أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسلام آباد طلبت من الولايات المتحدة تقليص عدد عناصر وكالة “سي آي ايه” بشكل كبير وكذلك قواتها الخاصة في باكستان والحد من الضربات الجوية التي تشنها الطائرات دون طيار على المتمردين، وذلك على خلفية توتر بين البلدين. وفي أفغانستان، أكد مسؤول الجيش الأميركي الليلة قبل الماضية، مقتل جنديين أميركيين الأسبوع الماضي بنيران “أخوية” من طائرة دون طيار في إقليم هلمند جنوب غرب البلاد. وبالتوازي، أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو” أن مسلحاً مشتبها به قتل 3 أطفال أفغان وأصاب 4 مدنيين آخرين بمنطقة فارياب شمال أفغانستان أمس، بعدما تعقبته قوات الحلف. في وقت أعلن فيه عن وقوع إطلاق نار على أحد نوافذ مكتب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في كابول أمس، دون أن يوقع خسائر بينما لم يتم التأكد ما إذا كان حادثاً عرضياً أم أنه هجوم متعمد. من جهتها، أكدت إدارة الأمن القومي الأفغانية أمس أنها تمكنت من توقيف المدعو الملا جمعة المسؤول عن تنفيذ عمليات الإعدام على الملأ بما في ذلك قطع الرؤوس والتي تقضي بها حركة “طالبان” ضد من تتهمهم بالتعاون مع القوات الأميركية في أفغانستان والمناطق القبلية المتاخمة في باكستان. كما أكدت وكالة استخبارات أفغانية أمس، أنها ألقت القبض علي مسلح باكستاني مشتبه به قاد هجوم على قاعدة تابعة لـ”الناتو” في شرق أفغانستان.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول باكستاني قوله إن سلطات إسلام آباد طالبت بسحب 335 ضابطاً من وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمتعهدين والقوات الخاصة. وأكد أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني طلب شخصياً هذا الأمر. وجاءت هذه القضية في الوقت الذي التقى فيه مدير المخابرات الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا مدير “سي آي ايه” ليون بانيتا. من ناحيته، قال جورج ليتل المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية لفرانس برس إن المحادثات كانت مثمرة وان المخابرات الباكستانية ما زالت محاوراً “صلباً”. وأوضح المسؤول الباكستاني الضالع في قرار طلب سحب هذه القوات الأميركية، لنيويورك تايمز أن باكستان تشك بأن واشنطن تريد تحييد الترسانة النووية لباكستان. وحسب الصحيفة، فإن هذا الطلب يجسد التوتر القائم بين البلدين بعد قتل موظف في ال”سي آي ايه” شابين باكستانيين. وفي 27 يناير الماضي. وقتل ريموند ديفيس بالرصاص في لاهور شابين باكستانيين كانا على دراجة وأكد أنهما كانا ينويان قتله. ودايفس أحد عناصر القوات الخاصة الأميركية، وأطلق سراحه منتصف مارس الماضي.
من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” أمس، عن مصادر أميركية وباكستانية قولها إنه تمت مناقشة الخلاف بين البلدين في هذا الصدد بمقر الاستخبارات الأميركية بين بانيتا باشا. وقالت مصادر للصحيفة إن مسؤولي الاستخبارات الباكستانية هددوا بفرض المزيد من القيود على الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية دون طيار ضد عناصر تابعة ل”طالبان” وتنظيم “القاعدة” يتردد أنها تعمل في الأراضي الباكستانية. ونقلت عن مسؤول باكستاني بارز قوله، إن باشا أوضح لبانيتا أن العلاقة بين جهازي الاستخبارات الأميركية والباكستانية شهدت “انتهاكاً للثقة”، مشدداً على ضرورة وضع “قواعد سلوك واضحة” يتم اتباعها في عمليات الاستخبارات المركزية الأميركية المقبلة هناك. وأوضح المسؤول قائلاً “نحتاج إلى معرفة من في باكستان يفعل ماذا، وألا تعمل الاستخبارات الأميركية من وراء ظهورنا”. وقال “لا يمكن أن تتخذونا حلفاء لكم وتعاملوننا كأننا أعداؤكم في الوقت نفسه”.
ميدانياً في أفغانستان، كشفت محطة التلفزيون الأميركية “ان بي سي” عن مقتل جنديين أميركيين بنيران “أخوية” من طائرة دون طيار في إقليم هلمند جنوب غرب أفغانستان. وأشار مسؤولو الجيش الأميركي إلى أنه أول خطأ من هذا النوع. وبحسب محطة ان بي سي التي كشفت هذا الخبر، فإن الرجلين البالغين من العمر 23 و26 عاماً، هما من عناصر المارينز المنتشرين في مدينة سانجين بإقليم هلمند. وأوضحوا أن المارينز الذين يقودون “البريداتور” وهي أحد أنواع الطائرات الأميركية دون طيار، التبس عليهم على فيديو المراقبة، وضع هذين الجنديين مع متمردين.
ولقي 3 أطفال أفغان مصرعهم وأصيب 4 مدنيين آخرين في إقليم فارياب شمال أفغانستان أمس، إثر عملية تعقب لأحد المسلحين. ووفقاً لتقارير استخباراتية فإن القوات الأفغانية وقوات الناتو استهدفت مقاتل بارز في “طالبان” و تابعه في إقليم فارياب. وقال الحلف إن القوات الأمنية دعت المسلح للاستسلام وحاولت جمع النساء والأطفال في فناء بعدما اندلع القتال. وأضاف الحلف “أحد المسلحين أشهر السلاح من خلال نافذة مجاورة ثم ألقي قنبلة يدوية علي منطقة الفناء مما أسفر عن وقوع قتلي ومصابين بين المدنيين الأفغان”. وقال إن 5 من القوات الأفغانية و قوات الائتلاف أصيبوا في الهجوم في حين قتلت القوات المشتركة عدة متمردين خلال تبادل لإطلاق النار.
عدد اليوم
