يكفي أن تلقي نظرة سريعة على العديد من المقاهي الشعبية التي تعج بالزوار والزبائن من مختلف الأعمار والأجناس، لتجد وتلاحظ في هذه الأجواء العديد من الزبائن المتسمرين على كراسيهم وفي أماكنهم لا يكلمهم أحد ولا يكلمون هم أحداً، وكلهم أعين متابعة وآذان صاغية أمام أجهزة كمبيوتر مجهزة بشاشات تعمل باللمس، تكاد لا تلاحظ أصابعهم من سرعتها في الضغط على هذه الشاشات. وتبرز من بين تلك الأجهزة جهاز ميجاتوش آر إكس، الذي زود بتقنيات متجددة سهلت اللعب وزادت من متعته خاصة أنه يشتمل على 150 لعبة شائقة من نوع الألغاز واختبارات الذكاء.
قبل سنوات انتشرت في العديد من المقاهي الشعبية أجهزة كمبيوتر مثلثة ومربعة الشكل تشبه إلى حدٍ ما «الصندوق»، موضوعة على طاولات متحركة، تتنقل من زبون إلى آخر بخفة وسهولة، مزودة بشاشات تعمل «بالضغط»، وليس اللمس واللمس المتعدد المتوفر في شاشات الكمبيوترات اللوحية الحالية. وبمجرد توصيلها بالكهرباء وتزويدها ببعض العملات النقدية، تنير الشاشة لتعطي المستخدم بضعة دقائق من اللعب، هذه الدقائق قد تمتد إلى ساعات حسب مهارة اللاعب في ممارسة الألعاب البسيطة والمحدودة المتواجدة على هذه الأجهزة.
وسيلة تسلية
ميجاتوش آر إكس، هو من أشهر الأجهزة الإلكترونية التي تنتشر في الكثير من المقاهي المنتشرة في الكثير من المناطق والمدن. وهذا الجهاز الإلكتروني الذي يعد اليوم قديماً، والذي أنتجته إحدى الشركات الأجنبية في عام 2009، يعتبر من أفضل أجهزة الألعاب المخصصة للمقاهي، نظراً لقوته وتحمله للظروف المحيطة والخارجية، حتى أصبح أهم وسائل التسلية والترفيه لرواد المقاهي وزوارها وزبائنها.
وتمكن جهاز ميجاتوش وبما يحتويه من ألعاب تصل إلى 150 لعبة وأكثر، وبفضل دعمه للغة العربية، من أن يحل محل العديد من الألعاب التقليدية القديمة، لدى الكثير من رواد المقاهي، مثل الورق، وطاولة الزهر، والشطرنج وغيرها، وأصبح العديد من زوار المقاهي يجدون ضالتهم في مثل هذا الجهاز وما يقدمه من ألعاب تمتاز أغلبها أنها من فئة الألغاز واختبارات الذكاء.
ويأتي جهاز ميجاتوش آر إكس بقياسات وأشكال مختلفة، إلا أن النسخة المتوافرة في أغلب المقاهي هي النسخة ذات الشاشة قياس 19 إنش، والتي تأتي بهيكل صغير يسهل معه تنقلها من مكان لآخر، ولا تأخذ حيزا كبيرا أمام مستخدميها.
وتعتبر الطفرة التكنولوجية في عالم الكمبيوترات والهواتف الذكية التي تعمل باللمس، أحد أهم الأسباب التي استفادت منها شاشة الجهاز الجديدة، حيث باتت شاشات هذه أجهزة تصنع من أنواع زجاجية عرضية تعمل باللمس، من فئة «إل سي دي»، وهو ما يعطيها صلابة في تحمل الظروف المحيطة، مع توفيرها لسرعة استجابة ومتعة في التعامل أعلى وأكثر بكثير من شاشات هذه الأجهزة القديمة، والتي كانت تعمل بالضغط، والمعرضة للتلف بشكل أسرع وخصوصاً عند سوء الاستعمال أو الاستخدام الكثير والمتواصل لها.
كما يمتاز ميجاتوش آر إكس بأنه عبارة عن كمبيوتر بحد ذاته، فهو مزود بأغلب القطع الإلكترونية والتقنية التي تزود بها الكمبيوترات الشخصية والمحمولة، بدايةً من المعالج المركزي ومعالج الصور، مروراً بالذاكرة العشوائية من نوع رام وذاكرة التخزين الداخلية، التي هي عبارة عن الأقراص الصلبة أو المتحركة «هارديسك»، وانتهاء بوحدة تزويد الكهرباء، وتقنيات الاتصال مثل البلوتوث والسماعات وغيرها، من قطع فنية وتقنية، تميز الجهاز كلما كانت حديثة ومميزة وذات قدرات أعلى.
