الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوعي والثقافة الصحية والرقابة المجتمعية الصارمة.. أولويات الوقاية من «أمراض الصيف»

الوعي والثقافة الصحية والرقابة المجتمعية الصارمة.. أولويات الوقاية من «أمراض الصيف»
13 يونيو 2010 20:09
كل عام وأنت بخير.. بدأ فصل الصيف.. ورغم أنه يرتبط في أذهاننا بأيام الإجازات السنوية الطويلة والسفر والاستجمام والابتعاد- ولو لأيام معدودة - عن عناء وضغوط العمل أو الدراسة. وعادة ما يقترن الصيف ببعض المتاعب أو الأمراض التي يطلق عليها “أمراض الصيف” التي يسببها ارتفاع درجة الحرارة ومعدلات الرطوبة، وبقاء الناس طول الوقت تحت تيار مكيفات ومراوح الهواء، والتعرض للانتقال المفاجئ بين الأماكن الباردة بفعل التكييف، والأماكن الملتهبة بحرارة ورطوبة الجو، فضلاً عما تسببه هذه العوامل من النمو السريع للبكتيريا والفطريات والميكروبات المسببة للتلوث وانتشار أمراض الصيف، وانتشار الذباب والحشرات التي تلعب دورا كبيرا في نقل البكتيريا والفيروسات من وإلى الإنسان، كما أن ارتفاع حرارة الجو بطبيعة الحال يساعد على سرعة تخمر وفساد المأكولات والمشروبات، ومن ثم تزداد احتمالات حدوث التسممات الغذائية، ودون أن نغفل ما للسفر والانتقال بين أكثر من مكان، واهمال إتباع سبل الوقاية اللازمة في أحيان كثيرة، يؤدي إلى الإصابة أو التعرض للأمراض التي يقترن انتشارها بفصل الصيف، إلى جانب التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس، وكثرة التعرق وفقدان نسبة من السوائل والأملاح المعدنية في الجسم. لعل من أكثر هذه الأمراض شيوعاً: أعراض الإجهاد أو الإعياء الحراري أو ما يعرف بـ”ضربة الشمس”، وأمراض الجهاز التنفسي، مثل الرعاف الأنفي أو الرشح “الحساسية” وزيادة حدة نوبات الربو وأوجاع الحلق وغيرها. والأمراض الناتجة عن التلوث أو التسممات الغذائية، والالتهابات والطفيليات المعوية والجلدية والتيفوئيد والكوليرا، وأمراض العيون، والتهابات الجلد، والحروق الشمسية والكلف والأمراض الفطرية وغيرها• .. فاديا حمصاني “موظفة” التقينا بها في أحد المراكز الطبية، تقول: “انتهى العام الدراسي، ونتهيأ لاستقبال موسم الصيف بمتاعبه، فالأطفال لا يهتمون بتمضية وقتهم في اللهو واللعب تحت الشمس أو في مكان مناسب، وعادة يتعرضون لمشاكل عديدة رغم تحذيراتنا إليهم، ولا نريد أن نحرمهم من متعة التمتع بالإجازة، ومن أهم هذه المشاكل هبوط وارتفاع درجة الحرارة الشديدين بين الأماكن المكيفة والأماكن الحارة والرطبة ومن ثم تسبب الأذى والتعرض لنزلات البرد، ومن أهم المشكلات التي تؤرق الأسرة في فصل الصيف أعراض الإسهال والنزلات المعوية للإسراف في تناول المثلجات والآيس كريم والأطعمة الجاهزة” الفاست فود”، وتزداد المشاكل لدى الأطفال الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية، حيث يتعرضون للإسهال والقيء والجفاف. وأحرص من جانبي على اتباع الوقاية اللازمة بتوجيه الأبناء نحو اتباع النظافة الشخصية، وغسل أيدي الأطفال وقص أظافرهم باستمرار مع العناية بنظافة لعب الأطفال وخاصة التي يضعها في فمه، وهناك ضرورة لغلي ماء الرضاعة التي تعطي للطفل وكذلك غلي الماء الذي يشربه وغلي الأدوات التي يتم تقديم الطعام فيها كالأطباق والأكواب. ولابد