الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله بن شهيل يوثق اللحظات العابرة تحت الماء بالصورة

عبدالله بن شهيل يوثق اللحظات العابرة تحت الماء بالصورة
9 ابريل 2013 20:47
حاز عبدالله عبدالرحمن بن شهيل جائزة ناشيونال جيوجرافيك للتصوير تحت الماء، ضمن إحدى المسابقات التي شارك فيها، لكن قصته لم تبدأ بالتصوير لكي يحصل على تكريم أو جائزة، فقد بدأ الغوص منذ عام 1998، وفي عام 2008، قرر أن يحترف الغوص ويحصل على رخصة ليصبح كبير الغواصين، ونتيجة لتكرار تجربته في الغوص وافتتانه بالطبيعة الساحرة، قرر شراء أول كاميرا احترافية للتصوير تحت الماء، ولم يكن هدفه، المشاركة في بعض المسابقات من أجل الحصول على جوائز، لكن شغفه بالكائنات التي تمر بجانبه، جعله يقرر توثيق اللحظات العابرة عن طريق الصورة. بيانات خاصة وبعد أن أصبح لدى بن شهيل فريق يسعى معه لاحتراف التصوير تحت الماء، يوضح أنه قام بتدريب أعضائه حتى أضحى لديهم القدرة على الغوص، فهم يحملون شهادات موثقة تؤهلهم للغوص، ومن خلال التصوير والرغبة في التوثيق، يقول: أصبحت أبحث في المكتبات الإلكترونية، وفي مواقع الجامعات عن تلك الكائنات وأسمائها ومواطن معيشتها وفائدتها بيئياً، وقد اكتشفت أن البيانات الخاصة بها قليلة، لذا بدأت في مراسلة الجامعات العالمية، خاصة المهتمة بالتنوع البيولوجي في البيئات البحرية، ومن ثم تعرفت على الطرق التي تتكيف من خلالها تلك الكائنات والبيئات التي تعيش فيها، واكتشفت أن الكتب الخاصة بالهيئات البيئية لدينا قليلة، ولا تشبع نهمي للمعرفة التي أود الوصول إليها بالنسبة لهذه الكائنات. ويكمل: اليوم لم يعد يهمني أن أصور من أجل المشاركة في مسابقات التصوير، بقدر ما يهمني أن أسخر نفسي للترويج لهذه الكائنات، وأهميتها بالنسبة لنا، وما الذي يمكن أن يحدث لو انقرضت، والواجبات المفروضة علينا تجاه هذه الكائنات المهمة، والتي تعد أحد مصادر غذائنا مثل الأسماك، لذا اتجهت لجمعية الإمارات للغوص، حيث وجهوني - في بداية انطلاقي في هذا العالم الأزرق الملوَّن - نحو مسابقة التصوير، وقد شاركت في أول مسابقة في حضور نحو 35 مصورا، وفي المسابقة الثانية ازداد العدد، ولكن الأغلبية كانوا من الأجانب. التقاط صورة ويرى أن هناك صعوبات تواجهنا تحت الماء في أثناء التصوير، مثل التعرض لخطر اللسع أو الصعق من الكائنات التي تسكن القاع، وبدوره يظل في القاع على الرمل من أجل التقاط صورة مميزة، موضحاً أنه على كل غواص أن يبقى لفترة محددة في القاع، حتى إن كانت لديه كمية كافية من الهواء للتنفس، فضلاً عن أن أي تسرب مائي لداخل الكاميرا، سيجعله يخسر ما لا يقل عن 40 ألف درهم وهو قيمتها، وبالنسبة للصندوق الخاص بعزل الكاميرا فإنه في هذه الحالة عليّه التخلص منه، لأنه سيكون بصدد شراء كاميرا جديدة. رسالة إلى المجتمع وحول الرسالة التي يريد عبدالله شهيل إيصالها للمجتمع يقول: نريد مجتمعا محبا للبيئة البحرية، ولذلك أقوم بالتصوير وتنفيذ برامج التوعية مع المدارس، من أجل أن نصنع أجيالاً لديها وعي بقيمة الكائنات البحرية والأسماك على وجه الخصوص، لأن غالبية أبناء اليوم لا يستطيعون أن يتعرفوا على أسماء الأسماك التي يأكلونها، فكيف يصبح لديهم اهتمام تجاه البحر؟!