الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بدر عباس: مشروعي الفني يتجاوز حدود الصورة

بدر عباس: مشروعي الفني يتجاوز حدود الصورة
20 أغسطس 2008 21:47
مع الإمكانات الهائلة التي تختزنها الكاميرا، يستطيع المصور الفوتوغرافي أن يترجم تكنيكه الخاص ويمارس التجريب والابتكار والمزج والتوليف، للخروج من أسر النمطية والشيوع والتكرار، وإعطاء قيمة متفردة للصورة من حيث استجلاب موهبة المصور وحساسيته الخاصة في التعبير عن خفايا وأعماق المشهد، لأن الصورة في النهاية هي انعكاس لخطاب الفنان، وتجسيد لخبرته الروحية التي لا يمكن أن تتقاطع مع أي فنان آخر لأنها أقرب إلى البصمة أو الأثر· ولعل ما يقدمه الفنان الإماراتي المخضرم بدر عباس في محترفه الشخصي، وفي مشروعه الفني، وفي مساهماته لتكوين جماعات فنية مثل ''فريق الإمارات للتصوير الرقمي'' و''جماعة التصوير'' في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ما هو إلا تأكيد على كسر المسار الدائري للفنان، والخروج من فضاء التجربة الواحدة والمغروسة في أرض متشابهة، إلى فضاءات متغيرة ومشغولة بقلق البحث، والذي هو قلق مشروع ونتاج رؤية ورؤيا تتصلان بوعي الفنان وبثقافته المهمومة بأسئلة الفن لا بإجاباته الجاهزة والمتصفة بالحسم والقطع والثبات· بدأت علاقة الفنان بدر عباس بالكاميرا من خلال وسيط فني آخر هو الرسم، حيث استخدم الكاميرا في توثيق الوجوه والمناظر الطبيعية كي ينقلها بعد ذلك على الورق، وعن طريق تدخلاته الانطباعية البسيطة كانت الصورة تتحول بين يديه إلى محاكاة للواقع ولكن باشتغالات يدوية وذهنية خاصة· وعن هذه المرحلة التي اتسمت بالشغف والتثقيف الذاتي يقول الفنان بدر عباس: ''كانت طبيعة عملي الوظيفي تمنحني هامشاً من الفراغ الذي ملأته بالقراءة والمطالعة والبحث عن أسرار وتقنيات الكاميرا، فأصبحت علاقتي بالتصوير أعمق وأكثر شغفاً مقارنة بالرسم، كان ذلك في حوالي العام 1986 وفي تلك الفترة لم تكن وسائل المعرفة والتواصل والاحتكاك متاحة كما هي اليوم، ولم تكن هناك جمعيات أو مؤسسات تهتم بفن التصوير الفوتوغرافي، فاعتمدت على اجتهاداتي الذاتية في التعامل الصحيح مع هذا الوسيط السحري، وللذهاب في مسارات أعمق وأكثر تشعباً مع الكاميرا، قمت بتحميض الأفلام الخام وطباعتها في (الغرفة المظلمة) لمشغلي الخاص، وباستخدام محاليل· وعن المواضيع التي اشتغل عليها في أعماله المبكرة يقول عباس: ''ركزت في أعمالي على الجوانب التراثية وخصوصاً المباني الأثرية الايلة للهدم والزوال، وأحسست أن الكاميرا التي أحملها يمكن أن تعمل ضد نسيان هذه الأمكنة، وبالتالي فإن توثيقها كان مهماً بالنسبة لي وبالنسبة للأجيال القادمة، خصوصا وأنه في فترة من الفترات كانت هذه الأبنية مهددة من قبل أصحاب النظرة التجارية الضيقة، في ظل غياب الإشراف الحكومي والهيئات المختصة بالحفاظ على قيمة وهوية وذاكرة هذه الكنوز الإنسانية، إلا فيما ندر'' ويضيف عباس: ''لدي حالياً أرشيف هائل ومتاح للباحثين عن ذاكرة بصرية للأمكنة والبيوت والمباني القديمة في معظم مناطق الدولة، والتي جرفتها تيارات المد العمراني الأعمى'' وعن رغبته الحثيثة والمتواصلة في التدريب وإنشاء الورش التخصصية ونقل خبرته ومعرفته إلى الأجيال الجديدة والمحبة لفن التصوير الفوتوغرافي يقول عباس: ''هناك طاقة داخلية كبيرة تدفعني دائماً لنقل تجربتي إلى الآخرين، خصوصاً وأن الفنانين الشبان الذين يملكون موهبة التصوير لا يستدلون على دروب واضحة لاستثمار هذه الموهبة، وبالتالي فإن الورش والدورات التدريبية التي أقيمها بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية والهيئات المتخصصة الأخرى هي مساهمة لتنمية الحس الإبداعي المختزن عند هؤلاء الشبان، وتعريفهم بتقنيات التصوير الجديدة، ويجب على التلميذ في النهاية أن يعتمد على قدراته الخاصة وأن يتفوق على أستاذه كي تكون له بصمته الفنية المميزة والمتفردة مقارنة بالآخرين''
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©