أخطاء استخبارية أميركية في تحقيقات الجمرة الخبيثة

دافع المسؤولون بمكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عن الأدلة العلمية التي ربطت بين عالم منتحر من الجيش الأميركي وبين هجمات الجمرة الخبيثة عام ،2001 لكنه أقر بحدوث أخطاء في بداية التحقيق· وشكل مكتب التحقيقات هيئة خبراء خارجيين في محاولة للقضاء على الشكوك التي دارت حول ما إذا كان الدكتور بروس إيفينز هو وحده المسؤول عن الهجمات التي أودت بحياة خمسة أشخاص· وفي مؤتمرين صحفيين أولهما للدوريات العلمية والثاني لوسائل الإعلام عرض الـ(إف بي آي) أمس الأول ما وصفه أحد المسؤولين بأنه ''هيكل دليل قوي'' بعد تحقيق دام ما يقرب من سبعة أعوام في أصل مادة الأنثراكس (الجمرة الخبيثة) التي أرسلت عبر نظام البريد الأميركي وفيمن ربما كان وراء هذا· وأذاع المكتب هذا الشهر وثائق محكمة اتحادية توجز قضيته ضد إيفينز، وهو باحث وخبير في الجمرة الخبيثة بمعهد الأبحاث الطبية التابع للجيش الأميركي في ماريلاند· وانتحر إيفينز أواخر الشهر الماضي بينما كان الادعاء يستعد لتوجيه اتهامات إليه بالقتل لارتكابه الهجمات، وقال محاميه إنه بريء· وشكك عدد من العلماء البارزين في قضية مكتب التحقيقات ضد إيفينز والأدلة العلمية التي تدعمها، لأسباب منها أن مكتب التحقيقات ركز لسنوات على عالم آخر هو ستيفن هاتفيل· ولم توجه أي اتهامات إلى هاتفيل ووافقت الحكومة في يونيو على دفع 5,85 مليون دولار له لتسوية القضية· وركز المؤتمر الصحفي على بداية التحقيق في فبراير عام 2002 عندما قدم إيفينز عينة من الجمرة الخبيثة من معمله، لكنه لم يتبع البروتوكول المناسب، ودمر مكتب التحقيقات تلك العينة بعد ذلك· ورد وحيد مجدي مساعد مدير مكتب التحقيقات عن عدم الاحتفاظ بالعينة قائلاً: ''من الواضح أننا كنا سنتصرف اليوم بطريقة مختلفة، لم نكن مثاليين، لقد ارتكبنا أخطاء''· وعن العينة قال كريستيان هاسل مدير المعامل بالمكتب ''عندما نسترجع الأحداث، فإننا نجد أنه كان من المفيد الاحتفاظ بها''· واكتشف الـ(إف بي آي) بعد سنوات ومن خلال الاختبارات الوراثية أن العينة الأولى كانت سلالة فريدة من الجمرة الخبيثة كالسلالة التي استخدمت في الهجمات· وقال مسؤولو المكتب: إن جزءاً من العينة المبدئية التي قدمها إيفينز، احتفظ بها أحد العلماء الخارجيين الذين استعان بهم المكتب· وقال مجدي: إن (إف بي آي) استعان بإيفينز الذي كان يعمل على تطوير مصل للوقاية من الجمرة الخبيثة، للمساعدة في تحديد الإجراءات اللازمة لتوفير عينات الجمرة الخبيثة· وأضاف أنه يشك في أن يتمكن المكتب من إقناع كل الذين تساورهم شكوك بشأن القضية·