تقوم العديد من الجهات بإجراء بحوث مقدرة لزيادة معدل إنتاج شجرة الكاكاو وجعلها أكثر صلابة في مناطق إنتاجها الرئيسية في محاولة لمقابلة الطلب العالمي المتزايد. وتراقب شركات صناعة الحلويات الكبرى مثل “مارس” التي تصنع “أم آند أمز” و”بلومر للشكولاته”، بمراقبة ذلك عن كثب.
وتعتبر الجهود المبذولة لإيجاد أشجار أفضل، بمثابة مخاوف من أن الكاكاو المزروع يجئ الآن من أشجار كبيرة في السن وضعيفة وقليلة الإنتاجية لا تكفي للاستهلاك العالمي المتزايد من الشكولاته.
ونتيجة للطلب الكبير من الأسواق الناشئة، تتوقع شركات صناعة المواد الغذائية وتجار السلع ارتفاع في استهلاك العالم من الكاكاو بنحو 25% إلى 5 ملايين طن متري بحلول 2020. وذكر مسؤولو القطاع وخبراؤه، أن وجود أشجار جديدة أفضل أصبحت تمثل ضرورة قصوى لحجم الإنتاج في المستقبل ولجعل الشكولاته صنف من الأصناف الفاخرة المتاحة للجميع.
ويشكل عامل الزمن عنصراً هاماً، خاصة أن عملية تطعيم مختلف أشجار الكاكاو لتحقيق المزيج الجيني الصحيح تستغرق سنوات عديدة وأنها ليست بالمضمونة. ويٌذكر أن شجرة الكاكاو تستغرق نحو 4 سنوات لتبدأ في إنتاج الحبوب القابلة للتصنيع.
ويقول كيب ووك، مدير شركة “بلومر” “ينبغي توفير فصائل مختلفة من أشجار الكاكاو عالية الإنتاجية ومن ثم توزيعها وتكاثرها لإيجاد قطاع معافى على المدى الطويل”.
وتعاني أشجار الكاكاو الحالية من قسوة الظروف المناخية، حيث تعرضت الأشجار الصغيرة هذه السنة للجفاف جراء هبوب الرياح الحارة في غرب أفريقيا أكبر مناطق العالم لإنتاج الكاكاو. كما دفعت توقعات دمار المحصول إلى ارتفاع الأسعار في بداية ديسمبر الماضي بنحو 15% مقارنة بمستوياتها المنخفضة منذ 3 سنوات.
وفي ظل هشاشة أشجار الكاكاو قيد الحصاد وقوة طلب السلعة، لم يتبق إلا وقت قصير حتى يبرز النقص وتبدأ الأسعار في الارتفاع. ومن المتوقع بالفعل أن يفوق الطلب العرض في السنة الحالية بنحو 71,000 طن متري، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من “المنظمة العالمية للكاكاو” في لندن.
وجزء يسير جداً من آلاف أنواع أشجار الكاكاو الموجودة حالياً تتم زراعتها بغرض الإنتاج العالمي من الشكولاتة، حيث إن زراعة الكاكاو معروفة تاريخياً بقلة أرباحها وضعف جاذبيتها للاستثمارات. وتجعل ممارسة زراعة الأشجار المتشابهة وراثياً، جميع أنواعها عرضة للتلف في حالة إصابتها بمرض معين لا تملك مقاومة ضده.
وعكف الباحثون في “معهد المحاصيل الاستوائية”، الواقع في غابات شمال بيرو، على جمع مئات الأنواع من أشجار الكاكاو من الغابات المطرية في أميركا الجنوبية لاختبار مقدرتها على زيادة الإنتاج والمقاومة. وتم القيام بأعمال مشابهة في كل من ساحل العاج وغانا.
وبما أن الشكولاته تحولت من كونها سلعة فاخرة تقدم في المناسبات الخاصة إلى استهلاك يومي، تمت إزالة الغابات المطرية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بغرض توفير مساحات كافية لزراعة أشجار الكاكاو التي أصبحت تغطي في الوقت الحالي نحو 7,4 مليون هكتار حول العالم (18,3 مليون فدان).
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
