موسكو تندد بنتائج اجتماع الناتو وتحذّر من تداعيات

بلغ التوتر السياسي بين روسيا وحلف شمال الاطلسي (ناتو) ذروته امس بعد ان اتهم الحلف روسيا بعدم الوفاء بوعدها بسحب قواتها من جورجيا، ورغم ان الحلف احجم عن اتخاذ تدابير شديدة لإجبارها على القيام بذلك ،الا ان موسكو هددت بأن الموقف الذي تبناه الناتو خلال اجتماعه الوزاري امس في بروكسل سيكون له ''تداعيات'' على العلاقات· وفيما اعتبرت موسكو ردود الفعل الأخيرة للحلف إزاء الأحداث في منطقة القوقاز بأنها ''تهديدات فارغة''، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس انها حصلت من الحلف على ما كانت تريده· ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف البيان الذي اصدره نظراؤه في الحلف في ختام اجتماعهم ،معتبرا انه ''غير موضوعي ويعكس انحيازا''· وقال ''الواقع ان الحلف اخذ (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي تحت حمايته''،واصفا النظام في تبليسي بانه ''مجرم'' ومعتبرا انه ''افلس''· واكد ان دعم ترشح تبيليسي للانضمام الى الحلف هو ذو طبيعة ''معادية لروسيا''·واتهم الحلف الاطلسي بالتوجه ''نحو اعادة تسليح'' جورجيا، واضاف ''يحاولون في الحلف الاطلسي ان يجعلوا من المعتدين ضحايا (···) وان يبيضوا صفحة النظام الجورجي''·من جانبه قال السفير الروسي لدى الناتو ديمتري روجوسين :''هذه التهديدات التي انهالت حتى الآن على روسيا لا تعدو في مجملها كلمات فارغة''· ورأى روجوسين أن البيانات المشتركة لوزراء خارجية دول الناتو تتحرك في إطار فكر الحرب الباردة وقال:''لقد صيغت هذه البيانات بلهجة منفرة، ومازال أعضاء الناتو يظهرون فكر التكتل القديم''· وكان الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر اعلن في ختام الاجتماع ان ليس لدى الحلف ''اي مؤشر الى انسحاب روسي من جورجيا''، خلافا للالتزامات الصادرة عن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تطبيقا لخطة السلام التي اقترحتها الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي وتساءل الامين العام ''ما قيمة اي وعد على الورق بعد اتصالات مع قادة الحلف اذا لم ينفذ هذا الوعد؟''· بدورها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ''حان الوقت ليفي الرئيس الروسي بوعده ويسحب القوات الروسية من جورجيا ،للعودة الى ما كان عليه الوضع في السادس من اغسطس''· واعرب نظيرها الفرنسي برنار كوشنير عن ''خيبة امل كبيرة'' لعدم انجاز انسحاب روسي حتى الآن· وقال ''نأمل جميعا ان يحترم الرئيس مدفيديف كلمته''، مضيفا انه ''بدأ يشك'' في ذلك· وبناء عليه، حذرت الدول الـ26 في بيان مشترك ان الحلف لا يمكنه ان يواصل علاقاته مع روسيا ''كأن شيئا لم يكن''· ودعت موسكو الى ''ان تبرهن قولا وفعلا التزامها المبادئ التي قامت عليها علاقتنا''· وقال شيفر ان ''مستقبل علاقاتنا مع روسيا سيظل رهنا بالخطوات الملموسة التي ستتخذها روسيا لاحترام التزامات مدفيديف الأمر الذي لم يتم حتى الآن''· ورغم هذه المواقف، لم يوافق الحلف الاطلسي الذي يضم دولا تدعو الى تبني موقف متصلب حيال موسكو (الولايات المتحدة وبولندا ودول البلطيق) واخرى تؤيد شراكة مع روسيا (فرنسا والمانيا وايطاليا)، سوى على اجراءات قليلة تعبيرا عن استيائه من موسكو· وفي مقدم هذه الاجراءات تعليق اجتماعات مجلس الحلف الاطلسي وروسيا· وقال دي هوب شيفر ''في الظروف الحالية، لا يمكننا ان نعقد اجتماعا للحلف وروسيا''· ولكن لم يتم حل مجلس الحلف الاطلسي وروسيا الذي ابصر النور العام ·2002 وتطرق كوشنير مجددا الى امكان ان تدعو الرئاسة الفرنسية الى قمة اوروبية طارئة حول جورجيا ''خلال الايام المقبلة''، لكن موقفه ظل مبهما· اما رايس فأكدت بعد الاجتماع ان ''الولايات المتحدة لا تريد عزل روسيا''· واضافت ''حين يبدأ (بلد) باجتياح بلدان مجاورة صغيرة وبقصف بنى تحتية مدنية وبنشر الفوضى في القرى، هذا الأمر كفيل بعزل روسيا''· وقالت رايس في مؤتمر صحافي ''لقد حصلنا تماما على ما كنا نريده''· وتطرقت رايس الى ثلاث نقاط ايجابية في الاعلان المشترك الذي صدر عن الاجتماع وهي : دعم الحلف ''للديموقراطية الجورجية'' ، وتوجيه ''رسالة شديدة القوة الى روسيا تدعوها الى الالتزام بما تعهدت به''، و''اعلان الاطلسي بشكل واضح جدا انه من غير المقبول ان تقوم روسيا برسم خط جديد في اوروبا لا يمكن ان نأمل بمستقبل اطلسي للمناطق التي تقع وراءه''·