تقنيات ونظام تشغيل
بفضل تزويد ميجاتوش آر إكس بقرص تخزين متحرك من نوع «ساتا» باتت عملية إعادة تشغيل الجهاز في حالة حصل عطل فني أو توقفه عن العمل، أسرع بكثير ولا تتطلب أكثر من ثوان معدودة، مما كانت عليه الأجهزة القديمة التي تستخدم أقراص تخزين متحركة من نوع «إيي ديه إيه». وبفضل التقنيات والتطور التكنولوجي والقطع التقنية التي تم تزويدها بهذا الجهاز، أصبحت أعطاله ومشاكله أقل بقليل من مشاكل الأجهزة القديمة.
ويأتي جهاز ميجاتوش آر إكس بحجم صغير مقارنة بالأجهزة القديمة، حيث لا يتجاوز ارتفاعه الـ 25 سم، وبعرض 50 سم، وعمق 43 سم. كما يأتي بوزن مثالي لا يتعدى 16 كيلوجرام، كما إنه مزود بتقنية قبول العملات النقدية، والورقية بالإضافة إلى قبوله البطاقات الائتمانية. إلا أن هذه الأمور تخضع لشروط وأحكام الشركة المنتجة والموزعة للجهاز، فقد تعمل إحدى هذه الخاصيات في دولة ولا تعمل في دولة أخرى، تماماً مثل تقنية الواي فاي المزودة بهذا الجهاز والمحددة سابقاً بتفعيلها من عدمه من قبل موزع الجهاز، حيث يمكن لمستخدم الجهاز الولوج إلى الإنترنت وتصفح صفحاته والعمل عليه تماماً كأنه كمبيوتر شخصي، في حال تفعيل خاصية الواي فاي.
ويعمل جهاز ميجاتوش آر إكس بنظام تشغيل خاص يسمى «آي أو أن 2010,5»، يمتاز بسرعة الألعاب به وسرعة استجابته لأوامر المستخدم، كما إن هذا الجهاز يمتاز بقدرته على تحديث نظام التشغيل الخاص به والمزود بالألعاب، والذي يحتوي ما يقارب 150 لعبة في هذا النسخة.
حيث تأتي ألعاب الجهاز مبنية على نفس المبدأ المبنية به الألعاب المختلفة والمتوفرة على متاجر الأجهزة الذكية، مثل متجر أبل وجوجل للتطبيقات، وغيرها. وتعتمد أغلب هذه الألعاب على سرعة البديهة، والذكاء، حيث أن الوقت هو أهم عنصر في ممارسة هذه الألعاب، وهو الأساس التي بنيت وصممت عليه كافة الألعاب مع اختلاف أنواعها وأشكالها. فكلما زاد الوقت المخصص للعب حسب المبلغ المدفوع، كلما امتاز المستخدم للجهاز بمهارته العالية. أما إذا كان المستخدم يمارس هذه الألعاب للمرة الأولى، فسيجد أنه يضع الكثير من الأموال لكسب المزيد من الوقت والاستمرار في اللعب. وهو السبب الرئيس وراء تصميم مثل هذه الألعاب على هذا الجهاز.
منافسة مشكوك فيها
لا يمكن اعتبار جهاز ميجاتوش آر إكس منافسا حقيقيا للكمبيوترات اللوحية، وحتى تلك التي تستعد شركات عالمية لإطلاقها قريباً والتي تأتي بشاشات ذات أحجام تتجاوز 15 إنش. فهذا الجهاز لا يهدف لتسلية شخص بعينه كما تفعله الكمبيوترات اللوحية التقليدية، والتي لا يتجاوز سعر أفضلها 3000 درهم إماراتي، بل تهدف إلى الربح من خلال تسلية زبائن ورواد المقاهي، الذي يرغبون في تجربة مثل هذه الأجهزة خلال أوقات تواجدهم في مثل هذه المقاهي، وحتى وإن كان بصحبتهم كمبيوترات لوحية تحتوي على عشرات الألعاب المميزة والرائعة.
فتجربة العديد من الزبائن لمثل جهاز ميجاتوش آر إكس، قد لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة للكثير منهم، وخصوصاً من يمتلك بعض الأجهزة الذكية والحديثة، إلا أن هذه التجربة للزبون تلو الآخر، تعتبر مفتاح الربح الوفير لصاحب هذه الأجهزة وموزعيها، والذي لا ينقطع إلا بانقطاع هذه التجارب من الزبائن، أو ظهور منافسين جدد بألعاب جديدة ومختلفة تأسر قلوب هؤلاء الزبائن من جديد، وتفوز بما في جيوبهم من أوراق وعملات نقدية.
عدد اليوم
