أفادت محطة تلفزيونية موالية للحسن وتارا رئيس ساحل العاج المنتخب أمس، أن قادة الجيش الذين قاتلوا من أجل الزعيم المخلوع لوران جباجبو أعلنوا ولاءهم لمنافسه والمعترف به دولياً، وذلك بعد إلقاء القوات الموالية لوتارا القبض على الأول أمس الأول بمساندة القوات الفرنسية، ما وضع حداً للنزاع على السلطة الذي منذ نوفمبر الماضي. وقالت رسالة بثها تلفزيون وتارا إن فيليب مانجو رئيس أركان الجيش “وكل قادة القوات البرية والجوية والبحرية” تعهدوا بالولاء لوتارا . وذكر مساعد لمانجو أن رئيس الأركان أجرى محادثات مع وتارا بهذا الخصوص أمس، حاثاً كافة قوات الأمن والشرطة في ساحل العاج على مساندة الرئيس المنتخب ديمقراطياً.
من ناحيته، أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن الرئيس العاجي المخلوع لم يعد موجوداً في فندق جولف وقد نقل إلى مكان سري خارج العاصمة أبيدجان. وكان توسان آلان مستشار جباجبو أعلن في وقت سابق أمس في باريس، أن الرئيس المنتهية ولايته “خطفته عناصر من القوات الخاصة الفرنسية” معتبراً أن ما تقوم به فرنسا “انقلاب” يهدف إلى السيطرة على ثروات البلاد. وفي أول تحرك لها لدعم نظام وتارا ، أعلنت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد أمس، أن باريس تعهدت بتقديم مساعدات تقدر ب400 مليون يورو (580 مليون دولار) لساحل العاج لمساعدتها في جهود إعادة البناء بعد الصراع الذي استمر 5 أشهر. بينما أكدت المفوضية الأوروبية أنها ستقدم 180 مليون يورو (260 مليون دولار) كمساعدات لابيدجان عقب إطاحة جباجبو.
وأكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، أن حوالى 536 شخصاً قتلوا منذ نهاية مارس المنصرم في المواجهات التي اندلعت غرب ساحل العاج، سقط أغلبهم مدينة ديوكوي، قائلة على لسان المتحدثة رافينا شمدساني في ندوة صحفية “أرسلت تعزيزات إلى فرقنا التي تقوم بعمليات البحث في الغرب..أحصينا حتى الآن 536 شخصا قتلوا في غرب البلاد”. وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الرئيس المنتخب وتارا منع وقوع “حمام دم” جديد وأعمال انتقامية ضد أنصار الرئيس المنتهية ولايته، وفق ما أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية، وذلك بعد أن أكد وتارا في خطاب تلفزيوني الليلة قبل الماضية، أن جباجبو سيخضع للمحاكمة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما رحب باعتقال جباجبو وداعياً خليفته إلى”الحكم باسم جميع أفراد الشعب” في ساحل العاج.
وكان جباجبو اعتقل أمس الأول عقب هجوم شامل على مقر إقامته في إبيدجان شنته قوات خصمه وتارا مدعومة بالوسائل الجوية والمصفحات التابعة للقوات الفرنسية وبعثة الأمم المتحدة في البلاد. واستسلم جباجبو (65 عاماً) الحاكم منذ عام 2000، في الواحدة بعد الظهر برفقة زوجته سيمون التي تعتبر من “صقور” النظام ونجله ميشال المولود من زواج أول.
عدد اليوم
