الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

القدر ينتظر كولينز في حلبة نوربورجرينج الألمانية

القدر ينتظر كولينز في حلبة نوربورجرينج الألمانية
30 أكتوبر 2009 00:08
في عام 1958 توج السائق مايك هاوثورن بطلاً للفورمولاـ1، ليصبح أول بريطاني يحقق هذا الإنجاز، لهذا السبب أطلق على الكتاب الذي يروي مسيرته الشخصية لعام 1958 بعنوان “عام البطل”، لأنه بالفعل كان من طينة الأبطال. ولد هذا السائق في يوركشاير، لينتقل فيما بعد إلى جنوب إنجلترا، علماً أن هذا العام، عرف أيضاً الانطلاقة الرسمية الأولى لبطولة العالم للصانعين، على اعتبار أن بطولة العالم للفورمولاـ1 التي انطلقت رسمياً في عام 1950، كانت خلال سنواتها الـ 7 الأولى محصورة ببطولة للسائقين فقط. هاوثورن، ربما كان، آخر السائقين الهواة الذي يفوز بإحدى الجوائز الكبرى في البطولة، بينما كان منافسه المباشر، ستيرلينج موس، أحد أعظم السائقين المحترفين. البعض اعتبر أن اللقب الذي حققه هاوثورن كان دفعة قوية لرياضة السيارات في بريطانيا، لكنه في المقابل كان أيضاً علامة نهاية حقبة. ومن قادر اليوم على وصف ما يحصل في السباقات، كما كان يفعل هاوثورن الذي وصف نهاية سباق جائزة موناكو الكبرى قائلاً: “بعد السباق ذهبت أنا و”بيت” إلى قارب للاحتفال، ومن ثم توجهنا إلى نادٍ ليلي وبقينا هناك حتى ساعات الفجر الأولى. لا يمكنني أن أتذكر من كان هناك، ولكن بالنسبة لي أن لا أعرف ماذا يحصل في الحفلات، فهكذا يكون الحفل”. “بيت” الذي تحدث عنه هاوثورن كان مواطنه بيتر كولينز الذي تقاسم معه سيارة فيراري في العام 1958، وكانا يقفان ضد الموجة المقبلة من السائقين، وتحديداً البريطانيين منهم، على غرار توليفة فريق فانوال وسترلينج موس. وبينما اعتبر فوز كولينز على حلبة سيلفرستون انتصاراً لبريطانيا بأسرها، تحول الصراع في ذلك الموسم بسرعة إلى منافسة ثنائية جمعت بين كل من هاوثورن وموس. السباق الأبرز في ذلك العام الذي شكل الفارق بين السائقين كان الجولة السادسة خلال سباق جائزة فرنسا الكبرى على حلبة ريمس، ذلك السباق كان الظهور الأخير للسائق الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو، كما كان هذا السباق الأخير للسائق لويجي موسو الذي خسرته فيراري بعدما تعرض لحادث على متن السيارة الحمراء أودى بحياته، كما كان السباق الذي سمح بتتويج هاوثورن بطلاً للفورمولا -1. فارق مريح هاوثورن انطلق من الصدارة وقاد السباق من البداية ليتفوق على موس بفارق مريح بلغ 24.6 ثانية، كما نال النقطة التي تمنح للسائق الذي يسجل أسرع لفة خلال السباق، واستعاد البريطاني هذه الذكريات في سيرة حياته قائلاً: “بعد توقف فانجيو في مركز الصيانة تمكنت من اللحاق به. كنت بعيداً عنه بفارق مريح لذا قررت البقاء خلفه ومشاهدته كيف يقود بعد توقف لفترة عن التسابق. كانت مشاهدته رائعة وهو خلف مقود سيارته”. بعد هذا السباق تعادل موس وهاوثورن بالنقاط برصيد 23 نقطة لكل منهما، وحينها كان يعتمد أفضل 6 نتائج من أصل 11. وبعد جولتين اعتبر سباق ألمانيا محطة مهمة. حينها كان كولينز منتشياً بفوزه في سباق بريطانيا، لكن القدر كان بانتظاره حيث قتل على حلبة نوربورجرينج الألمانية على متن سيارته فيراري، الأمر الذي ترك أثاراً بالغة في نفس هاوثورن الذي كان يطلق عليه “صديقي، رفيقي، بيت”. 4 مرات مقابل واحدة موس فاز في سباقين من السباقات الثلاثة الأخيرة، وحلّ هاوثورن ثانياً في جميعها، لذلك احتاج موس للفوز في السباق الأخير الذي استضافته حلبة عين دياب في مدينة الدار البيضاء في المغرب، غير أن حلول منافسه في المركز الثاني كان كافياً كي ينتزع اللقب العالمي. وعلى الرغم من أن موس فاز 4 مرات، مقابل مرة واحدة لـ هاوثورن، إلا أنه لم يتمكن من اجتياز نهاية أحد السباقات 5 مرات، بينما برهنت اللفات الخمس الأسرع التي حققها هاوثورن أهميتها بعد فوزه باللقب بفارق نقطة عن منافسه (42 مقابل 41). خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر أدهش هاوثورن العالم الرياضي