الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسائل الأميركية إلى قطر حازمة ولا تراجع فيها

الرسائل الأميركية إلى قطر حازمة ولا تراجع فيها
12 يونيو 2017 04:53
أبوظبي (الاتحاد) حذر مسؤولون ومحللون أميركيون قطر من مواصلة تصميمها على تمويل واستضافة الكيانات الإرهابية على أراضيها، وقاموا بدعوتها للتخلص من دعمها للتنظيمات الإرهابية، وإحداث تغيير جذري في سياستها، كما شددوا على ضرورة فك ارتباطها بتنظيم الإخوان، ودعمها لأي وسيلة إعلامية تنشر الأفكار المتطرفة. قال وليد فارس المستشار بالكونجرس الأميركي، إن الرسالة التي وجهها ترامب من واشنطن إلى الدوحة عبر تغريداته الأخيرة كانت واضحة وحازمة تماماً، وكذلك خطابه الموجه للقيادة القطرية، وأكد أن الرسالة بحد ذاتها فتحت الباب أمام قطر لكي تتخلى عن دعمها للتنظيمات التي تعتبرها واشنطن إرهابية كتنظيم النصرة المرتبط بالقاعدة وتنظيمات جهادية وإسلامية متطرفة في ليبيا وأماكن أخرى من المنطقة. وقال فارس في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» من واشنطن إن الرئيس ترامب طلب صراحةً من القيادة القطرية تغيير جذري في سياستها الخارجية الداعمة والممولة لهذه التنظيمات، موضحاً أن واشنطن طالبت قطر أن تعمل سريعاً على فك ارتباطها بتنظيم الإخوان ولاسيما قياداته ورموزه المجتمعة داخل قطر أو في دول أخرى وتحظى بدعم مالي قطري. وقال إن إدارة الرئيس ترامب طالبت قطر بوقف دعمها لأي وسيلة إعلامية تقوم بنشر الأفكار المتطرفة والأيديولوجيات التكفيرية وبالتالي زعزعة استقرار المنطقة. وقال إن هذه الرسالة الأميركية للقيادة القطرية هي نافذة للعودة إلى الطريق الصحيح والمحافظة على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي ووضع كافة الإمكانات في مواجهة داعش في كل من العراق وسوريا وبناء سد أمام التوسع الإيراني في المنطقة. وأعرب عن أمله أن تعلن قطر بشكل واضح عن انخراطها الكامل في الجهود المشتركة لدول المنطقة في مواجهة التطرف والإرهاب عبر الالتزام بتنفيذ تلك التغييرات في سياستها الخارجية والابتعاد عن إيران، وهو الطريق الحقيقي لإنهاء الأزمة الناشئة الآن. وأوضح فارس أن الولايات المتحدة لا تريد انقساماً في الخليج أو بين دول العالم العربي، وإنما تريد من دول الاعتدال أن تتحد في مواجهة التطرف وهي تسعى إلى إيجاد الحلول للأزمة الراهنة. وأكد أن وعياً متنامياً في واشنطن قد بات يدرك بأن أركان التحالف العربي الإسلامي الأميركي وفي طليعتهم دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر هم من سيقودون عملية التغيير في المنطقة، والتغيير لن يكون محصوراً بمكافحة ودحر الإرهاب والتطرف وإنما عملية إصلاح فكري عميق سيؤسس لمستقبل المنطقة برمتها. وهو ما عبر عنه الرئيس ترامب عبر تغريداته بأسلوب مبسط، حيث عكس قناعة أميركية بأن هذا الحلف الجديد لن يكون حلفاً دفاعياً وحسب وإنما حلفاً ثورياً سيغير جميع المعطيات في المنطقة بعد مضي 15 عاماً على وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. وأكد فارس أن التشاور الاستراتيجي بين واشنطن والرياض وأبوظبي مستمر، حيث إن إدارة الرئيس ترامب ترى في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ركناً بارزاً من أركان التحالف العربي الإسلامي الأميركي الذي انطلق في الرياض، ويشكل الآن أحد محاور السياسة الأميركية في المنطقة، وأحد واضعي صورة التحالفات الاستراتيجية الجديدة بين عرب الاعتدال والولايات المتحدة وبقية الشركاء في الغرب. وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة مع الإمارات بالاتجاه الجديد القائم على مكافحة الإرهاب وتمدد الأيدلوجيات المتطرفة التي انتجت التنظيمات الإرهابية، ملاحقة منابع ومصادر تمويل القوى الإرهابية ومواجهة الانفلات العسكري والأمني الإيراني في المنطقة. ورأى أن دور الإمارات كأحد أركان التحالف الجديد مع المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والأردن ودول أخرى بما فيها القوى والمؤسسات المقاومة للإرهاب في ليبيا وفي مناطق أخرى، هو دور حيوي بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية في استراتيجيتها الجديدة لإقامة أوسع حلف عالمي لمجابهة الإرهاب والأنظمة الإرهابية. من جانبه، قال ديفيد بولوك الزميل بمعهد واشنطن، إن ترامب كان واضحاً في تصريحاته الأخيرة التي طالب فيها قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب، حيث أكد أنها تاريخياً لطالما كانت تمول الإرهاب، وقال إن واشنطن تعمل مع أصدقائها في الخليج على إنهاء الأزمة المتصاعدة، ورأى أنه على قطر أن تقدم المزيد من التنازلات أمام محاولات الإمارات والسعودية لحثها على توقف تمويل المجموعات الإرهابية، فترامب يحاول نزع فتيل الأزمة المتصاعدة منذ أسبوعين عن طريق مخاطبة جميع الأطراف إلا أن قطر لا تستجيب حتى الآن لأي من مطالب جيرانها، وأشار إلى أن البيان الأميركي كان واضحاً في تأكيد أن قطر يجب أن تقدم المزيد لحل الأزمة. ورأى أنه في نهاية المطاف ستضطر قطر للخضوع والاتفاق على تسوية للتوافق مع البيت الخليجي، وقال إن هناك أخباراً عن طرد قطر لمجموعة من قادة حماس من الدوحة، ولكن هذا ليس كافياً، فهناك المزيد الذي تنتظره واشنطن والرياض وأبوظبي. أما البروفيسور الأميركي إيرل شول مدير معهد الأمن العالمي، فقال إن إدارة ترامب التي تقود تغييراً في سياستها مع إيران عن إدارة الرئيس ترامب، تريد الحد من نفوذ إيران وبالتالي لا ترغب في تعاون قطر مع إيران. ورأى شول أن هذه هي أخطر أزمة تمر بالعالم العربي منذ سوريا، وسببها الرئيس العلاقات القطرية الوثيقة مع إيران. وتوقع شول عدم قدرة قطر على المقاومة طويلاً، حيث إنها لا تملك إلا القليل من القوة الدفاعية، بالإضافة إلى انقطاع العلاقات التجارية والاقتصادية مع جيرانها. وحتى صادراتها من الغاز الطبيعي المسال يمكن أن تكون على المحك. وأشار إلى أن قطر تواجه أزمة ثقة مع جيرانها في الخليج، وهي أزمة ليست منذ الآن فحسب، ولكنها متراكمة منذ أعوام، وهو أمر من الصعب استرجاعه بسهولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©