السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجواء حماسية تشتعل في المقاهي خلال بث مباريات كأس العالم

أجواء حماسية تشتعل في المقاهي خلال بث مباريات كأس العالم
13 يونيو 2010 20:16
تفيض مقاه، اشتركت في قناة “الجزيرة” الرياضية التي تبث مباريات كأس العالم من جنوب أفريقيا حصريا، بمجموعات من الأصدقاء تشجع فرقا مختلفة يجتمعون حول طاولاتهم يستمتعون بما لذ وطاب، فيما يشاهدون مباريات فرقهم المفضلة يتحمسون ويشجعون وربما يغضبون ويتشاحنون ولكن لا يصل الأمر إلى حدوث مشاكل ، فمن جهة الاختلاف في التشجيع لا يفسد للود قضية. ومن جهة أخرى تقف شرطة أبوظبي بالمرصاد لأي عمل يخل بالأمن. ورغم أن الانطلاق شابه خلل فني أزعج المتابعين غير أن قيام القناة باستحداث ترددات جديدة يضمن استمرار المشاهدة بوضوح عال وفق تأكيداتها. لم تنفع كل الترتيبات المسبقة التي قامت بها المقاهي في أبوظبي لاستضافة الرواد المتهافتين لمتابعة مباريات كأس العالم. إذ تفاجؤا بانقطاع البث مباشرة بعد الافتتاح، الذي اعتبره سالم المهيري “غير مواز” للتوقعات. ويقول رغم أنه كان جميلاً بفقراته الفنية الضخمة وعرض الطائرات إلا أنه افتقد للضخامة التي كان يتوقعها وهو قادم في إجازة من الجامعة في الولايات المتحدة الأميركية حيث يدرس الهندسة الميكانيكية. استياء من الانقطاع فرح المهيري يكمن في أنه يتواصل مع أصدقائه على عادته في مباريات كرة القدم المهمّة والتي لا يجدر بأحد تفويتها. أما رأيه في الافتتاح، فخالفته فيه أماندا الحاضرة في المقهى من أجل تشجيع بلدها المضيف جنوب أفريقيا، متأسفة لأنها غادرت البلد بعد إجازة قبل افتتاح مباريات كأس العالم، وقالت، وهي تحمل علم بلدها، إنها لم تكن تتوقع أبدا أن الحدث سيكون بهذه الضخامة. وعبرت عن استيائها من انقطاع البث خصوصاً أن المباريات الافتتاحية تجري بين جنوب أفريقيا والمكسيك. وعلت الأصوات وبدأت الاتصالات، سالم المهيري وعبدالله الظاهري اتصلا بصديقين في دبي بعد أن كان الجواب لدى الأصدقاء في أبوظبي بأن البث لديهم مقطوع، والنتيجة جاءت مماثلة. لم يكن أحد علم بعد بأن ثمة تشويش “مقصود” كما وصفته قناة “الجزيرة” القطرية على البث من خلال القمر الاصطناعي نايل سات، فطلبت من المشاهدين ضبط أجهزتهم على القمر الاصطناعي عرب سات، وعلى ترددات أخرى. أماندا مستاءة، وقد قفزت حين جاء البث للحظات من تفويت أحد لاعبي فريق جنوب أفريقيا تحقيق هدف في المرمى. جاد الذي يدور ويجري اتصالاته، أبدى استياءه هو الآخر، فهو المسؤول عن المقهى والشاشة وكل المتعلقات الأخرى، يخبر عن التحضيرات المسبقة من تنظيم المقهى، والتغيير في الديكور الذي انتهى العمل على تفاصيله الصغيرة في الصباح، ليكن بالوسع توفير أفضل مشاهدة لكل رواد المقهى. يقول “بعض زبائن المقهى الدائمين اتصلوا مسبقاً لحجز موائدهم وحددوا أماكنهم، وبقيت بعض الموائد غير محجوزة، ولكن ليس ثمة من مكان يصعب فيه الرؤية بوضوح المباريات، ولكن للأسف لم نعرف حتى الآن سبب انقطاع البث”. تشجيع..