الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطوير «الدرع»... فرصة لتعزيز العلاقات الأميركية- الروسية

30 أكتوبر 2009 22:28
بعد سنوات من التجاذب على خلفية كيف يمكن للولايات المتحدة إنشاء درع دفاعية صاروخية فعالة لحماية أوروبا من دون إخافة موسكو أو إهانتها، يشير عدد متزايد من الخبراء إلى إمكانية وجود طريقة واضحة لحل المشكلة وتتمثل في ضم الروس وجعلهم شركاء في مشروع واسع ومتعدد الجنسيات. وحسب بعض الخبراء الروس، فإن قرار أوباما في سبتمبر الماضي إلغاء مخططات تعود لعهد بوش، وتقضي بنشر صواريخ اعتراضية استراتيجية مضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك، هدأ كثيرا من مخاوف موسكو، وأتاح فرصة قد تُستغل لتغيير المشهد الأمني في أوروبا. كما يرى هؤلاء الخبراء أنها فكرة حان أوانها، وتتناغم تماماً مع رؤية أوباما لعالم خال من الأسلحة النووية. ورغم أن الولايات المتحدة تنوي المضي قدماً في تنفيذ نسخة ملطَّّفة من الدرع الصاروخي من أجل أوروبا الشرقية، إلا أن المخطط القاضي بإقامة أنظمة تكتيكية مضادة للصواريخ من طراز (إس إم 3) لا يطرح تهديداً للرادع الصاروخي النووي الروسي الآخذ في التقادم. ولذلك، فإن موسكو ليست منزعجة - على الأقل في الوقت الراهن. وفي هذا الإطار يقول ألكسندر كونوفالوف، رئيس معهد التقييمات الاستراتيجية المستقل في موسكو: (إن فرصاً حقيقية خُلقت بفضل تحول أوباما بشأن الدفاع الصاروخي، ولكن الطريقة الوحيدة لإدامة هذه اللحظة وتلافي تحول مخططات جديدة مضادة للصواريخ إلى مصدر للإزعاج والقلق تكمن في العمل معاً على بناء نظام لحماية العالم من الدول المارقة أو إطلاق الصواريخ عن طريق الخطأ). ويقول الروس إن لديهم الكثير ليأتوا به إلى طاولة المفاوضات إذا وُجهت لهم الولايات المتحدة أو "الناتو" الدعوة للعمل معاً على درع مشتركة، ويشمل ذلك إدراك متزايد بالتهديد الذي تطرحه صواريخ متوسطة المدى من الممكن أن تكون محملة برؤوس نووية تطلق من إيران أو كوريا الشمالية. إلا أن لديهم بالمقابل مطالب قد تعتبرها واشنطن غير مقبولة، مثل التشديد على أن تتحكم روسيا في أي شبكة عالمية تعاونية مضادة للصواريخ. وفي هذا السياق، يقول "آريل كوهين"، الخبير في الشؤون الأمنية في مؤسسة "هيرتدج فاونديشن" بواشنطن: "إن الشيطان يكمن في التفاصيل... إذا كان ثمة مفتاح مشترك، فإن الولايات المتحدة على الأرجح لن ترغب في أن تقتسمه مع روسيا". ولكن "كوهين" يقول إن ثمة أرضية كبيرة مشتركة بين المفكرين الاستراتيجيين في موسكو وواشنطن حول إمكانية تحقيق حلم "حرب النجوم" المثير للجدل الذي كان يراود الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، والمتمثل في إبطال جدوى الصواريخ النووية من خلال إنشاء مظلية عالية التكنولوجيا لوقفها وتحييدها. وإذا كان موقف روسيا الرسمي مازال هو الطلب من الولايات المتحدة الموافقة على حظر على جميع الأسلحة المضادة للصواريخ شبيه باتفاقية حظر الصواريخ الباليستية، التي انسحبت منها إدارة بوش السابقة في 2001، فإن عددا من الخبراء الاستراتيجيين الروس من خارج الحكومة – وإن كانوا يساعدون على تقديم النصائح والاستشارات للكريملن بشأن السياسات - يقولون إنهم يأملون أن تتخذ الحكومة قريباً موقفاً توفيقياً يشمل دفاعاً صاروخياً مشتركاً ضد صاروخ نووي تطلقه إحدى الدول المارقة، على سبيل المثال، مقروناً بخطوات حقيقية من قبل روسيا والولايات المتحدة في اتجاه تقليص حجم ترسانتيهما النوويتين. ويقول "كوهين" محيلًا إلى "توازن الرعب" القديم، الذي لم تكن ترى الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق خلاله بديلاً غير التفاوض حول حدود متبادلة لترسانتيهما الكبيرتين للأسلحة النووية الهجومية: (إذا استطعنا التخلص من "عقيدة التدمير المتبادل الأكيد"، التي كانت تخيم على العالم خلال السنوات الستين الماضية، فإن نستطيع بكل تأكيد التحدث في تلك الحالة عن مقاربات تعاونية بخصوص الدفاع الصاروخي). والجدير بالذكر هنا أن أوباما أشار، خلال اجتماع قمة مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في موسكو في يوليو الماضي، إلى بعض التعاطف مع بواعث القلق الروسي بشأن مخططات دفاع صاروخي أميركية. وفي هذه الأثناء، يقول بعض الخبراء الروس إن المحادثات الحالية الرامية إلى إيجاد بديل لـ"اتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية"، التي سينقضي أجلها قريباً يمكن أن تمثل نهاية الطريق بالنسبة لنموذج الإدارة الاستراتيجية العالمية الذي كان سائداً إبان الحرب الباردة حيث يقول "بافل زولوتاريوف"، نائب مدير معهد الدراسات الأميركية- الكندية الرسمي في موسكو: "إن السيطرة على الدفاعات الوطنية والأسلحة الاستراتيجية الهجومية تفضي إلى طريق مسدود"، مضيفاً "وحتى إذا توصلنا فرضاً إلى عالم حيث تصبح القوى الكبرى من دون أسلحة نووية، فإنه سيتعين علينا مع ذلك أن نتعاطى مع الدول التي تمتلك قدرات لصنع (الصواريخ النووية) والاستعداد لإطلاقها. ولذلك، فإن التهديد سيكون مايزال قائما". ويضيف زولوتاريوف قائلا: "وبالتالي، ما نحتاجه هي جهود مشتركة لتحليل التهديدات المشتركة من أجل منعها والانتقال نحو نظام عام تحت قيادة مشتركة؛ فتلك هي أفضل طريقة للتغلب على أوجه التناقض الواضحة" التي تُضعف فيها، على ما يبدو، الدفاعاتُ المضادة للصواريخ التي ينشرها جانب واحد الرادعَ النووي للآخر". ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©