الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إمارة الشعر كيف ينظر إليها المتنافسون عليها؟

إمارة الشعر كيف ينظر إليها المتنافسون عليها؟
20 أغسطس 2008 22:31
اختتمت الخميس الماضي مسابقة الأمة في الشعر والتي أنجزت دورتين لها في عامين متتاليين، مسابقة أمير الشعراء شاغلة الناس لأشهر طويلة، فما بالك بالشعراء الذين أصبحوا مفتونين في الوصول الى تخومها، إنها بحق رفعة بالاسم الذي ينالها ما دونها رفعة قبل كل شيء، إنها تاريخ ينتظر الفائز بها، هكذا عودنا تاريخ الشعر العربي منذ أيام سوق عكاظ في الحجاز وأيام المربد في البصرة حتى أيام أمير الشعراء في أبوظبي· انتهت المسابقة بفوز الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا بإمارة الشعر بعد أن تنافس عليها سبعة آلاف شاعر عربي من مشرق الأرض العربية حتى مغربها، ولم يصل الى ما قبل النهائي سوى 350 شاعرا حتى اصبحوا بعد أن اشتدت المنافسة أقل من 70 شاعرا، اختير منهم نخبة النخبة وهم الـ 35 شاعرا تنافسوا في القول الشعري، فأجاد من أجاد واخفق من اخفق، ولابد من التفاوت حتى وصل العدد الى آخره وهم 5 شعراء من بلدان عربية متعددة، اشتد بينهم التنافس واحتدمت التوقعات، بينهم أنفسهم وبين ملايين من الناس الذين كانوا يتابعونهم أسبوعا بعد آخر وفي ختامها انجلت النتيجة، ففاز شاعر من موريتانيا فاستحق اللقب، ولكن لنتأمل المسابقة من الداخل لنرى كيف ينظر النقاد الى روحها الحية اولا وكذلك الشعراء أنفسهم، هذا ما يكشفه حوار ''الاتحاد الثقافي'' معهم: كواكب ساطعة يقول الدكتور عبد الملك مرتاض استاذ النقد الأدبي وعضو لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء في دورتيها: إن مسابقة ''أمير الشعراء'' تعد أكبر مسابقة شعرية في تاريخ الشعر العربي على وجه الإطلاق· لقد كان الشعر العربي على وشك الاندثار والانقراض، بعد أن تعرض لذبول وشحوب، فجاءت هذه المسابقة العجيبة فأعادت له مكانته، وجددت له ألقه، فأمسى يختال على القصة والرواية والمقال اختيالاً· ويضيف: تتفرد هذه المسابقة بكونها مخصصة للشعراء الشباب: شعراء المستقبل، فهي خالصة لشعراء مَنْ تتراوح أسنانهم ما بين ثمانية عشر عاماً وخمسة وأربعين عاماً· وأضح: أن هذه المسابقة تتميز على الأقل بميزتين اثنتين: أولاهما أنها تتيح لشاعر ما ـ وكثيراً ما يكون مغموراً في ذكره، مجهولاً في صيته ـ أن يغتدي نجماً لامعاً، وكوكباً ساطعاً بفضل ظهوره على الشاشة: شاشة أبوظبي وغيرها من القنوات والإذاعات ووسائل الإعلام الأخرى· وهذا شأن ما كان ليتاح للشاعر إلا بإنفاق الملايين، وذاك عليه مستحيل، فأفاد إذن إعلامياً فائدة عظيمة، وآخراهما: أن المكافأة المخصصة للشعراء الذين يبلغون مرحلة الخمسة والثلاثين هي مكافأة ليست مُجزية فقط، ولكنها مُغرية توشك أن تحمل الشعراء العرب على اختراق السقف، واستخراج ما في قرائهم من روائع الإبداع، وكوامن الخيال· وأضاف مرتاض: ولا يضر هذه المسابقة أنها تنهض على شقين اثنين: الشق النقدي التقويمي وهو مألوف معلوم، والشق الجماهيري، وهو إشراك المشاهدين والمستمعين في التصويت لشاعرهم الذي يفضلون، وميزة هذا الشق الأخير أنها تحمل المشاهدين، لأول مرة في التاريخ، على أن يتذوقوا الشعر ويشجعوا الشعراء، بعد أن كان ذلك موقوفاً على التشجيع الرياضي غالباً، ولا نحسب أن فيه خطورة على الشعر ما دامت الأمور نسبية، وما دام الجمهور يتشاطر في الحُكم مع لجنة التحكيم المكونة من خمسة نقاد· ويتابع مرتاض: وكل ذلك ما كان ليتم لولا الرعاية المادية السخية التي يرعى بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هذه المسابقة التي نعتقد أن لا أحد، في الوقت الراهن على الأقل، في العالم العربي يستطيع أن يجاري بها هذا الرجل العظيم الذي أصبح رمزاً عالياً لتشجيع الثقافة والأدب والعلم· لقد بعثه الله رحمة وحناناً للشعراء الذين أمسوا يقيمون في الفنادق الفخمة، ويستلمون