من التخلص من الحشرات المنزلية وعدم تعرض أطعمة الطفل لأي منها والتخلص من باقي الرضاعة فوراً وعدم تركها للرضاعة التالية مع أهمية إعطاء الطفل الأطعمة الطازجة”. متاعب متوقعة وتضيف زينة فياض”ربة منزل”: “نستعد للسفر خلال هذه الأيام، وفي فصل الصيف نتوقع عادة بعض المشكلات الصحية للأطفال، فهم عادة يشكون من الإسهال، أو احمرار البشرة وجفافها، وارتفاع درجة الحرارة وأحياناً الصداع والإجهاد. لذا من الضروري زيادة الاعتناء بالأطفال في هذا الوقت، ونراعي تجنب هذه المشاكل بالإكثار من شرب المياه، والحرص على تغطية الطعام، ومراعاة إبعاد الأطعمة النيئة عن الأطعمة المطهوة وخاصة اللحوم. كما نحرص على غسل الأطفال لأيديهم قبل وبعد الأكل، كذلك العناية بحفظ المأكولات في الثلاجة، وتنظيف الفاكهة والخضراوات بالماء البارد للاحتفاظ بها باردة لأطول فترة ممكنة. ودائما ما أنصح الأبناء بألا يتعرضون لأشعة الشمس قدر الإمكان، مع الأخد في الاعتبار احتياطات صحية عند الانتقال والسفر لتجنب أي عدوى ممكنة”. ..أما خالد البوسعيدي “موظف”، فيقول: “إن التلوث الغذائي في مقدمة الأسباب التي تصيب الإنسان بأمراض عديدة أثناء فصل الصيف، والتلوث الغذائي بالبكتيريا يسبب الحميات المعوية والتي تنقل عن طريق الذباب وملامسة الأيدي الملوثة لحاملي الميكروب والتي تحدث ارتفاعا شديدا في درجة حرارة الجسم وصداعا وآلاما عديدة. ومن ثم فإن الوقاية من أمراض الصيف تتوقف على وعي الناس وتثقيفهم الصحي، إلى جانب تكثيف الدور الرقابي على المحلات العامة والأسواق من قبل الأجهزة المعنية للحد من الإهمال أو مسببات التلوث الغذائي”. .. وتضيف فاطمة الهاشمي”موظفة”: “الأمراض تكثر في فصل الصيف نتيجة تكاثر الذباب والغبار والازدحام الذي تشهده المصايف ووسائل المواصلات وأماكن الترفيه وتجمع الناس بأعداد كبيرة، مما يساعد على نقل الميكروبات، ويشكو الصغار من عدة أعراض تظهر على شكل إسهال أو نزلات برد أو التعرض لضربة الشمس أو عدوى حمامات السباحة، وأمراض العين المختلفة، لذا ينبغي الاهتمام بالصحة العامة، والوقاية اللازمة بمكافحة الذباب والعناية بالنظافة الشخصية، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي من الأعراض السابقة، وأنصح الأطفال بالسباحة في الأماكن المخصصة مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وارتداء الألبسة الخاصة بما فيها نظارات الوجه لحماية العينين من المياه الملوثة. وعدم تناول المنتجات الحيوانية المشكوك بها إلا بعد التأكد من سلامة المنتج والمصدر، وغسيل الخضار والفواكه جيداً قبل تناولها أو طهيها، والابتعاد عن تناول الأطعمة المكشوفة والمعرضة طوال الوقت لأشعة الشمس في الشوارع والمحلات التجارية والتأكد من تاريخ صلاحية المنتج، والابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس المباشر تلافياً لضربات الشمس، ويفضل استخدام الكريمات والمرهم المخصصة كواقي شمسي، والإقلال من تناول المثلجات لتلافي الكثير من الأمراض والالتهابات التنفسية”. شكاوى الصيف الدكتور عباس السادات استشاري الأمراض الباطنية، بمستشفى مركز الخليج الطبي التشخيصي في أبوظبي، زميل الجمعية الملكية للأطباء بإنجلترا، يوضح علاقة فصل الصيف بالأمراض الباطنية الشائعة، ولماذا يكثر