السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المدن الاقتصادية حجر الزاوية في مخططات السعودية المستقبلية

المدن الاقتصادية حجر الزاوية في مخططات السعودية المستقبلية
20 أغسطس 2008 22:21
على مسافة ساعة بالسيارة إلى الشمال من جدة وعلى ساحل البحر الأحمر يكدح 8000 عامل تحت شمس الصيف اللافحة لبناء مدينة تأمل السعودية أن تكون مفتاح مستقبلها الاجتماعي والاقتصادي· وإذا سارت الامور وفق الخطة الموضوعة فإن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وشقيقاتها الثلاث في حائل وجيزان والمدينة ستصبح بحلول عام 2020 على الاقل مراكز عمرانية تعج بالحياة في المملكة التي تعاني من ارتفاع البطالة وزيادة الاعتماد على النفط· وربما يسمح بإقامة دور للسينما في هذه المدن لتصبح مراكز جديدة تضاف الى المراكز القليلة للحرية في السعودية التي شهدت تخفيف بعض قيود الفصل بين الجنسين في السنوات الاخيرة مما أثار حفيظة الكثير من المحافظين المتدينين· إلا أنه رغم وفرة الأموال حيث تقول الحكومة: إن الخطة اجتذبت استثمارات تبلغ 35 مليار دولار من مستثمرين أجانب فإن قوى عديدة من بينها المؤسسة الدينية وكذلك التوترات مع ايران والعراق قد تعرقل هذه العملية· وقال عبدالعزيز الجاسم رجل الدين الاصلاحي: إن المحرمات الاجتماعية والسياسية انكسرت وأشار الى كشف النساء لوجوههن في بعض الاماكن العامة والمشاركة الشعبية عام 2005 في الانتخابات البلدية· ورغم أن الأعمال مازالت في بدايتها فستكون مدينة الملك عبدالله درة تاج المدن الاقتصادية، وتقف بوابة شامخة تحمل صورة الملك وشعار ''رؤية قائدنا جسدت أحلامنا'' وحدها وسط الصحراء أمام مساحة تبلغ 388 كيلومترا مربعاً، لكن بعد البوابة يمتد طريق طويل تزينه لافتات على أعمدة المصابيح ليكشف ضخامة المشروع الطموح الذي يتكون من مزيج يقوم على الحفاظ على البيئة يضم مرفأ ومنطقة صناعية ومركزا ماليا وأحياء سكنية ومنتجعا فاخرا ومدارس وكليات جامعية· ويضم نموذج المهندس المعماري في قاعة عرض تطل على البحر ناطحات سحاب وشاطئا ومنتجعا سياحيا ومدينة اعلامية، وتتولى تطوير المدينة الاقتصادية شركة إعمار العقارية الاماراتية، وكانت المدينة هي أول المدن الاقتصادية الاربع عندما أعلن عنها عام ·2006 وقال مدير العلاقات العامة خلال جولة بالموقع: ''هل تعلم أن المدينة ستكون أكبر من واشنطن؟'' وتسع المدينة مليوني نسمة، وتتجاوز أهداف المدن خلق فرص العمل إلى التجديد العمراني والتعليم الحديث وتخفيف قبضة المؤسسة الدينية على مجتمع ارتفع عدد أفراده الى المثلين خلال 18 عاما ليصل الى 17 مليون سعودي من بين السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة· وقال فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لاعمار المدينة الاقتصادية: ''السعودية اليوم لا تعرض الخدمات المطلوبة، هناك نقص في البنية التحتية والجانب الجمالي العمراني الأساسي مفقود أيضاً·· لدينا 60 في المئة من سكاننا دون سن الثلاثين وهؤلاء يحتاجون لاماكن يعيشون فيها· لذلك سنخلق لهم الفرص التعليمية لكي يأتوا ويتعلموا ويعملوا''· وتقضي الخطط بإقامة عشرة آلاف وحدة سكنية بحلول عام 2010 في مدينة الملك عبدالله واستكمال عشرة في المئة من المدينة· وقالت سمر فطاني الاذاعية والكاتبة في مدينة جدة حيث تطبق قواعد الفصل بين الجنسين بقدر من التحرر: ''نحن نتطلع اليها''، ويقول منتقدون: إنه حتى هذه المراكز لن تكفي لجذب الاهتمام العالمي أو حتى اهتمام السعوديين في ضوء سهولة العيش والعمل في مدن قريبة مثل دبي· وربما تكون البيروقراطية وسلطة رجال الدين في المجتمع ككل كافية لتثبيط همم الكثير من الاجانب بما في ذلك العرب عن العيش والاستثمار في المملكة وخاصة في منطقة جيزان التي تقع قرب اليمن ومدينة حائل الصحراوية· وستهدف مدينة المعرفة الاقتصادية التي تقتصر على المسلمين بالمدينة المنورة لجذب خبراء تكنولوجيا المعلومات من الدول الاسلامية في آسيا، وقال دبلوماسي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع: إن هذه المدن باهظة التكلفة للغاية وغير قابلة للبقاء اقتصاديا دون دعم كبير من الدولة، وأضاف: ''من الصعب العثور على خبراء اقتصاديين جادين لا يتقاضون مرتباتهم من السعوديين يرون أنها قابلة للبقاء''· ويقول دبلوماسيون: إن الملك عبدالله ومستشاريه يخشون أن يخبو بريق المدينة الاقتصادية بسرعة ويعملون على تحقيق انجازات بمدينة الملك عبدالله، ومنذ عام 2006 تولى شركة إعمار المدينة الاقتصادية ثلاثة رؤساء تنفيذيين، وتقول شخصيات بقطاع الاعمال في جدة: إن الهيئة العامة للاستثمار المكلفة بالاشراف على المشروع تتعرض لضغوط للاسراع بتحقيق نتائج· وكان إيقاع الانجازات أسرع بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا المجاورة للمدينة الاقتصادية والتي تتولى شركة أرامكو السعودية أمرها، ومن المقرر ان تبدأ الدراسة بالجامعة في أكتوبر المقبل وألا يتم الفصل فيها بين الجنسين· وكان العاهل السعودي افتتح الجامعة العام الماضي، لكن مما يزيد المخاوف إحساس بأن مستقبل المدن مرتبط بمصير الاصلاحات الاجتماعية والسياسية· وقالت فطاني: ''نحن نضع ثقتنا بالملك عبدالله لان من الواضح أنه إصلاحي؛ فهو يمثل التفاؤل والتسامح وطريقة تفكير تقدمية''·
المصدر: جدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©