جمرة الشعر

يا جمرةَ الشعرِ منك الروح تحترق وفيكِ للمجدِ إرخاء ومنطلقُ ها جئتك اليومَ من يأس يحاصرني وفرَّ مني على إخلاصهِ الورقُ قد كنتُ والشعر أصحاباً بمملكةٍ فخانني الشعرُ والإبداعُ والألقُ حتى حسبتُ سنيني جفَّ مرضعُها تُريني الوصل كيما عنه أفترق تُريني الدَّهرَ حتى أنتقي زمني وإنْ قبلتُ بعصرٍ شانهُ القلقُ أستحلفُ الوقتَ أن يختار لي زمناً غير الذي فيه من في كذبهم صدقوا دارتْ بكَ الأرض فاستنصرت خاسرها وشابت الخطو مذ شابتْ بك الطُرق كأنما القُبح فيه الخيرُ مجتمعاً وأجملُ الناسِ خَلقاً ما بهم خُلقُ وأضعفُ الناسِ قد يهديك همتهُ وصاحبُ العزم قد يُزري به النزقُ فاسرج سحابك إن خانتك سابحةٌ ومن عتاقكَ عبدُ الشعرِ ينعتقُ لم يدرك الشعرُ ذنباً في سريرته إلا ووافاه نكرناً لما اعتنقوا والشعرُ والشعرا من لحمهم نحتوا تمثال قافيةٍ من جمرها احترقوا والشعرُ والشعرا ملوا بما كتبوا ملوا بما يأسوا ملوا بما اختنقوا لم يجنحوا أبداً إلا لمن زرعوا خيراً ومن صدقوا في كل ما نطقوا كما جاوروا هَرماً كما هادنوا نَفقاً وجاوزوه إلى العلياءِ وانطلقوا حتى إذا السقف ما بانت جداولهُ مالوا عليهِ بحبٍ ثمةَ التصقوا قد كان زايدُ سقفَ الخير منتصباً أنعمْ بزايد فيه الأرضُ تتفقُ هذي الملايينُ من عربٍ ومن عجمٍ أوصتْ خليفة فيكَ الركبُ ينطلقُ أرضُ الإمارات قد لانتْ بطيبتهِ وأهدت العُرب صدراً قبله الحدقُ على يديها تنام الشمسُ هانئةً ما غرَّها الضوء لكن شدَّها الألقُ ها أنت ها أنت يا أرضي كمعجزةٍ يا جنة اللهِ قومي يقصرُ الأفقُ يا شعرُ يا شعرُ هذا وجه أمتنا من المحيط لأرضي تنتهي الطُرق إمارة الشعر قد أحيا مناسكها شيخٌ كريم عليهِ الروحُ تندلق مُحمدُ الشَّعبِ والأشعار تعرفه ما مسَّهُ اللغوُ فيما ضمهُ الغَدَقُ بن زايد فيه طبعُ الخيل مقتحماً إن قام بالشوطِ أقعى دونه السَّبَقُ عيناهُ كفاهُ إن جاءت مصافحةً كفاه عيناه في كلتيهُما الوَدَقُ وقوله الفصلُ فيما منه أذكرهُ ''لا يفتدى الأرض إلا من لها عشقوا'' قد مد للدارِ أمجاداً بفطنته ومات باليأس من في مجدهِ طرقوا ومنْ مِنَ الحقدِ يقتاتون في سعةٍ فهم هناك وفي أحقادهم نفقوا بن زايدٍ أنت لا خوفٌ عليك هنا فالشعبُ منكَ ومما قد سُقيتَ سُقوا من نسل زايدَ أقمارٌ لنا سطعتْ وفيهم الشعبُ كلُّ الشعبِ قد وثقوا هم هكذا زرعوا هم هكذا حصدوا هم هكذا صنعوا هم هكذا خُلقوا من قصيدة ألقاها الشاعر كريم معتوق بدعوة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في ختام ''أمير الشعراء'' شعر: كريم معتوق