حدوثها، وطرق الوقاية منها، ويقول:” بلا شك أن ارتفاع درجة حرارة المناخ خلال شهور الصيف يمثل خطراً حقيقياً على الصغار والكبار معاً، ونشاهد عادة زيادة معدلات الشكوى من الإسهال الصيفي والدوسنتاريا والتيفوئيد والباراتيفويد، وقد تنتشر بعض هذه الأمراض بالشكل وبائي وتصيب عدداً كبيراً من الناس ولا سيما الأطفال في وقت واحد، وبالطبع إن ما يساعد على انتشارها وجود ونمو البكتيريا والفطريات وسائر الميكروبات الأخرى وتكاثرها بسرعة مع حرارة الصيف وارتفاع نسبة الرطوبة، مع إهمال النظافة وطرق الوقاية التقليدية، مع وجود وانتشار الذباب الذي يتزايد في فصل الصيف، ويعد أهم الوسائل الناقلة للبكتيريا والميكروبات إلى المأكولات والمشروبات فيلوثها، ولا نندهش من ذلك إذا علمنا أن الذبابة الواحدة يمكنها أن تحمل ستة 6 ملايين خلية من البكتيريا المختلفة”. النزلات المعوية يضيف الدكتور السادات:” إن ارتفاع درجة الحرارة المصحوبة بارتفاع في نسبة الرطوبة، يقل إفراز الخمائر الهاضمة للأغذية في أمعاء الإنسان، كما يحدث تخمر للمأكولات والمشروبات بسرعة وتنتقل الأمراض عن طريق التلوث الذي يمثل السبب الأول والرئيسي في انتشارها، فهناك الأغذية الملوثة وخاصة المعلبات منتهية الصلاحية، وهناك المثلجات الملوثة خاصة تلك التي تعرض في الشوارع وتحمل في طياتها العديد من الميكروبات والماء الملوث، وهناك زجاجات المياه ذات المصادر غير المدققة صحياً وهي مصدر لكثير من المخاطر التي تزيد في فترة الصيف. كما توجد الخضراوات والفواكه غير المغسولة جيداً والتي تنقل العديد من الأمراض حيث تحوي بعض هذه الخضراوات والفواكه العديد من المبيدات والهرمونات التي يستخدمها المزارعون لسرعة إنضاج المحصول، وتؤثر تأثيرا سلبيا في صحة من يتناولونها، وتؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض فضلا عن الأغذية المكشوفة التي تباع في الشوارع وتنقلها الأيدي الملوثة بالميكروبات، فهي تعد من أهم مصادر نقل العدوى والأمراض في الصيف خاصة عند الأطفال الذين يعتادون وضع أصابعهم أو ألعابهم في الفم دون إدراك، ومن ثم يصبحون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأي تلوث أوعدوى، وبالتالي تكثر حالات النزلات المعوية التي تعد من أهم أمراض الجهاز الهضمي، كما أن اعتماد الكبار أو الصغار على تناول الأطعمة خارج المنزل في موسم السفر والإجازات، وعدم التحقق من نظافة مصادر كثير من المأكولات والأطعمة، نجد تزايد حالات الإصابة بالتسمم الغذائي بسبب ميكروب “السلمونيلا”، وقد تكون الإصابة بها بسيطة أو شديدة جدا، وتبدأ أعراضها بعد ساعات قليلة من تناول أي أطعمة ملوثة بهذا الميكروب، ويعاني المريض من ارتفاع الحرارة والشعور بالغثيان الذي يصل إلى حد القيء وآلام بالبطن مع إسهال أحيانا يكون شديدا أو متواصلا، مما يسبب الجفاف أو الهبوط بالدورة الدموية، خاصة عند الأطفال وكبار السن، ورغم خطورة هذه الأعراض فإن أغلب المرضى يتماثلون للشفاء خلال أيام قليلة من العلاج المناسب. الحميات المعوية يكمل الدكتور السادات: “هناك من أمراض الصيف أيضاً ما يعرف بالحميات المعوية الحادة كالتيفوئيد أو الباراتيفويد، وحمى التيفوئيد يسببها ميكروب السالمونيك الباراتيفويدية بأنواعها الثلاثة، وتعتمد شدة الإصابة على