تزامنت بداية مشوار الجهاز الفني الجديد للمنتخب الأول في قيادة الأبيض مع "ثورة " تصحيح لمنتخباتنا في المراحل السنية، بفضل تألق منتخب الشباب في كأس العالم بمصر، ووصوله إلى ربع النهائي وترك انطباعات إيجابية، وكذلك البداية الإيجابية لمنتخب الناشئين في مونديال نيجيريا والفوز على مالاوي في الجولة الأولى، بعرض مميز وهدفين عالميين، بالإضافة إلى تتويج منتخب 94 بلقب كأس الخليج بالعين.
وقبل أيام قليلة من موعد التجمع الثاني للمنتخب الأول يوم 8 نوفمبر المقبل استعداداً لمباراة مانشستر سيتي الودية، تحدث محمد المنسي مساعد كاتانيتش عن أهمية العمل في أجواء إيجابية، ومدى تأثير هذا الوضع الجديد على صورة الأبيض في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى استراتيجية الجهاز الفني في اختيارات القائمة الجديدة، وأهداف التجمع الجديد، إلى جانب مدى مساهمة دورينا ومستواه الفني في تقديم وجوه جديدة للقائمة.
في البداية تحدث المنسي عن إيجابيات الطفرة التي تعيشها منتخبات الإمارات في المراحل السنية، وقال:"نعيش مرحلة إيجابية زرعت التفاؤل في الشارع الرياضي، وغيرت صورة المنتخبات لدى الجماهير، وأثبتت أن كرة الإمارات قادرة على احتلال مكانة متميزة على الصعيد الخارجي، سواء قارياً أو عالمياً، وذلك بالتواجد المشرف في التظاهرات الكبرى.
وأضاف أن نجاحات المراحل السنية سوف تنعكس إيجاباً على الوسط الرياضي بصفة عامة، لأنها تبشر بمرحلة جديدة مليئة بالطموحات المشروعة، وهو ما ينعكس بدوره على المنتخب الأول في المرحلة المقبلة، باعتباره امتداد لمنتخبات المراحل السنية، خاصة أن الأجواء الجديدة عبارة عن "أوكسيجين " من شأنه أن يغير وضع الأبيض.
وعن أبرز العوامل التي يمكن أن نلمسها من استفادتنا من نجاحات المنتخبات السنية، أكد المنسي أن الإيجابيات تتمثل في تغيّر عقلية اللاعب الإماراتي، حيث انتهت اليوم المشاركة من أجل المشاركة، وأصبحت منتخباتنا مطالبة بالنجاح في تمثيل كرة الإمارات خارجياً، سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو القاري أو العالمي.
وقال المنسي أن هذه الأجواء تحفز اللاعبين وتزرع روح التحدي بفضل الثقة في النفس والإصرار على النجاح والنسج على منوال المنتخبات التي شرفت كرة الإمارات.
وأوضح أيضاً أن الفترة الماضية تميزت بغياب الحافز للتفوق والبروز خارجياً، لأن الطموحات محدودة والثقة في الإمكانات ضعيفة مما انعكس سلباً على مستوى اللاعبين والمنتخبات.
وأشار أيضاً إلى أن خبرته الطويلة مع كرة الإمارات أثبتت أن فرقنا ومنتخباتنا تقتدي ببعضها البعض في المشاركات الخارجية وأكبر دليل على ذلك تتويج العين بالبطولة الآسيوية وفتحه الطريق أمام بقية الأندية للمشاركة بقوة والسعي إلى بلوغ الأدوار المتقدمة، وتمنى المنسي أن تكون هذه المرحلة الإيجابية حافزاً للاعبينا من أجل الاستمرارية في النجاحات.
الجهاز الجديد محظوظ
وعن مدى استفادة الجهاز الفني الجديد من هذه الأجواء الإيجابية التي تمر بها المنتخبات الإماراتية قال المنسي: من المهم أن يبدأ الجهاز الفني للمنتخب الأول عمله في أجواء إيجابية تساعد على تطبيق البرامج والخطط بدقة، لأن ارتفاع المعنويات وتفاؤل اللاعبين ينعكس إيجاباً على مسيرة الأبيض، وهدف الجهاز الفني حالياً هو إعادة بناء منتخب جديد وفتح صفحة جديدة تكون إيجابية، وتعيد الثقة بين الجماهير والمنتخب، وتساعد على تحقيق نتائج مختلفة عن الماضي، وتحقق أهداف وطموحات الشارع الرياضي.
وأضاف أن أول الأهداف تتمثل في استعادة الجماهير وجلبها لحضور مباريات الأبيض وتقديم المؤازرة المطلوبة، وذلك من خلال تقديم عروض مشرفة، وتحقيق النتائج اللائقة التي تحفز الجمهور لتوطيد علاقته بمنتخبه.
وأوضح أن الأبيض مطالب بفتح صفحة جديدة ونيل نفس المكانة التي حظي بها منتخب الشباب الحالي بعد نجاحاته القارية والعالمية، وتمنى أن تساعد هذه الظروف على تحقيق نقلة حقيقية تفي بطموحات المرحلة المقبلة والأهداف المرسومة.