الجوائز السنية، وهم أهل لذلك مقابل ما يهبونه للأمة من عُصارة قرائحهم النقية· فإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالإدارة الحكيمة الحازمة، لمديرها العام محمد خلف المزروعي كل التقدير والتنويه والإعجاب· والى المزيد من هذه البرامج الثقافية التي ترقى بالذوق العربي العام· امتياز ومصداقية أما الشاعر الإماراتي كريم معتوق أمير الشعراء في دورة المسابقة الأولى فيقول: الحمد لله إن الدورة الثانية لمسابقة أمير الشعراء قد نجحت بعد أن راهن البعض على عدم استمراريتها، لقد نجحت بامتياز وبمصداقية كبيرة، ويكفي أن نقول إن نظام المسابقة قد حسم التكهنات وإن الاعتبارات الشخصية ليس لها محل في ظل وجود آلية نظام واضحة ودقيقة· لم تختلف الدورة الثانية عن الأولى من حيث التكهن، فالإنسان العربي تعود على استعجال النتائج، ويكتفي بها في كل مسابقة، أما الهدف العام والمتمثل بوصول الشعر وعودته الى المنابر الإعلامية ودخوله البيوت من أبوابها الواسعة، فلا يهمه ذلك، لهذا وقبل بدء المسابقة كان الحديث يدور حول اللقب ومن سينال اللقب، ولكننا في الواقع نتناسى المتعة الفنية التي قدمتها لنا المسابقة· ويضيف معتوق: الثقافة عموماً والشعر خصوصاً يشبه الجمال، فالجمال لا يتفق عليه الناس، كذلك الشعر هو حالة يستشعرها الإنسان أكثر من إدراكها بالحس والحديث عن قصور في لجنة التحكيم أو الحديث عن التوزيع الجغرافي والإنتاج الشخصي للشاعر كل هذه الأمور متوقعة، لأنه كلما وضعت قاعدة، نهض لها معارضون، فلا عليك إلا أن تستمر بما تراه مناسباً· وحول فوز سيدي محمد ولد بمبا يقول كريم معتوق: إنه مستحق ولا جدال فيه، وكما قال الجميع إن الخمسة كلهم مستحق للقب، ومما لا يعرفه البعض أن الشاعر سيدي محمد يكتب شعر التفعيلة وهو شعر عظيم، ولم تتح له الفرصة لقراءته، حيث شارك بأربع قراءات، ثلاث منها قصائد عمودية، أي أنه لم يقل ولم يقدم ما يريده، بل قدم ما يراد منه، فيبقى الحكم عليه ناقصاً الى أن نستمع الى ما لديه· وأضاف: تحياتي وتقديري لكل العاملين بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث وللجنة العليا للمسابقة، وللفائزين جميعاً، متمنياً النجاح للدورة الثالثة بما يليق بالمسابقة· انعطاف جميل كما التقى ''الاتحاد الثقافي'' بالشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا الذي فاز بلقب أمير الشعراء في الدورة الثانية من المسابقة لعام 2008 والذي تحدث عن مشاعره بهذا الفوز المتميز فقال: مثلت المسابقة انعطافاً جميلاً ورائعاً في تجربتي الشعرية وبالتأكيد سيضيف لي اللقب الكثير فهو ثمرة لمسيرتي الشعرية، وسيحقق لي الكثير من الظهور الإعلامي لإيصال صوتي ونصوصي الى أوسع شريحة من المجتمع العربي عامة والشعب الموريتاني خاصة الذي أدين له بالكثير الكثير من الامتنان لوقفته الرائعة معي ومع زملائي ومساندته لي في جميع مراحل هذه المسابقة الرائعة والرائدة والمتميزة بكل ما تحمله من أهداف جميلة وسامية· وعن مسيرته في المسابقة قال: من خلال مشاركتي، لاحظت أن أهم ما يميز الدورة الثانية من مسابقة أمير الشعراء مستوى النصوص الشعرية المتميزة والألفة الجميلة التي جمعت شعراء الوطن العربي الكبير فقد كان الهدف الأسمى للجميع إيصال النص الشعري العربي الحديث الى المتلقي أياً كانت ثقافته، والدخول عبر شاشات التلفاز الى قلوب الملايين من محبي الشعر ومتابعيه· وأضاف ولد بمبا: لا بد لي أن أشكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، كما أود أن أشكر وأحيي صاحب الفكرة الرائعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على موقفها النزيه، وكذلك لا أنسى كل الشعراء الذين شاركوا في هذه التظاهرة الذين اعتبرهم أكبر مكسب لي بعد تاج الإمارة· تمس مشاعر أما الشاعر العراقي عمر حماد هلال فيرى أن المسابقة تتألق يوما بعد آخر ويقول: هاهي أبوظبي تتألق ثانية وهي تتوج الشاعر المبدع سيدي