حجم الميكروبات الملوثة للأطعمة الذي يتناولها المصاب، وأيضا على درجة مقاومته ومناعته ضد هذا المرض، وتشكل حمى التيفوئيد نسبة 70% من عدد الإصابات بالحميات المعوية الحادة بينما تكون الإصابة بحمي الباراتيفويد 20%. وتبدو أعراض الإصابة بهذه الحميات بفقدان الشهية والصداع ويكون في شكل ألم مستمر بالجبهة، ويكون الإحساس بالإعياء ظاهرة متغيرة ومتزايدة خلال فترة ظهور الأعراض. وهناك أعراض غير شائعة لهذه الأنواع من الحميات مثل الرجفة وآلام الجسم وقرح الفم، وقد يصاب المريض أحيانا بكحة جافة خصوصا في نحو 50% من الحالات المصابة”. ويشير الدكتور السادات إلى أن النزلات المعوية تعتبر من أكثر الأمراض التي تحدث في فترة الصيف، ولاسيما عند المسافرين، فهي تصيب عادة مابين 20 - 50 % منهم، نظرا للنشاطات المختلفة التي يقوم بها الناس صيفاً، فإن معظمهم يرغبون دائما في تناول الطعام خارج المنزل، لذا يستوجب اختيار المطاعم بعناية، والتأكد من خضوعها للتفتيش والرقابة الصحية، والانتباه إلى نظافة المكان والأدوات المستخدمة وتعليمات السلامة”. سلوكيات خاطئة هناك كثير من السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها كثير من الناس في محاولة للتخفيف من الإحساس بالحرارة، أوللتمتع ببعض الانتعاش خلال فصل الصيف، ومن أبرز هذه السلوكيات الخاطئة الإسراف في تناول المشروبات المبالغ في تثليجها مما يؤدي إلى مضار صحية على الفم، والأسنان، وإلى سوء الهضم، لأن شرب المشروبات الساخنة أو المثلجة جدا يتسبب في تثبيط نشاط الإنزيمات التي تهضم الطعام والتي لا تعمل إلا في درجة حرارة الجسم”37 درجة مئوية”. يظل باقي أفراد الأسرة مستيقظون. - المبالغة في استخدام المكيفات، فمن المعروف أن الانتقال المفاجئ من مكان حار إلى مكان بارد أو العكس يؤدي إلى زيادة التعرض للإصابة ببعض الفيروسات، كما يمكن أن يؤدي إلى تأثر الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، وإلى الشعور بأعراض تشبه الإنفلونزا كالزكام وألم الحلق. والمكيفات نفسها قد تصبح مصدرا للميكروبات إذا لم يُنظف فلترها باستمرار. ومن المهم جدا وضع أجهزة التكييف على درجات حرارة معتدلة، لأن الحرارة المرتفعة أو المنخفضة تؤثر في كريات الدم البيضاء مما يضعف الجهاز المناعي ويسبب الإصابة بالأمراض وأولها الزكام. -الجلوس أو المشي لفترات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة ولا سيما حول حمامات السباحة، خاصة خلال فترة الذروة. أو الإهمال في عدم ارتداء القبعات أو أغطية الرأس مما يسبب فرص الإصابة بضربة الشمس. -عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام يوميا للتخلص من العرق والجراثيم، وعدم الحذر من استعمال الملابس أو المناشف في حمامات السباحة. طرق ووسائل الوقاية ينصح الأطباء باتباع عدة إجراءات أو أساليب سلوكية للوقاية أو الحد من فرص الإصابة بالأمراض الباطنية المرتبطة بفصل الصيف بالتأكد تماماً من نظافة المياه التي تستعمل في الشرب أو غسل الخضراوات أو الطهي، وإذا لم تتوافر تلك المياه النظيفة فيجب غلي الماء لمدة خمس دقائق ثم تبريده واستعماله، ويفضل تناول ماء الشرب المعبأ في زجاجات محكمة الإغلاق ومعلومة المصدر. والحرص على غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون خاصة قبل البدء في إعداد الطعام وخلال مراحل إعداده “بعد غسل اللحوم مثلا”، وقبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض، أو لمس أي مصدر من مصادر التلوث كمقابض الأبواب وعربات المتاجر الكبرى”السوبرماركت” والنقود. وتناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيدا، ومن الأفضل تعقيمها بعد الغسيل بواسطة أي من المحاليل الصحية الموجودة في الأسواق. واتباع الإجراءات السليمة في عملية الحفظ في الثلاجات والمبردات المنزلية. والامتناع تماما عن تناول الأطعمة المكشوفة وعن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين. والحذر التام من تناول اللحوم غير المطهية جيداً. وتجنب تناول المأكولات البحرية النيئة وغيرها من الأطعمة نصف المطبوخة. والتأكد من صلاحية الأطعمة المحفوظة والمعلبة المعروضة في الأسواق خاصة منتجات الألبان والعصائر قبل تناولها. والحرص على تناول الطعام الطازج والساخن، وأن يوضع المتبقي منه في الثلاجة وعدم تركه في درجة حرارة الغرفة لساعات طويلة. الفطريات الجلدية تقترن بارتفاع درجة الحرارة والرطوبة الدكتور سمير السعداوي، أخصائي الأمراض الجلدية في مستشفى دار الشفاء يوضح علاقة فصل الصيف بالأمراض الجلدية، ويقول:” عادة ما تنتشر الأمراض الجلدية في فصل الصيف بسبب نمو الفطريات في الجو الحار والرطب خاصة في الأماكن الحساسة من جسم الإنسان، ويرجع هذا إلى عدة أسباب أهمها استعمال المناشق والأرضيات الرطبة مثل حمامات السباحة، وأماكن تغيير الملابس كما في النوادي، فضلاً عن الإصابة بضربة الشمس نتيجة التعرض لأشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة خاصة في المصايف وعلى شواطئ البحر، مما يؤدي إلى الإصابة بحروق الشمس وهي عبارة عن احمرار في الجلد يصاحبه ألم ثم يتحول إلى ورم وفي النهاية تحدث فقاعات مؤلمة. كما يتأثر جسم الإنسان وخصوصاً البشرة والجلد تأثراً مباشراً بأضرار الشمس وحرارتها، ويترتب على ذلك فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم بسبب التبخر والعرق بالإضافة إلى بخار الماء الخارج مع زفير الهواء أثناء التنفس، كل ذلك يؤدى إلى فقد حجم الدم السائر بالأوعية الدموية، ويتضاعف هذا النقصان في كمية الدم بإتساع وتمدد الشرايين بالجلد وما تحته، فيؤدى إلى زيادة نسبية في حجم ومساحة الأوعية الدموية دون ما يقابلها أي زيادة نسبية فى حجم الدم، فتحدث كل مضاعفات هبوط ضغط الدم وفقدان السوائل والاملاح. كذلك تكون حرارة الشمس أكثر خطورة على مرضى السكر الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مع تجنب العطش وذلك باستخدام السوائل بجميع أنواعها وبالذات السوائل التى تحتوى على أملاح مثل العصائر أو المياه الغازية وليس بالماء فقط، لأن التعويض بالماء فقط يؤدى إلى نقص الأملاح النسبى بالجسم، وبالتالى يشعر المريض بمزيد من الهزال والضعف لأن السوائل المفقودة من الجسم عند العرق تحتوى على كمية من الأملاح، لهذا يجب عدم القيام بأى مجهود عضلى أو رياضى أو السير لمسافات بعيدة”. ويضيف الدكتور السعداوي:” يعتبر فصل الصيف أيضاً من أكثر الفصول تأثيراً على الجلد، فهناك العديد من أمراض الجلد الفطرية التي تصيب الإنسان نظراً لإرتفاع درجة حرارة الجو، وبالتالى ترتفع