تشجيع يتحدث جاد فيما العمال في المقهى يسرعون في تلبية الطلبات، منهم من جاء يتناول عشاءه خلال المباريات، وبالطبع ثمة عروض خاصة في مواعيد المباريات، ويؤكّد جاد أن الأسعار لم تتغير. وساء سالم المهيري أن المحطات الرياضية التي تنقل الحدث مشفّرة بكاملها، ويفيد أنه كان وأصحابه في السابق يشتركون لتلقي الخدمة، لكنهم فضلوا الذهاب إلى المقاهي حيث الأجواء تختلف تماماً مع التشجيع والحماس والمنافسة المحتدة على أرض الملعب التي تنتقل تلقائيا لحماسة وتنافس بين رواد المقهى مع اختلاف الفرق التي يشجعونها. وقد يعادي سامر أبو غزالة صديقا أو قريبا من أجل الفريق الذي يشجعه، فهو يشجع الفريق الألماني، وكان لتشجيع زوج أخته الفريق البرازيلي سبباً لعداوة دامت لفترة في مباريات سابقة بين الفريقين. ويرى أبو غزالة، أن كرة القدم والسياسة متلازمان، لأنه لا يستطيع أن يشجع فريق بلد لا تعجبه سياسته، وهو إن ربح الفريق الألماني أو لم يربح يشعر بأنه لن يبدّل يوما من رأيه. ولا تنفي إليان مذكور أن جمهور كرة القدم هو في غالبيته من الرجال. وتقول “لقد تعلّمت بعض الأمور الأساسية في قوانين المباريات وبعض أسس اللعب، وأنا معلّمة في مدرسة في أبوظبي، ولدينا فريق كرة قدم من الفتيات، ما يشير إلى إقبال متزايد من الجنس اللطيف نحو هذه الرياضة”. أما عن الفريق الذي تحبذه فهو البرازيل، ولا تخف ميل عدد لا بأس به من اللبنانيين لهذا الفريق للهجرة القديمة إلى البرازيل والاتصال العائلي بهذا البلد. غير أن مذكور، في حال عدم وجود هذا الشرط، تقيّم الفريق وفق مستوى لعبه في المباريات التي يخوضها وتفرح للفريق الذي يستحق الربح، وبرأيها أنه لا يجوز الخلاف من أجل رياضة من أسسها روح المنافسة والتشجيع من دون مشاكل واتخاذ مواقف قد توصل بعض الأشخاص إلى نشوء مشاكل فيما بينهم لا معنى أو أساس لها. أما لماذا تفضل مذكور أن تقصد المقهى لمتابعة المباريات، فذلك لأن جوّ المقهى ممتلئ بالحماس، وهي لا تبدي تخوفها من أن تحصل أي مشاكل لأن الأمن ومتابعة الشرطة في أبوظبي تحول دون حصول أي شيء مزعج. الشرطة تحفظ النظام يفتقد سامر، فلسطيني كان يعيش في لبنان، لإطلاق ألعاب نارية وقيادة السيارات في الشارع حاملا أعلام الفريق الذي يشجعه، تعبيرا عن الفرح. ففي أبوظبي، يكتفي بأن يخرج بالسيارة في الشارع من دون تمكنه من السرعة لأنه في الأساس حين يخرج الناس بسياراتهم بعد المباريات يزدحم الشارع، وأي مخالفة ستكون الشرطة لهم في المرصاد. وهذا الأمر سهّل الأمر على المقهى، وفق جاد، الذي يقول إنه “في مباريات مصر والجزائز في المرحلة نصف النهائية، لأن ثمة مشاكل بدأت ولولا تدخل الشرطة السريع ربما كانت ستكبر”. ويضيف “أصدر عناصر الشرطة حينها كمّا من المخالفات مباشرة، والمخالفات ليست بالمبالغ السهلة، وهذا ما لجم الناس عن إثارة المشاكل في عقب المباريات”. ولا يزال عبدالله الظاهري يمتحن في الثانوية العامة، لكن هذا لم يمنعه من مرافقة أصدقائه إلى المقهى وفي نيّته متابعة كل مباريات كأس العالم، ويشير إلى أن الأهل يحبذون أن يدرس وألا يهتم بالمباريات ولكنه يؤكد أنه قادر على إيجاد التوازن بين الدراسة ومتابعة المباريات. ويعبّر الظاهري عن استيائه من التشفير الذي يدفع العديدين إلى التوجه إلى أماكن متعددة لمتابعة المباريات. وينتمي سالم المهيري إلى فريق كرة قدم في جامعته في الولايات المتحدة، بعد أن كان في الإمارات يخوض مباريات ودية في فريق أنشأه مع أترابه في المدرسة مع فرق أخرى يتعرفون عليها ويقررون التنافس. وهو ليس مشجعا لكرة القدم وحسب، إنما معني بها لأنه لاعب كرة قدم. نور الدين الجالس بهدوء في المقهى وإن ساءه انقطاع البث منذ بداية المباريات، يشير إلى أنه لا ينفعل كثيراً ولكنّه صاحب مبدأ يقوم على تشجيع أي فريق أفريقي، فهو القادم من المغرب ويودّ تشجيع فرق قارته. أما عبدالله الظاهري فيشجع إسبانيا والأرجنتين، ذلك لتواجد لاعب بارع في فريق أسبانيا وهو رونالدو، وآخر في الفريق الأرجنتيني وهو ميسي. ويفيد ربيع سليمان أنه يحب