، لذلك علينا أن نصنع علاقة حب بينهم وبين هذا العالم، وأيضاً أوجه رسالة لبعض الصيادين، فأقول لهم: ارحموا البحر، ويكفي أن يحمل أحدكم نظارة خاصة للرؤية تحت الماء، ليشاهد حجم الملوثات وبخاصة في المناطق التي أسقط فيها الصيادون كميات كبيرة من مختلف النفايات، من أجل صنع مشدّات في القيعان لتكون بيئة جاذبة للأسماك ومن ثم تكون لها الغذاء والمأوى لأجل أن يصطادها الصياد. فئات مستهدفة إلى جانب هذا يذكر أن هناك من يرمي بمخلفات أخرى بعيداً عن أعين الرقيب، وهؤلاء علينا أن نتصدى لهم، وذلك بوساطة الأمن البحري، ويكون هذا الأمن خاصا بمراقبة سفن الصيد فقط، وحالياً أنفذ مع مجموعة من الأصدقاء برامج لحماية البيئة البحرية، ومن بين الفئات المستهدفة الأطفال، ونحن نريد تفعيل دور جمعيات النفع العام مثل جمعية الإمارات للغوص، بحيث لا يتعدى دورهم التدريب على الغوص وتنظيف البحيرات والخيران ، ومن خلال مركز التدريب على الغوص استطعنا أن ندرب نحو 60 غواصاً سنوياً، وقد كان الأغلبية من غير الموطنين، مثل الباحثين ومن يعد رسالات للماجستير والدكتوراه، ليستطيع أن يغوص خلال بحوثه ودراساته لأجل التوثيق والدراسة، كما أنفذ أيضاً برنامجاً مع الشرطة في إمارة أبوظبي، وهو موجه من قبل الشرطة للأطفال، من أجل تعلم الغوص والتوعية بالبيئة البحرية، ولذلك أصبح اهتمامي موجها للعناية بهذه البيئة الجميلة، لأن توازنها والحفاظ عليها فيه خير للبشرية رحلات صيد وبخصوص رحلات الغوص التي قام بها حباً في الغوص والمشاهدة يضيف: وجدت أن أجمل منطقة غنية بالتنوع الإحيائي في الجانب الشرقي من الإمارات هي التي تمثل كلباء والفجيرة وخورفكان، وعندما التقط المشاهد وأعرض الصور على الأصدقاء أو خلال برامج التوعية، لا يصدق الكثيرون أن هذه الكائنات تعيش في الإمارات، وبخاصة الكائنات الدقيقة، وهذا بسبب تنوع واختلاف البيئات البحرية في الخليج العربي، فكل مكان له درجات من الحرارة التي تسمح بعيش أنواع دون أخرى. وتخصص عبدالله شهيل في إدارة العلاقات العامة، ولكن اليوم يفكر في أمر آخر ويخبرنا به قائلاً: «أفكر في دراسة الماجستير عن الكائنات البحرية والأنواع المختلفة منها، بحيث يكون هذا العمل مكرسا لصالح هذا العالم، ولصالح هذه الكنوز التي تخص دولتنا، كما أفكر في أن أرصد وأوثق ما يوجد في سنغافورة وفي البحر الأحمر والخليج العربي، وأن يتم طبع كل ذلك في كتاب، كما قمت بزيارة مربى الشارقة المائي، وعرضت عليهم أن نضع برنامجا تدريبيا سواء للعاملين أو للطلاب، حول التوعية بالبيئة بالبحرية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©