السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تكلفة الحلبة تترواح بين 150 مليوناً ومليار دولار

تكلفة الحلبة تترواح بين 150 مليوناً ومليار دولار
29 أكتوبر 2009 23:49
تعتبر الحلبات المعقل الأول لرياضة السيارات والمهد الذي يأتي اليه آلاف محبي هدير المحركات لمشاهدة وتشجيع الفرق والسائقين، وقد عرفت هذه الحلبات على مر العصور الكثير من التبدلات والتغيرات وتحولت من مجرد مسارات عادية الى منشآت عصرية تقدم كل ما يتمناه المرء وتتراوح تكلفة الحلبة بين 150 مليون دولار والمليار ونصف المليار دولار. في السنوات الماضية كان يتمّ تنظيم السباق في أي مكان ولكن بسبب ارتفاع أداء السيارات أجبر الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” على فرض شروط صارمة، التخطيط، عرض وطول الحلبة، بالإضافة إلى السطح، السلامة، المعدّات والتسهيلات. ويجب أن توافق لجنة السلامة والحلبات على كلّ حلبة وذلك بعد عدّة تحقيقات تتم منذ انطلاق العمل في الحلبة إلى أن يتم تدشينها. والشروط لا تكون صارمة عادة ً على الحلبات التي تستقبل السباقات ذات السرعة البطيئة، وبالإضافة إلى الشروط الأساسية، من المفترض المحافظة على صيانة هذه الحلبات. صممت أول حلبة بفضل جهود البريطاني السير هاج لوكي ـ كينج الذي كان يعشق رياضة السيارات، مما دفعه لبناء هذه الحلبة وافتتاحها في 17 يونيو 1907، بينما شهدت حلبة إنديانابوليس النور بعد عام. وعُرفت هذه الحلبة باسم حلبة بروكلاندز وبلغت مسافتها الإجمالية 4،43 كلم، وباتت خلال الحرب العالمية الثانية موقعاً لتصنيع الطائرات الحربية. كانت أول منشأة تبنى لأهداف رياضية، وقد فتحت أبوابها في العام 1939 لآخر سباق، وكانت أيضاً من بين أول المطارات في بريطانيا. تميزت هذه الحلبة بعرض 30 متراً ومسافة 4،43 كلم، وبشكل بيضاوي من أجل توفير أفضل رؤية للمشاهدين. ووصل الارتفاع الأقصى في بعض الأماكن الى 9 أمتار، والى جانب شكلها البيضاوي تضمنت هذه الحلبة خط نهاية مستقيما، ما ضاعف من مسافتها الى 5،23 كلم، منها مسافة 2،01 كلم مرتفعة. وكان بإمكان هذه الحلبة أن تستضيف 287 ألف متفرج في أيام الذروة. خرسانة غير مكسوة بسبب التعقيدات في بناء الأرضية من مادة الإسفلت، تم اعتماد مادة الخرسانة غير المكسوة. هذا الأمر قاد في السنوات اللاحقة الى تحول المسار الى أرضية وعرة جداً. كما عانى السطح من العديد من النتوءات مع مرور الوقت. وفي وسط الحلبة ظهر خط أسود، كان يعرف بالـ “خط الخمسين قدماً”، وفي حال اتبع السائق هذ الخط أثناء قيادته كان بإمكانه أن يجتاز المنعطفات المرتفعة من دون استخدام مساعد المقود. بعد 11 يوماً من افتتاح الحلبة استضافت أول سباق 24 ساعة للسيارات، وتم استخدام أكثر من 300 مصباح لسكة الحديد من أجل إنارة الحلبة خلال الليل. أما الشعلات الضوئية فاستعملت من أجل إنارة الحد الأعلى للمسار. وتمكن السائق سيلوين إيدج من قيادة سيارته “نابيير” طوال فترة السباق، بينما رفضت اللجنة المنظمة للحدث مشاركة دوروتي ليويت، بالرغم من أنها كانت أول سيدة تشارك في رياضة السيارات في العام 1903، وكانت تحمل الرقم القياسي للسرعة عند السيدات. حينها لم يكن مسموحاً للسيدات بدخول معترك السباقات لسنوات عدة. الرقم القياسي الأول لشخص اجتاز 100 ميل في ساعة حققه السائق بيرسي لامبرت على حلبة بروكلاندز، في 15 فبراير 1913 عندما قاد سيارته تالبوت سعة 4،5 لتر. واجتاز نحو 103 أميال و1470 (167،340 كلم) في 60 دقيقة. بروكلاندز تتحول إلى مطار حربي خلال حقبة الثلاثينات استضافت بروكلاندز العديد من الأحداث الرياضية، كما استخدمت كموقع تصوير لبعض الأفلام. ومع نشوب الحرب العالميـــة الثانيـة في عام 1939 توقفــت النشاطات الرياضية، ولم تعد حلبة بروكلاندز تستقبل السيـــارات، بل تحولت الى مطار حربي، علمــاً أنها كانت منذ العام 1908 تستقبــل الرحــلات الجوية، كمــا تحولت في الحـــرب الى موقع لتصنيـع الطائرات، وفي العــام 1946 كانت حالة الحلبة يرثى لها وتم بيعها الى فيكرز ـ أرمسترونج لاستخدامها لنفس الأهداف. وفي العام 1987 تحول الموقع الى متحف، مهمته اليوم الحفاظ وتعريف الناس على معنى رياضة السيارات وإرث الطيران. باستثناء سباق موناكو، الذي كان السباق الوحيد الذي يقام داخل مدينة، كانت الحلبات تميل إلى أن تكون سريعة مع مقاطع مستقيمة طويلة. ولكن الزيادة في أداء السيارات أدخل بعض المنعطفات التي يمكن أن تحدّ من السرعة الزائدة على الحلبة. وتم التخلي عن الحلبات الطويلة جداً، لأن الكلفة لتأمين سلامة المعدّات والموظفين التي تفرضها القوانين مرتفعة جداً، كذلك الأمر بالنسبة للمعدات التقنية التي يتطلبها البث التلفزيوني. وفي الوقت الذي يعاني فيه عالم رياضة المحركات من الضائقة المالية التي تعصف بالعالم وانسحاب الفرق من المنافسات، تسعـى دول عدة إلى بناء حلبات قادرة على استضافة إحدى جولات بطولة العالم للفورمولاـ1، على غرار كوريا الجنوبية والهند، والأرجنتين وروسيا. وخلال السنوات العشر الأخيرة انتقلت البطولة إلى خارج “القارة العجوز” أوروبا، واتجهت نحو القارة الصفراء آسيا مع كل من البحرين، ماليزيا، سنغافورة، الصين، والآن أبوظبي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©