متابعة كرة القدم في المقاهي بسبب الأجواء الحماسية التي تسودها، وهو حضّر نفسه منذ البداية، ولم يتوان عن الاتصال بالمقهى الذي يرتاده دائماً لحجز مائدة تعتبر الأقرب من الشاشة في الوسط. وعن التشفير للمحطات التي تنقل المباريات، لم يبد انزعاجه، وربما لأنه اشترك مسبقاً بها في منزله، ولن يقبع في منزله ليحضر مباريات كأس العالم إلا حين يلعب الفريق الذي يشجعه، أي الفريق الإيطالي، لأنه يريد “التركيز تماما على مباريات إيطاليا بدقة”. قوانين للزوجة خلال المباريات ما أن بدأت التحضيرات في المنازل والمقاهي والنوادي عبر العالم لمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2010، حتى بدأت الرسائل الإلكترونية تتداول بين الأصحاب وجميعها تتعلّق بالمباريات، وغالبيتها في إطار المزاح. ومن أطرف الرسائل ، رسالة من زوج إلى زوجته، وضع فيها قوانين ملزمة لها تبدأ من اليوم الأول للمباريات وتنتهي مع انتهاء المباريات. وفي الرسالة ما يلي: “إلى زوجتي العزيزة بعد التحية...إيماناً مني بقدسية الحياة الزوجية وأهمية أبعادها عن كل ما ينغصها ويكدّر صفوها .. أقدم لك نصيحة من القلب عن كيفية التعايش بيننا في فترة كأس العالم لكي نخرج بأقل الأضرار .. وهذه نصائح زوجك المحب: 1- في الفترة ما بين 11 يونيو ولغاية 11 يوليو، الطريقة الوحيدة الممكنة لفتح حوار بيننا هو أن تقومي بمتابعة الصحف الرياضية وأخبار المونديال، وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نتشارك في الحوار .. وأي كلام خارج هذا النطاق سأضطر آسفاً لعدم الرد عليه وهو ما سيزعجك. 2- خلال كأس العالم، يعتبر التلفاز ملكا لي في كل أوقات اليوم بدون إبداء الأسباب وإذا رأيتك تنظرين إلى جهاز التحكم قد تفقدين إحدى عينيك الجميلتين. 3- إذا أردتي أن تمري أمام التلفاز خلال المباراة أو قبلها أو بعدها فإنني لا أمانع أبدا طالما يتم ذلك زحفا على الأرض مثل رجال الكوماندوز. 4- خلال المباريات يجب أن تعلمي أنني لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم، إلا إذا احتجت منك طعاما أو شرابا، ولن أوافق على سماع جمل مثل: ردّ على الهاتف، احضر لنا طعاما من السوبرماركت أو افتح الباب. 5- إذا قمتي بكل ما سبق فإنني سوف أسمح لك وبكل محبة بمشاهدة التلفاز من الساعة 2 بعد منتصف الليل وحتى الـ 6 صباحا. 6- أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك، ألا تقولي لي “إنها مجرد لعبة” أو “سيفوزون في المرة المقبلة” عندما أبدو حزينا لخسارة فريقي، لأن هذا لا يساعدني إنما يزيد من غضبي وكلماتك “التشجيعية” لن تجعلني أتحسن إنما قد تؤدي إلى مزيد من الغضب. 7- لن أمانع أبدا في أن تشاهدي المباريات معي وسأسمح لك بالكلام خلال فترة الاستراحة بين الشوطين، وهذا فقط إذا كانت نتيجة المباراة لصالح فريقي الذي أشجعه، أرجو وضع خط تحت كلمة لصالح فريقي. 8- خلال الملخص اليومي لكأس العالم يجب عليك ألا تقولي “لقد شاهدت المباراة فلماذا تشاهدها مرة اخرى”، لأن ردي سيكون “ارجعي للنقطة رقم 1 و2 في خطابي. 9-في نهاية كأس العالم أرجو منك ألا تقولي “الحمد لله أن كأس العالم تأتي كل 4 سنوات” لأن لدي مناعة ضد مثل هذه الكلمات ولا تنسي أن بعد هذا سيأتي الدوري الانجليزي والدوري الأسباني والدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا وكأس الاتحاد الانجليزي، وكأس أسبانيا ...الخ. فبإمكاني تعويض ما فاتني وبكل سهولة نشكركم على حسن تعاونكم زوجك المخلص
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©