الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية «النمرود» لسلطان القاسمي تستقطب حضوراً جماهيرياً نوعياً وحاشداً

مسرحية «النمرود» لسلطان القاسمي تستقطب حضوراً جماهيرياً نوعياً وحاشداً
13 يونيو 2010 20:39
شاركت فرقة مسرح الشارقة الوطني مؤخرا بمسرحية “النمرود” في مهرجان المسرح العالمي السابع عشر في مدينة”سيبيو” الرومانية، والمسرحية من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن إخراج المسرحي التونسي المنصف السويسي وشارك في تنفيذها أدائياً مجموعة من نخبة الممثلين المحليين، يتصدرهم الفنان والمسرحي الإماراتي أحمد الجسمي. وكان عرض مسرحية “النمرود” التي ناقشت فكرة الظلم وأثره المدمر على المجتمعات البشرية في قاعة “تايا هول” بمدينة الثقافة الأوروبية للعام 2007 قد شهد إقبالا رسمياً وشعبياً حاشداً بحضور يعقوب يوسف الحوسني سفير دولة الإمارات في رومانيا، وعبدالله العويس رئيس الدائرة الثقافية بالشارقة، وأحمد بورحيمة مدير المعهد المسرحي بالشارقة ومدير مهرجان أيام الشارقة المسرحية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والقائمين على الشأن المسرحي في الإمارات ورومانيا وأوروبا. وحول تفاصيل وحيثيات هذه المشاركة التقت “الاتحاد” مع أحمد بورحيمة مدير المعهد المسرحي بالشارقة الذي أشار إلى أن مشاركة مسرحية “النمرود” في المهرجان المسرحي العالمي بمدينة سيبيو الرومانية كانت هي المشاركة العربية الوحيدة وسط مشاركات عالمية حاشدة ومتميزة. وقال بورحيمة “رغم أننا استغنينا خلال العرض عن الكثير من الإكسسوارات المسرحية وقللنا من عدد المجاميع ومن تفاصيل أخرى متعلقة بالملابس والديكور بسبب ضيق مساحة العرض في مبنى قديم وأثري يعود إلى العام 1788 م، ورغم تخوفنا من ردة فعل الجمهور، إلا أن مسرحية النمرود استطاعت أن تستقطب حضوراً جماهيرياً نوعياً وحاشداً فاق توقعاتنا لدرجة أن قاعة العرض امتلأت عن آخرها، وساهمت هذه المفاجأة الجميلة في تحفيز الممثلين على الخشبة ليقدموا أقصى طاقاتهم وإمكانياتهم الأدائية التي نالت إعجاب الحضور وجعلته يحتفي ويصفق طويلا للمشاركين في العرض”. وعن سر هذا الحضور وهذا الإعجاب بالعرض قال بورحيمة “ أحد الأسباب الرئيسية للإقبال الكبير على عرض النمرود يعود إلى شخصية مؤلف المسرحية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي ينظر إليه جمهور المسرح الروماني والأوروبي كرجل مثقف ومؤرخ وحاكم مستنير يهتم بالفنون ويدعم المسرح والمسرحيين في كل مكان” وأضاف “ ولعل هذا الحضور الغفير يترجم أيضا رغبة الجمهور الروماني الذواق والشغوف في التعرف على ملامح المسرح الإماراتي والعربي المعبر عن احتفاء الحضارة الإسلامية بأنماط وأشكال الفنون التعبيرية وعلى رأسها المسرح كأحد الفنون العريقة والمتجذّرة في ذاكرة الثقافة العالمية”. وعن مدى تجاوب الحضور مع لغة الحوار المجهولة بالنسبة له أشار بورحيمة إلى أن كتيب العرض الذي وزع على الجمهور وتضمن ترجمة إلى اللغتين الرومانية والإنجليزية ساهم كثيرا في توضيح تفاصيل ومكونات المسرحية. ونوه بورحيمة إلى أن الجانب البصري الثري في العرض استطاع هو الآخر أن يمرّر رسائل ومضامين النص إلى المتلقي في الصالة. وعن العروض المميزة في المهرجان قال بورحيمة “كان العرض الأميركي مبهرا ومتقنا وحبس أنفاس الحضور، لأنه أقيم في الهواء الطلق وفوق سطح مبنيين متقابلين، وكان المبني الأول يحوى عرضا مشهديا وجسديا يعتمد على الحبال المعلقة، بينما كان المبنى المقابل يتضمن الحوارات الخاصة بالعرض، ولامسنا في العمل التطور الكبير الذي طرأ على الشكل الأدائي في المسرح المعاصر، كما أن العروض القادمة من روسيا ودول أوروبا الشرقية كانت هي الأخرى متقدمة ومتجاوزة لما يقدم من تجارب في مسرحنا العربي”. وعن مدى استفادة المشاركين في مسرحية “النمرود” من ممثلين وإداريين من أجواء المهرجان ومن العروض العالمية التي احتضنها قال بورحيمة “الاستفادة كانت كبيرة ومثمرة لأنها أتاحت لنا فرصة الاحتكاك بأجواء فنية نفتقدها في تقاليدنا المسرحية، فمدينة “سيبيو” تحولت خلال أيام المهرجان إلى مسرح مفتوح شارك في فصوله وكواليسه جميع أبناء المدينة وحولوه إلى ما يشبه الكرنفال الكبير والمنوع والحافل بالجديد والمبهر، وكانت هناك حالة تفاعلية ممتدة ومتواصلة بين أبناء المدينة وبين المسرحيين الذين وفدوا من شرق العالم وغربه”. وفي ختام حديثه نوّه بورحيمة إلى أن ما تم مشاهدته وملامسته عن قرب وعلى أرض الواقع في مدينة سيبيو الرومانية يؤكد أن نجاح أي مهرجان فني ومسرحي يعتمد على حسن التنظيم وعلى الوعي الجماعي الذي يجعل من المهرجان الشغل الشاغل للمدينة التي تحتضنه، بحيث يكون كل فرد، صغيراً وكبيراً، مشاركاً فعلياً في إنجاح وإثراء الحدث وبكل الوسائل المتاحة، “فعندما يكون المهرجان هو روح المدينة وهواها، فإن النجاح سيكون نصيبه وسيؤسس لذاته سمعة متراكمة ودافعا قويا للاستمرار والتوهج والانطلاق بثقة نحو المستقبل”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©