وجوه شابة في القائمة
بعد الانتقادات التي وجهت إلى القائمة التي شاركت في تجربتي فلسطين والأردن بسبب ارتفاع معدل أعمار اللاعبين سألنا المنسي عن مدى قدرة الجهاز الفني على الاستفادة من لاعبي منتخب الشباب في المرحلة المقبلة فقال:" توجهنا في المرحلة المقبلة هو البحث عن الوجوه الشابة، وخلق روح جديدة، وبناء منتخب مؤهل للمشاركة بقوة في الاستحقاقات التي تنتظره سواء القريبة المدى أو البعيدة، وهناك متسع من الوقت أمام المدرب من أجل إدخال اللاعبين الشباب ضمن أجواء المنتخب الأول بهدف الاعتماد عليها مستقبلاً.
وأضاف أن عدداً كبيراً من لاعبي منتخب الشباب مؤهلون للانضمام إلى الأبيض وانتزاع مكان في التشكيلة بناء على المستوى الذي أظهروه في مونديال مصر، وأوضح المنسي أن الجهاز الفني يبحث عن روح جديدة وفتح صفحة مختلفة عن الماضي أداء ونتيجة، وأوضح أيضاً أن قائمة التجمع الماضي كانت في ظروف خاصة، وذلك بسبب إصابة عدد من اللاعبين وعدم ظهور بعض العناصر بمستواهم المطلوب في بداية الموسم، وبالتالي تطلب الأمر التعامل مع الوضع بناء على الإمكانات المتوفرة.
وبخصوص خطر دكة الاحتياطيين التي تهدد عدداً كبيراً من لاعبي منتخب الشباب مع أنديتهم قال إن جلوس المواهب الشابة على الدكة لا يقلل من مستواها في هذه الفترة، لأن عملية إشراكهم بعد العودة من المونديال لن تكون سريعة، حرصاً من مدربي الفرق على إدماجهم تدريجياً مع زملائهم بالفريق الأول، إلا أن بعض اللاعبين، وبالتحديد في خط الهجوم يدفعون حالياً ضريبة تواجدهم في هذا المركز لأن أغلب الأندية تعاقدت مع مهاجمين، وبالتالي أصبحت فرص اللعب لديهم ضعيفة جداً، وقال إن الأمر يتطلب التنسيق بين الأندية واتحاد الكرة للحفاظ على هذه المواهب الشابة.
التجمع الثاني
سألنا المنسي عن تقييم الجهاز الفني للأبيض لمستوى الدوري ومدى قدرته على تقديم وجوه جديدة للمنتخب فأوضح أن الجولات الماضية كشفت عن بعض اللاعبين الجدد، إما الذين استعادوا جاهزيتهم بعد الشفاء من الإصابة أو العناصر التي ارتقت بمستواها بمرور الجولات، وقال إن المنافسة زادت حماساً بين الفرق بتقدم الجولات، مما يساعد على تقديم اللاعبين لإمكانات أكبر من مباراة إلى أخرى.
وأكد أيضاً أن الفرق برهنت عن جدية عملها فبعد تسجيل ضعف كبير في خطوط الدفاع مقارنة بقوة الهجوم عدلت الأجهزة الفنية الأمر من خلال الاهتمام بالدفاع، حتى يقدر على مواجهة الهجوم بندية، وهو ما ساهم في تراجع النتائج الكبيرة، كما أن الجولة الخامسة تعتبر الأخيرة أمام اللاعبين لتأكيد حقيقة مستواهم قبل حسم القائمة التي تشارك في مباراة مانشستر سيتي والدورة الدولية الودية.
وبخصوص إمكانية ضم عدد من اللاعبين الجدد لأول مرة قال: لاعبو الإمارات معروفون مسبقاً ولا توجد مواهب صاعدة جديدة إلا أن بعض اللاعبين عادوا من الإصابة وبإمكانهم المشاركة في المعسكر المقبل .
أهداف مباراة مانشستر سيتي
بالنسبة لأهداف المباراة الودية أمام مانشستر سيتي، خاصة أن فترة الإعداد التي تسبقها قصيرة، أوضح المنسي أن الجهاز الفني للأبيض يسعى إلى التجهيز لمباراة ماليزيا يناير المقبل، وذلك من خلال الاستفادة من المباريات الودية الثلاث التي يلعبها ومن ضمنها مانشستر سيتي، وبالتالي الهدف، هو تحقيق أكبر قدر من الاستفادة، وقال إن اللاعبين سوف ينضمون إلى المعسكر الداخلي، في حالة بدنية جيدة، بسبب مشاركتهم مع أنديتهم في الدوري، وبالتالي سيتم التركيز على الجوانب الخططية والتكتيكية قبل المباراة، وأكد أن النتيجة لا تهم الجهاز الفني لأنها تجربة ودية تجهيزاً لتصفيات آسيا
عدد اليوم
