الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوسكار دي لارينتا مصمم أزياء سيدات البيت الأبيض

أوسكار دي لارينتا مصمم أزياء سيدات البيت الأبيض
13 يونيو 2010 20:19
يعد المصمم الدومينيكي الأميركي أوسكار دي لارينتا أحد أكثر المصممين شهرة في مجال صناعة الأزياء على المستويين الأميركي والعالمي على حد سواء، ولكنه لطالما اشتهر بعشقه اللامحدود لبلده الأم جمهورية الدومينيك والذي أثر بشكل بليغ على كل حياته، فنه، وطرازه في التصميم والموضة. “أفضل طريقة للأناقة.. حين ينظر الآخرون إلى شخصك أولاً قبل أن يلاحظوا مظهرك”، هذا هو رأي المصمم الدومينيكي الأصل الأميركي الجنسية أوسكار دي لارينتا، والذي طبع اسمه كماركة عالمية على كل شيء بدءا من العطور و انتهاء بلعبة باربي، وارتبط أسلوبه بملابس المشاهير، وسيدات البيت الأبيض، من ميشيل أوباما، إلى لورا بوش، وهيلاري كلينتون، ومروراً بجاكلين كيندي أوناسيس. مولد نجم ولد الفتى الموهوب أوسكار أريستيدس رينتا فيالو، والذي عرف بعد ذلك باسم أوسكار دي لارينتا سنة 1932، في مدينة سانتا دومينجو في جمهورية الدومينيكان لأم دومينيكية وأب إسباني الأصل، ونشأ وتعلم في المدرسة الفنية هناك بين عامي 1950 و1952، ليلتحق بعدها وهو لم يتجاوز الـ18 بالأكاديمية الإسبانية سان فرناندو في العاصمة مدريد، وبالرغم من ميله للتخصص في الفن التجريدي، إلا انه اكتشف في ذاته شغفا جديدا لعالم الموضة والأزياء، ليبدأ مشواره في مجال التصميم بالعمل مع عدة دور أزياء إسبانية معروفة آنذاك، ما لفت الأنظار إليه، فلاحظته أولاً زوجة السفير الأميركي المنتدب في مدريد، مطلعّة على تصميماته الواعدة، ومكلفة إياه برسم وتنفيذ فستان لابنتها باتريشيا، ظهر لاحقا على غلاف مجلة “لايف” المعروفة، وكأنها فتحت أمامه كل الأبواب المغلقة، ليأخذه ويتبناه فنياً بعد ذلك المصمم الإسباني الشهير كريستوبال بالنشياجا. مرحلة انتقالية قبل أن يقرر دي لارينتا أن يبدأ مشروعه الخاص، مرّ بمحطات وتنقل لعدة سنوات بين عدد من دور الأزياء الهامة والمعروفة، و منها دار لانفين في باريس في العام 1961، ليعمل مساعدا لمصممها آنذاك أنتونيو كاستيللو، ثم انتقل بعدها في عام 1963 إلى أميركا وتحديداً مدينة نيويورك ليعمل مع كل من أزياء إليزابيث آردن واكسسوارات بريتاني روسانو، وقسم الملابس الجاهزة لكريستيان ديور، ما وضعه في تلك الفترة بمرحلة من الشتات والتخبط، حتى استمع أخيراً لنصيحة رئيسة تحرير مجلة “فوج” ديانا فريلاند، لتوجهه إلى التخصص في الملابس الجاهزة الردي تو وير مع إليزابيث آردن تحديدا، والتي ساعدته على بناء اسمه سريعا، ليطلق علامته التجارية بعدها بعامين فقط، ويفتتح أول بيت أزياء يحمل اسم دي لارينتا. بناء الذات إبان فترة الستينيات ومنذ انطلاقة مهنته كمصمم محترف ومستقل بماركته الخاصة، أخذ دي لارينتا على نفسه عهداً بأن يعمل كل ما يستطيع حتى يطوّر ذاته، يثقف نفسه، ويفرض طرازه، ليعرف كمصمم يعشق الفخامة والثراء في كل ما يلمسه، مبتكرا خطه الذي عرف به واشتهر، حيث غنى الأفكار وروعة الشك والتطريز، مع القصّات المبتكرة التي تفيض بالأنوثة والجمال، عاملا على بناء أسم وسمعة ذاع صيتها بين كبرى عواصم الأناقة حول العالم، مقدما في كل موسم مجموعة جديدة تحمل مفهوما ومعنى، وتأتي بقصة وموضوع، لتخرج في النهاية كسلسلة واحدة بينها تناغم وانسجام، لناحية الألوان، القصّات، والشغل اليدوي المتقن، لتكون إطلالة دي لارينتا متكاملة الشكل والمضمون. طراز الغجر المتتبع لسيرة هذا المصمم المبدع، سيلاحظ كيف استطاع أن يبهر العالم في منتصف عقد الستينيات بإطلاقه المميز لطراز الغجر، حيث الألوان الحارة، والزخارف المتداخلة، والشك البراّق، مقدماً أشكالا مرحة وفساتين زاهية، نابضة بالحياة، بأطوال مختلفة منها القصير والطويل، مع معاطف الجينز والبنطلونات الموشاة بالخرز والكريستال، والأوشحة المشجرة التي تربط حول الشعر لتحاكي أسلوب وملابس الغجريات الإسبان، وجمالهن المثير، ثم ليفاجأ جمهوره مرة أخرى في العام 1969 بالشكل المغاربي العربي، وعروس ترتدي قفطانا مشغولا من مراكش بقلنسوة تقليدية تغلف الرأس مزيناً إياها بالأحجار مع الستراس واللؤلؤ، ومع مطلع السبعينيات تحول خطه للملابس الجاهزة إلى البساطة والعملية ليتناسب أكثر مع متطلبات العصر، بينما ظلت فساتين المساء والسهرة محافظة على طريقته الكلاسيكية المعهودة في الترف والبذخ، حيث اللمعان والتألق بالتطريزات الغنية، ولمسات من الفراء، والريش، والكشاكش هنا وهناك، على أقمشة وثيرة وناعمة كالحرائر والشيفونات، مع قصة حرف (V) التي تميّز عادة معظم الديكولتيهات عنده. حصاد السنين حصد دي لا رينتا ثمار نجاحه منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، فنال أول جائزة تقديرية عن منجزاته، ومن أهم مؤسسة أميركية لتصميم الأزياء، وكان يعد أول أميركي يشتهر في باريس، حين عمل مع الدار الفرنسية العريقة بيير بالمين، ثم قدم مجموعات منفصلة خاصة به أنتجها في عام 1993، كما قام في 2001 بتصميم ملابس السيدة الأولى لارا بوش وهيلاري كلينتون، ومؤخرا ميشيل أوباما، مع عدد من المشاهير منهم مغنية البوب بيونسيه، النجمة كاميرون دييز، والإعلامية باربرا والترز وغيرهم، ليستحق مرة بعد مرة نيله جائزة المصممين الأميركيين لفئة الملابس النسائية في كل من عام 2002 و2008. بالإضافة إلى جانب حصوله على الكثير من التكريمات والشهادات التقديرية على مجمل أعماله ومساهماته الاجتماعية، وحظوته باللقب الأحب على قلبه، ليكرّم من بلده الأم لما قدمه لها من عطاءات ومساعدات خيرية مادية ومعنوية، وعلى مدى سنوات ليلقب فخوراً كابن الدومينيك البار.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©