الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحياة.. حلوة

13 يونيو 2010 20:19
ينقسم الجنس البشري تقريباً إلى نوعين من البشر، 95 في المئة منهم يعرفون أنهم ليسوا عظماء، ولن يكونوا، ويقبلون موقعهم في الحياة، ويستمرون في عملهم اليومي دون أسئلة كثيرة، والخمسة في المئة لديهم إحساس محدد بأنهم ينبغي أن يكونوا عظماء، وقد لا يعرفون كيف يحققون ذلك، إلا أنهم ينظرون حولهم ولا يقتنعون ببساطة أن يكونوا مثل الآخرين. قد تبدو النسبة غير كبيرة، لكنها بالفعل كبيرة، واحد من كل عشرين فرداً، لكن هناك في داخل هؤلاء الناس دافع قوي للسيطرة، والرغبة في العلو في المجتمع، لكن نسبة ضئيلة منهم هي التي تحقق شهرة كبيرة، ونسبة كبيرة منهم يصبحون نقاداًَ وأساتذة ومفكرين ويقضون وقتهم يمتدحون الرجال العظماء الذين ماتوا بينما يهاجمون أية بوادر عظمة عند الأحياء. إنّ 95 في المئة من البشر راضون بالوضع الذي هم عليه بشكل أو بآخر وأن أصحاب الخمسة في المئة الباقية يشعرون بإحساس غامض بأن عليهم أن يكافحوا ليرتقوا بوضعهم بأي ثمن وبدافع تطوري، لكن كثيراً منهم لن يحققوا شيئاً ذا قيمة، ويصبحون أكبر مرارة، موظفين مدنيين متسلطين يستمتعون بالاستئساد أو التحكم فيمن يأتون إليهم لقضاء حاجاتهم ومصالحهم، فهم في الواقع بلطجية صغار يستحقون الشفقة والرثاء فيجب أن تكون “صبوراً” معهم، فهم غير محظوظين كما يعتقدون، ولديهم دافع يعذبهم باستمرار كقطعة صلبة تسقط داخل الحذاء أثناء السير وتصبح مقلقة ومؤلمة ومزعجة طول الوقت، ومع ذلك تنقصهم الثقة أو القدرة على فعل شيء تجاه ذلك، إنهم يشعرون أنهم أتعس البشر. ملايين من البشر يجربون استخدام هذا الدافع - دافع التطور - ليخرجوا من الروتين الميت الذي يقدمه العالم لهم ولا يستطيعون فهم كيفية تقبل آبائهم للحياة بسهولة. فالرتابة والغباء هما العدوان المميتان للجميع. يخنقانك حتى تنتهي بأن تنضم إليهما تلافياً للإنهاك الكلي. لا أريد أن أكون مثيراً للإحباط، فلو استطعنا توظيف عقولنا توظيفاً سليماً، فلن نقع فريسة للرتابة والملل والإحباط بلا شك، فما ينقص مثل هؤلاء الناس هو الإيمان الحقيقي والثقة بالنفس حتى يستطيعوا الاندفاع إلى الأمام. إن الحياة أجمل مما نرى وأكثر مما نعتقد، وإذا قاومنا الاستسلام برتابتها ومللها ستبدو فجأة رائعة، ويختفي التشاؤم، ونشعر بأن الخطأ الرئيسي هو اهتزاز وعدم ثقتنا بأنفسنا وبالحياة. شيء من النشاط والجرأة والثقة والتفاؤل والإيمان كفيل بأن نتخطى كل إحساس سلبي أو مشكلات تبدو في بداية الأمر أنها مستعصية. حاول الآن أن تثبت لنفسك أنك قادر عل ذلك.. قم، واعزم، وتفاءل، واسعَ، وأترك حملك على الله، وثق بأن كل شيء سيكون على ما يرام. وثق دائماً بأن “الحياة حلوة وجميلة دائماً”. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©