بإعلان اعتزاله بعد عام شهد وفاة صديقه المفضل كولينز والعديد من السائقين. ومن سخرية القدر أن هاوثورن توفي جراء حادث تعرض له على متن سيارته الـ جاجوار مرك 2 في مدينة جيلفورد البريطانية في 22 يناير 1959. لقد بقي هذا السائق أول بطل بريطانيا للفورمولا واحد لمجرد 13 أسبوعاً فقط. بروس أول أصغر سائق يفوز بسباق فورمولا-1 أبوظبي (الاتحاد) - ما حدث في عام 1968 يقودنا بالذكريات إلى عام 1958، وتحديداً إلى سباق ألمانيا على حلبة نوبورجرينج التي عرفت ظهور اسم بروس ماكلارين الذي حلّ في المركز الخامس في الترتيب النهائي، وكان هذا السائق النيوزيلندي يدافع عن ألوان فريق كوبر في سباقات الـ أف2 التي كانت تقام بالتزامن مع الجوائز الكبرى. كان هذا أول احتكاك له مع عالم رياضة السيارات وبطولة العالم للفورمولاـ1. حينها فاز بروس بفئته وتقاسم المركز الأول على منصة التتويج مع الفائز طوني بروكس، ليبدأ مسيرته الخاصة. بعد عقد من الزمن، أي في يونيو 1968، كتب بروس التاريخ بأحرف من ذهب بعدما تمكن من الفوز في سباق بلجيكا على متن سيارة من تصنيعه هي ماكلارين ـ فورد أوصلها إلى المركز الأول على حلبة سبا ـ فرانكورشان. وبعدما تتلمذ على يد جاك برابهام، قاد ماكلارين سيارة كوبر، خلال السنوات السبع التي قضاها في الفورمولاـ1. أول فوز له كان على حلبة سيبرينج في الولايات المتحدة عام 1959 خلال السباق الذي جعل من برابهام بطلاً للعالم للمرة الأولى. حينها كان بروس أصغر سائق يفوز بإحدى الجوائز الكبرى في سن الـ 22 عاماً و104 أيام. علماً أن هذا الرقم صمد 35 عاماً قبل أن يحطمه الإسباني فرناندو الونسو، ليعود ويحطمه الألماني سيباستيان فيتل العام الماضي. فاز ماكلارين مرة جديدة لصالح كوبر في الأرجنتين في بداية حقبة الستينيات، لكنه لم يكن يدري أن فوزه على متن سيارة تي60 في سباق موناكو عام 1962 سيكون الأخير له بعد مرور ست سنوات، على غرار برابهام قبله. ولم يكن ماكلارين سائق مذهل فقط، بل كان مهندساً وفنياً موهوباً أيضاً. وعلى غرار برابهام كان القدر ينتظره ليقف في وجهه. أطلق بروس في العام 1964 فريق بروس ماكلارين رايسينج، بالرغم من أن سباقه الأول الخاص لم يتحقق سوى في العام 1966، حين عادت الفورمولاـ1 للاعتماد على قوة المحركات. حينها كان محرك كوزورث دي أف في من أبرز المحركات على الساحة الفورمولا واحد وكان يباع بقيمة 7500 جنيه استرليني للقطعة الواحدة. وفي العام 1967 فاز مواطنه دينيس هولم بلقب البطولة مع برابهام. البداية الشهيرة كانت خلال سباق الأبطال في براندزهاتش حين تمكن بروس من انتزاع الفوز متصدراً السباق من البداية ومحققاً أسرع لفة خلال التجارب وأسرع لفة خلال السباق، بينما حل زميله دينيس في المركز الثالث. وتمكن هولم من حصد النقاط خلال سباقي جائزتي إسبانيا وموناكو الكبريين، حتى وصول اليوم التاريخي في 9 يونيو 1968. حينها اضطر بروس للجلوس خلف مقود سيارة أم 7آيه/3 بعدما كانت تحطمت سيارته خلال اللفة الأولى لسباق موناكو. وعلى حلبة سبا ـ فرانكورشان انطلق بروس من المركز السادس، بينما تمكن مواطنه كريس آمون من تحقيق أسرع توقيت على متن فيراري. وكان يبدو أن هولم سيدخل في صراع مع جاكي ستيوارت على متن ماترا ـ فورد. غير أن الأول عانى من تعطل علبة التروس، الأمر الذي جعل بروس يتقدم للصدارة. حينها لم يدرك ماذا يحصل إلا حين اجتاز خط النهاية ليجد نفسه في المركز الأول بفارق 12.1 ثانية عن المكسيكي بيدرو رودريجيز. هذا السائق الذي كان شاهد أول سباق له كمراقب في أردمور، بالقرب من أوكلاند، في العام 1954، تحول إلى بطل، مع انتصارات متتالية لسيارة ماكلارين، في سباقات جران آم ولومان وفي الفورمولاـ1. بعد عامين من هذا الانتصار التاريخي توفي بروس خلال تجربته لسيارة أم8 دي كام آم على حلبة جودوود البريطانية جراء تعرضه لحادث قوي، غير أن العلامة التجارية التي تركها “ماكلارين” ما زالت مستمرة على ساحات الفورمولا-1 رافعة اسمه في القمم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©