الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع أسعار المواد الأولية يخفض القلق العالمي من التضخم

تراجع أسعار المواد الأولية يخفض القلق العالمي من التضخم
20 أغسطس 2008 22:20
أعاد الهبوط السريع لأسعار المواد الأولية الذي سجل مؤخراً في الأسواق العالمية الأمل في أن يكون التضخم قد بلغ مداه في معظم الدول النامية خاصة دول آسيا؛ كما أصبح يمثل مؤشراً جديداً يوحي باستعادة الاقتصاد العالمي الهشّ لبعض ما فقده من عناصر القوة والتماسك· وبالرغم من هذا الهبوط المحبّذ الذي شهدته الأسواق العالمية للمواد الأولية في الأيام الأخيرة، إلا أن أسعارها المرتفعة لا زالت تشكل تحدياً لاقتصادات بعض دول العالم وخاصة الفقيرة مثل هاييتي ومصر والهند؛ وهي التي سبق لها أن شهدت بداية العام الجاري موجات متتابعة من المظاهرات للاحتجاج على ارتفاع مستوى المعيشة وانخفاض القدرة الشرائية عند عامة الناس· وخلال الأيام القليلة الماضية، سجل انخفاض مهم في أسعار تلك المواد حيث افتتح برميل النفط جلسة بورصة نيويورك ليوم الجمعة الماضي بسعر 124 دولاراً ولكنه هبط عند الإغلاق إلى 113,77 دولار، ويمثل هذا انخفاضاً بنحو 22% عن السعر القياسي الذي بلغه في وقت سابق من العام الجاري فوق مستوى 147 دولاراً· وانخفض سعر الأرز الذي يعد المادة الغذائية الأساسية في الدول النامية، بمعدل يقارب 40% عما كان عليه في شهر مايو الماضي فيما سجل سعر زيت النخيل الذي يستعمل على نطاق واسع في الطبخ والقلي في دول شرق آسيا، بمعدل مماثل عن سعره القياسي الذي سجله في شهر مارس الماضي· وشهدت مواد أولية متنوعة أخرى مثل القمح والنحاس انخفاضاً محسوساً في أسعارها· وفي الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تباطؤ ملحوظ بما في ذلك الاقتصاد الصيني الذي يعدّ نموذجاً للقوة والصلابة، وفيما يشهد العالم تراجعاً في الطلب على المواد الأولية، عبر العديد من المحللين عن اعتقادهم من أن عودة الأسعار إلى ما كانت عليه من ارتفاع بداية العام الجاري، هو احتمال بعيد· ويعدّ هذا التطور أمراً مهماً جداً بالنسبة للدول النامية التي يعتمد اقتصادها الصناعي بدرجة أساسية على هذه المواد· كما أن الاقتصادات غير المحصنة لتلك البلدان تجعلها معرضة لأخطار معدلات التضخم المرتفعة بمجرد ارتفاع أسعار المواد الأولية· وحذّر خبراء اقتصاديون من أن الأسعار ذات التغير الزئبقي للمواد الأولية يمكن أن تعود للارتفاع من جديد خاصة لو تصاعدت الصراعات السياسية في مناطق التوتر في العالم، أو تفاقمت الكوارث الناجمة عن الحالة غير المستقرة للطقس على سطح الأرض· وحتى لو لم تعد أسعار المواد الأولية للارتفاع، فإنها لا زالت مرتفعة عما كانت عليه قبل سنة أو سنتين، ولا يزال من العسير تأمينها للمستهلكين الفقراء على النحو الكافي· وبالرغم من الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار الأرز إلا أنه لا يزال أغلى مما كان عليه في عام 2007 بمرتين· ويلاحظ الخبراء أيضاً أن هذا الانخفاض في الأسعار الذي شهدته معظم المواد الأولية يمثل مرحلة تغير واضحة عما كانت عليه الأحوال في بداية العام الجاري عندما بدا وكأن قطار التضخم يسير بغير هدى وقد يخرج عن السيطرة تماماً وخاصة في الصين وبعض الدول الآسيوية الأخرى· ويذهب بعض المحللين المتفائلين حتى إلى حد القول بصوت عالٍ ''إن التضخم انتهى ولم يعد له وجود''، ومن بين القائلين بهذا الطرح توم كوندون الخبير الاقتصادي في شركة ''آي إن جي'' السنغافورية، ولو أثبت هذا الطرح صحته فإن ذلك يعني تخفيف الضغوط الرامية لحثّ حكّام البنوك المركزية على رفع معدلات الفائدة أكثر وأكثر، وهو الإجراء الذي أسهم في إبطاء النمو الاقتصادي· ويضاف إلى ذلك أن انخفاض أسعار المواد الأولية يعني أيضاً أن فاتورة استيرادها ستكون أقل بالنسبة للدول النامية؛ كما أن انخفاض أسعار النفط والمعادن يعدّ سبباً لزيادة أرباح الشركات المصنّعة لمختلف المواد· ومن المؤكد أن هناك دولاً سوف تتضرر من انخفاض أسعار المواد الأولية، ويقدّر محللون أن مبيعات النفط والغاز في ماليزيا تشكل 40% من المداخيل الحكومية مقابل 10% فقط قبل عقد من الزمان· وتسعى الحكومة الماليزية إلى توظيف فائض المدخول النفطي في تمويل مشاريع بناء الطرق والجسور وإنشاء المراكز الصحية وغير ذلك من المشاريع التنموية· ويمثل انخفاض أسعار المواد الأولية خطراً على دول أخرى كالأرجنتين وفنزويلا، وقفزت الديون المترتبة على الأرجنتين خلال العام الجاري إلى أكثر من 55% من ناتجها المحلي الإجمالي· وتسعى الحكومة الأرجنتينية إلى توظيف المداخيل التي تجنيها البلاد من تصدير محاصيل أساسية مثل فول الصويا والذرة في تمويل خدمة قروضها؛ ويكون من الطبيعي أن يتضرر اقتصادها من انخفاض أسعار هذه المواد· ويمكن عدّ الصين الدولة الأكثر قدرة على الاستفادة من تراجع أسعار المواد الأولية· ومما يؤكد ذلك أن معدل التضخم السنوي فيها والذي بلغ 8,7% في شهر فبراير الماضي، انخفض مؤخراً إلى 6,3%؛ وهو مرشّح للمزيد من الانخفاض إذا ما واصلت الأسواق التوجّه نحو تصحيح أسعار المواد الأولية· عن صحيفة ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©