الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التوحديون» يعبرون عن مشاعرهم بطرق «غير تقليدية»

«التوحديون» يعبرون عن مشاعرهم بطرق «غير تقليدية»
9 ابريل 2015 22:10
ترجمة عزة يوسف بعض الناس يعتقدون خطأ أن الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد ليس لديهم مشاعر، أو أن لديهم مشاعر محدودة، لكن إذا كنت أحد الوالدين أو أحد أفراد أسرة لطفل مصاب بالتوحد، عليك أن تدرك أن هذا ليس صحيحاً. وعلى الآباء والأمهات وذوي التوحديين التيقن بأن جميع الأطفال أو المراهقين الذين يعانون التوحد لديهم مشاعر عديدة طبيعية ومتباينة، لكنهم يعجزون عن التعبير عنها بالطرق التقليدية للشخص العادي لوجود خلل في آلية التواصل، أو أنهم يعبرون عن ذلك بطرق مختلفة، بل إن الكثير ممن يعانون الاضطراب يكونون مرهفي الحس وأكثر عاطفة من الشخص العادي، لكن مرة أخرى قد يظهرون مشاعرهم ويعبرون عنها بطرق غير اعتيادية «غير تقليدية»، وقد تبدو غير مفهومة للآخرين. ومن بين الطرق الهادفة لمحاولة فهم كيفية شعور الطفل هي إيلاء اهتمام خاص بسلوكه. ويعمد العديد من الأطفال المصابين بالتوحد إلى إبلاغ الآخرين كيف يشعرون من خلال التصرف بطريقة معينة، وعلى الرغم من أن الأطفال التوحديين تكون سلوكياتهم في الغالب مماثلة لسلوكيات الأطفال الآخرين الطبيعيين، إلا أنهم قد يسلكون أيضا سلوكيات غير معتاد، كما أنهم قد يتصرفون بطريقة معينة لفترة أطول من الوقت، أو قد يكررون السلوك مرارا وتكرارا. وفي هذه الحالة، فإن الالتفات الى سلوكيات الطفل بدقة واهتمام يعد بمثابة المفتاح الأول لتفهم شعوره. فضلا عن ذلك، فإن تعلم التواصل يعد وسيلة مهمة أخرى، والتي يمكن أن تساعد الطفل على التعبير عن كيفية شعوره. قد يكون الأمر صعبا في البداية، لكن هناك العديد من الطرق المختلفة لحل مشاكل الاتصال بين الطفل التوحدي وذويه، بغض النظر عن مستوى الاضطراب الذي يعاني منه. والنصيحة هنا التي نسوقها للوالدين أو الأسرة هي أن يتحدثوا إلى أطفالهم مباشرة، ولا يفترضون أنه أو أنها لا يمكنه فهمهم، بل عليهم أن يحاولوا إجراء الاتصال بالعيون والوجه مباشرة معه حتى يتمكن من رؤية تعبيرات الوجه بصورة فورية وآنية ومباشرة حتى إذا لم يتمكن الطفل فهم كل ما يقال له، فإنه سوف يستوعب بعضاً منه على الأقل في البداية، وعندما يرى الطفل أن اللغة مفيدة ومؤثرة وأن لها أهميتها، فإن ذلك سيوجد ويحفز لديه الدافع لاستخدامها وفهمها مع مرور الوقت. ومهما كان الأمر شاقاً في البداية، ومهما بدا ذلك أمراً صعباً أو غير مجدياً، على الوالدين والأسرة ألا يستسلموا أو يكفوا عن محاولة فهم شعور الطفل ومحاولة التواصل معه. وفي نهاية المطاف، ومع مواصلة استخدام أدوات الاتصال المختلفة مع الطفل التوحدي، ومن خلال التجربة والخطأ، سوف يجد أفراد الأسرة وطفلها التوحدي أنهم قد تعلموا كيفية فهم بعضهم بعضاً بشكل أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©