درجة حرارة الجلد ويزداد إفراز العرق فيحدث انسداد بفتحات الغدد العرقية ويبدأ ظهور حبيبات صغيرة حمراء فى حجم رأس الدبوس، وتظهر الحبيبات في المناطق المعرضة لإحتكاك الملابس وخصوصاً تلك التى تصنع من الخيوط الصناعية، لذا فان التهوية وعدم التعرض لأشعة الشمس و إرتداء الملابس القطنية يساعد على تبخر العرق مع الحرص على عدم حك الجلد بشدة واستعمال صابون لا يسبب الحساسية، كما ينبغى استخدام الماء البارد، والكريمات المرطبة والمطهرة. كما أن هناك الميكروبات العنقودية أو السبحية التي تصيب جلد الأطفال صيفاً وتظهر على شكل فقاقيع مكونة من قشرة سميكة تبدو على شكل دوائر على الجلد و للوقاية فى هذه الحالة لابد من الإهتمام بنظافة الطفل الشخصية. كما تزيد نسبة الإصابة بالفطريات خلال الصيف، وفي مقدمتها “التينيا الوركية” التى تنتقل عن طريق استعمال ملابس ومناشف الغير، وتساعد المصايف على إنتقالها وتظهر أعراضها مع إرتفاع درجة الحرارة ، ويشعر المصاب بها بحكة شديدة بين الفخذين أو الإبطين. وللوقاية منها يجب عدم استعمال ملابس أو مناشف الغير مع ضرورة القيام بغلى الملابس الداخلية والخارجية وكيها لقتل ما قد يكون بها من فطريات، مع استخدام المراهم والأقراص المضادة للفطريات وعدم حك المناطق المصابة باللوف أثناء الإستحمام حتى لا يحدث تهيجاًَ بالجلد وتتفاقم الإصابة. كما يجب عدم المبالغة فى استعمال الأصباغ والكيماويات والدهانات الخاصة بالشعر حتى لا يسبب تلف أو إحتراق للشعر إذا ما كثر التعرض لدرجات حرارة أشعة الشمس، كذلك مطلوب الحذر الشديد فى استعمال الأصباغ والكيماويات والدهانات الغريبة المختلفة لفروة الرأس وإستشارة الطبيب قبل الإستعمال.” ويؤكد الدكتور السعداوي أن العدو الأول لبشرة الأطفال تحديداً خلال الصيف هو أشعة الشمس الحارقة، نظراً لأن بشرة الطفل رقيقة وأكثر حساسية للشمس من الشخص البالغ. فالتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى احتراق الجلد. ويجب أن نحذر أن التعرض للشمس بكثرة وتعدد احتراق الجلد في الطفولة هي عوامل مهمة في ظهور سرطان الجلد للبالغين والضرر الذي تحدثه الشمس هو ضرر تراكمي. وهناك قواعد أساسية للوقاية منها وتجنب تعريض الطفل للشمس في الفترة ما بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقصى شدتها. كما يجب جعل أنشطة الطفل خارج المنزل أما في الصباح الباكر أو في فترة ما بعد الظهيرة المتأخرة. ويجب حماية جلد الطفل بالثياب أولا ثم وضع الكريم الواقي من الشمس على أي جزء غير مغطى بالثياب، مع استخدام الكريمات الواقية من الشمس”. النزلات المعوية وضربة الشمس أكثر ما يهدد الأطفال في الصيف هناك عدد من أمراض الأطفال يكثر حدوثها في فصل الصيف، وفي مقدمتها: الإسهال الصيفي والتهاب المعدة والأمعاء، والدوسنتاريا والتيفوئيد، والتهاب الجلد وغيرها• وتقول الدكتورة سلوى يوسف الدواف، أخصائية الأطفال في مستشفى دارالشفاء أن الإسهال الصيفي هو من أشد هذه الأمراض وبالاً، فالنـزلات المعوية الحادة قد تودي بحياة الكثير من الأطفال في هذا السن والتأخر في تلقي العلاج يعرض حياة الرضيع للخطر الحقيقي• فالنزلات المعوية تعد من أهم أمراض الجهاز الهضمي، نظرا لكثرة تناول الأطعمة خارج المنزل، ويعاني المريض من ارتفاع الحرارة