محمد ولد بمبا من موريتانيا أميراً للشعراء في ''مسابقة أمير الشعراء'' وبدورتها الثانية، كما تألقت في المسابقة التوأم ''مسابقة شاعر المليون'' لتضيء قلوب الملايين بتألق 35 شاعراً لفترة قاربت الثلاثة شهور لتكون رائدة ومتميزة في خدمة الثقافة والمثقفين العرب ولتمس مشاعر المواطنين في أرجاء الوطن العربي بأجمعه والمتابعين في أنحاء العالم كافة برعاية كريمة من لدن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبإشراف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث متمثلة برئيسها معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ومديرها العام محمد خلف المزروعي لتعكس صورة رائعة متميزة وسباقة كما هو شأنها دائماً، وبذلك قد جمعت أضمامة رائعة ولوحة فنية تنوعت بتنوع ثقافات الشعراء وكتاباتهم في لقاءات وأمسيات جمعت الشعراء في شاطئ الراحة وامتدت ظلالها في جلساتهم في مقر إقامتهم بالفندق· وأوضح: إنه تواصل رائع ومشروع سامٍ نهضت به دولة الإمارات العربية المتحدة لتملك على الجميع قلوبهم بمحبة طافحة· وان أهم ما يميز المسابقة إضافة الى سماتها الجميلة والمتعددة أن المسابقة تتواصل بتواصل شعرائها بعد تتويج الأمير من خلال تواصل الشعراء أنفسهم، وقلما تجد مسابقة تجمع متباريها بمحبة طافحة وألفة مثلما فعلت هذه المسابقة الرائعة والجميلة· ويضيف حماد: إن لي اقتراحاً أود من الهيئة المنظمة أن تأخذ به في الدورات القادمة، وهو أن تكون للشاعر فسحة في الرد على تعقيبات لجنة التحكيم على قصيدته بما يضيء النص ويرقى بالمسابقة الى جماليات أخرى من خلال طرح الرأي والرأي الآخر· وختم بقوله: لدولة الإمارات ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ولمحمد خلف المزروعي تحية حب موشحة بالامتنان على استضافتهم الكريمة للشعر والشعراء في برنامج رائع أثبت نجاحه على جميع الأصعدة· التظاهرات الشعرية كذلك يقول الشاعر العراقي عماد جبار الذي تنافس في المسابقة على اللقب: لاشك أن مسابقة أمير الشعراء هي أهم المسابقات والتظاهرات الشعرية في ثقافتنا العربية الحاضرة، ابتداء من الفكرة التي سدت الفجوة الكامنة في الثقافة العربية وهي العزوف الذي تعرض له الشعر العربي في العقود الثلاثة أو ربما الأربعة الأخيرة من قبل الجماهير· والجمهور عنصر مهم في عملية إنتاج وتطور الشعر وبالتالي عنصر مؤثر في ازدهار ثقافة المجتمعات وتهذيب إنسانها بغية الوصول الى عالم متحضر يكفل حرية الإنسان ويضمن رهافة حسه وإحساسه بجمال الحياة ويدفعه الى أن يأخذ على عاتقه بناء عالم واعٍ ومتقدم· ويقول ايضا: إن العلاقة بين المتلقي والشاعر صانع الجمال اختلت في العقود الأخيرة بعد أن كان الشعر عنصراً عضوياً في تشكيل منظومة القيم الإنسانية العربية في الخير والجمال والثورة وتغيير النظم الاجتماعية عبر تراكم متواصل لنقد الحياة من أجل دفعها الى الأمام، من هنا جاءت ضرورة هذا البرنامج الرائد ''أمير الشعراء'' الى أن تجعل الشعر يعود من جديد ويدخل بيوت الناس وأعني الناس البسطاء الذين هم مادة الشعر· ويقول جبار: إن هذه الفكرة والرعاية النبيلة من لدن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن دولة الإمارات السباقة حقاً الى الاحتفاء بالإبداع العربي لهي عمل رائع يستحق كل الإعجاب· وأنا أشهد بنفسي خلال علاقتي بعامة الناس وأرى وأسمع حواراتهم ومناقشاتهم بخصوص المسابقة ومتابعتهم لحلقاتها· تنافس خلاق أما الشاعر الموريتاني أدي ولد آدب فعقب على ما قاله زملاؤه الشعراء: لا أحد يشك في أن فكرة برنامج أمير الشعراء فكرة رائعة ورائدة· وقد جاءت في وقتها المناسب لتعيد للشعر وهجه وتألقه من خلال جو التنافس الخلاق وما يرافق البرنامج من زخم إعلامي ومقدرات فنية عالية في الإخراج مما ساهم في إعادة الألفة بين الشاعر والمسرح والجمهور بعد قطيعة كادت أن تكون طلقة بائنة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©