب استمرار الاحتياطي الفيدرالي على الإبقاء على أسعار الفائدة بالقرب من مستوى الصفر وإمكانية اتجاه الحكومة الأميركية للاقتراض بكثافة من أجل تمويل العجز في الميزانية بات يهدد بإضعاف الدولار وإشعال التضخم وزيادة التقلبات الاقتصادية في وقت لاحق. والآن فإن الزعماء الصينيين وبعض الدول المنتجة للنفط أبدت رغبتها في تنويع احتياطياتها النقدية بعيداً عن الاعتماد الانفرادي على الدولار كعملة رئيسية للاحتياطي العالمي. وفي العادة عندما تفقد الحكومات والمستثمرون ثقتها في العملات وتتخوف من المشاكل الاقتصادية المحتملة فإنها سرعان ما تتجه الى الذهب. وكما يقول مايكل افيري في شركة وادل آند ريد لإدارة الأصول والموجودات في ولاية كنساس “طوال فترة الخمسة آلاف عام في تاريخ البشرية ظل الذهب يعتبر الملاذ الأخير للعملات ومستودع القيمة عندما يبدأ الأشخاص في التساؤل عن مدى قيمة جهود حكوماتهم الرامية لحلحلة المشاكل عبر طباعة المزيد من الأوراق النقدية وضخ الأموال في عروق الاقتصاد”. ويشير افيري الى أن أموال استراتيجية الموجودات التي تديرها شركته الآن بقيمة 22 مليار دولار يتم الاحتفاظ بها حالياً في شكل ذهب بنسبة 15 في المائة، أي بقية المبلغ في الأسهم التي من المنتظر أن تحقق فوائد من النمو الاقتصادي في آسيا، وهو يراهن بشدة على الازدهار المقبل في القارة الآسيوية والمشاكل التي سوف تمسك بخناق العملات الغربية. مخزن للقيمة قبل سنوات قليلة فقط لم تكن فكرة التشكك في الأموال الورقية وأن الذهب هو المخزن الأفضل للقيمة مصدراً للمخاوف سوى في نفوس القليل من الأشخاص. إلا أن الأمور لم تعد كما كانت في السابق على الإطلاق إذ أن الذهب أصبح يندفع نحو مستويات مرتفعة جديدة بعد أن أضحى المستمرون في جميع أنحاء العالم يراهنون عليه ويوجهون أموالهم نحوه من أجل تجنب حالة الانكشاف والتقلبات الهائلة التي تتعرض لها العملات الغربية. وذكر ديفيد اينهورن الذي يشرف على أصول بقيمة 6 مليارات دولار في شركة جرين لايت كابيتال لصناديق التحوط في نيويورك في الأسبوع الماضي أنه كان يعتقد جازماً قبل اندلاع الأزمة المالية في أواخر العام الماضي أن الذهب ليس سوى معدن لا ينطوي على قيمة مهمة خارج مجال صناعة الأسنان والمجوهرات وبعض الاستخدامات الإلكترونية المتخصصة. “أما الآن فإن الأزمة الأخيرة قد أدت الى تغيير رأيي بالكامل”، بحسب اينهورن. ومضى يستطرد في حديثه أمام مؤتمر نيويورك للاستثمارات الذي عقد مؤخراً قائلاً “لقد كان إلهامي يدفعني الى التخلي عن الدولار ولكني عندما نظرت الى العملات الأخرى مثل اليورو والين والجنيه البريطاني خالجني شعور بأنها ربما تمضي الى الأسوأ، لذا فقد توصلت الى قناعة بأن اختيار إحدى هذه العملات أمر أشبه باختيار الطريقة الأفضل لخلع أسناني، ثم قررت أن الاحتفاظ بالذهب أفضل بكثير من الاحتفاظ بالأموال النقدية” ولقد استمر اينهورن يشتري الذهب منذ العام الماضي شأنه شأن العديد من المديرين الآخرين في كبريات صناديق التحوط في العالم. أفضل الاستثمارات مما لاشك فيه فإن التحول التدريجي لأشخاص مثل اينهورن هو الذي أصبح يفسر معظم التقدم والصعود الذي حققه الذهب. ففي عام 1999 كانت أسعار الذهب المستقبلية تقترب من مستوى 250 دولاراً للأونصة، إلا أنها ارتفعت الى أربعة أضعافها الى مستوى 1.064 دولار للأونصة في تعاملات بورصة نيويورك في تعاملات 13 أكتوبر الجاري وبشكل جعل الذهب أحد أفضل الاستثمارات خلال فترة السنوات العشر الماضية. ولكن وعلى خلفية أن الاقتصاد العالمي أصبح يتجه الى التحسن، وفي ظل الاعتقاد بأن الذهب قد مضى الى ارتفاع أكبر مما ينبغي له فقد قرر بعض المحتفظين بالذهب الاتجاه الى جني وتحقيق بعض الأرباح عبر التحول الى شراء الأسهم في الأسواق الآسيوية. وقال مارك ستيرن الذي يساعد في الإشراف على موجودات بقيمة 55 مليار دولار كرئيس للاستثمارات في صندوق بيسيمير ترست “لقد بدأنا في التخلي عن بعض الذهب الذي نحتفظ به لأننا لم نقتنع حتى الآن بأن كافة الحكومات والعملات قد أسيئ إدارتها أو أن التضخم قد أصبح في طريقه للارتفاع خارج السيطرة”. إلا أن من المؤكد أن الجدل سوف يستمر في أوساط الأشخاص بشأن ما إذا كان الذهب يعتبر عملة قانونية. ومهما كانت النتيجة فإن الذهب استمر يؤدي أداءً جيداً في فترات المصاعب المالية والاقتصادية وبخاصة عندما يضعف الدولار وترتفع معدلات التضخم وتقل الثقة في الحكومات تماماًَ كما حدث في حقبة السبعينيات من القرن الماضي. ولقد بدأ الذهب آخر ارتفاع له في الفترة ما بين عامي 1999 وحتى عام 2001 عندما تحولت الفوائض الحكومية الى عجز في الميزانيات، وتلقت الولايات المتحدة ضربات هجمات الإرهابيين في 11 سبتمبر وتداعت الثقة في النظام المالي. ثم جاءت الأزمة المالية الأخيرة التي أعقبت انهيار مصرف ليمان برازرز في العام الماضي لكي تؤدي الى المزيد من الاهتمام بالذهب. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©