والشعور بالغثيان الذي يصل إلى حد القيء وآلام بالبطن مع إسهال أحيانا يكون شديدا أو متواصلا، مما يسبب الجفاف أو الهبوط بالدورة الدموية، خاصة عند الأطفال وكبار السن، ويجب ألا نعرض أطفالنا للأماكن المزدحمة ما أمكن ذلك، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتعويد الطفل على غسل يديه ووجهه عدة مرات يوميا، خاصة بعد عودته من اللعب خارج المنزل وقبل تناوله الطعام. وضرورة استحمام الطفل يوميا فهى من أهم وسائل الوقاية من أمراض الصيف، مع تجنب البقاء تحت الشمس خاصة فى أوقات الظهيرة الحارة والذي قد ينتج عنه ما يسمى بضربة الشمس التي تسبب الحروق الجلدية، وتجنيب الطفل الإنتقال المفاجىء بين أماكن متباينة درجة حرارتها قدر الإمكان. ومراعاة الإقلال من تناول المثلجات والآيس كريم، والإبتعاد عن مصادر التلوث والعدوى في المطاعم والأماكن العامة، مع ضرورة الالتزام بإعطاء الطفل التطعيمات الإجبارية والخاصة ببعض أمراض الصيف، ومراجعة الطبيب المختص عند اللزوم”. احذروا الرمد الربيعي وجفاف العيون يقول الدكتور هشام حمدي سليمان زميل كلية الجراحين الملكية بأدنبرة، واستشاري أمراض العيون في مستشفيات المغربي للعيون في أبوظبي:” عادة تكثر الإصابة بأمراض حساسية العين بمختلف درجاتها في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة، وكثرة التعرض للأتربة والغبار ومصادر التلوث الأخرى، فتصاب العين بالجفاف أثناء الوجود على شواطئ البحر أو حمامات السباحة التي تحتوي على مادة الكلور لتطهيرالمياه من الميكروبات والفطريات، مما يصيب عيون الأطفال أكثر من غيرهم بالحساسية. لذا ننصح باستخدام النظارات الشمسية الجيدة لحماية العيون من أضرار هذه الأشعة ومن الإصابة بالحساسية المزمنة “الرمد الربيعي”.كذلك يؤدي التعرض للشمس في بعض الأحيان مرض “الحزاز الضوئي” وهو من الأمراض المناعية، ويظهر على هيئة بقع لونها بنفسجي وتصاحبها حكة خصوصاً في منطقة العين والساقين وتزداد مع التعرض للشمس. كذلك ننصح باستخدام القطرات المرطبة التعويضية لأصحاب العيون التي تعاني من الجفاف بقدر الحاجة، مع النصح بعدم التعرض مباشرة للهواء الجاف أو الحار لأن ذلك يزيد من الجفاف ولاسيما عند السفر بالسيارة لمسافات طويلة، أو الذين يستخدمون العدسات اللاصقة عليهم استخدام القطرات المرطبة الخالية من المواد الحافظة، والإهتمام بتنظيف العدسات يوميا وإعطاء العين فترات راحة من هذه العدسات في كل يوم وخصوصا عند النوم. وعلى الآباء والأمهات العناية بعيون أطفالهم خلال فصل الصيف وعدم تركهم يجلسون لفترات طويلة أمام الألعاب الالكترونية أو التلفاز. كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة تجاه بعض الروائح أو البخور والعطور أو مستحضرات التجميل تجنب مسببات الحساسية خلال فصل الصيف قدرالإمكان. ويضيف الدكتور هشام: “نلاحظ إنتشار الرمد الفيروسي لدى الأطفال صيفاً بسبب العدوى، وهو مرض مؤثر على القرنية إن أهمل علاجه، ويمكن حدوث العدوى من حمامات السباحة، أو التلامس المباشر بالأيدي، ومن ثم على الأطفال المصاب المصابين تجنب استخدام حمامات السباحة خلال الإصابة، وعدم إهمال العلاج، إلى جانب الإهتمام بالنظافة العامة والشخصية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©