السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات كندا: ماذا تعني للعرب؟

13 ابريل 2011 20:43
في الثاني من مايو المقبل سيتوجه الناخبون الكنديون إلى مراكز الاقتراع لانتخابات مجلس العموم "البرلمان"، وهي المرة الرابعة التي يجرون فيها انتخابات منذ أن سقط حزب"الأحرار" الذي ظل يحكم كندا بحكمة وشجاعة لأكثر من ثلاث دورات انتخابية، تحت قيادة "جان كريتيان"، وفتحت الباب لعودة حزب "المحافظين" -المتحالف مع "يمين اليمين" حزب "الريفورم". الأسبوع الماضي حجب البرلمان الثقة بأغلبية أعضائه عن حكومة "المحافظ" الشرس "ستيفن هاربر"، وهي حكومة أقلية حكم بها كندا قرابة أربع سنوات، وعاشت فيها أسوأ أيامها وأكثرها إهداراً للمال ببذخ أريد بها أن يدخل نادي الرؤساء الكنديين الكبار من "الأحرار" و"المحافظين" و"الديمقراطيين الجدد". أسقط البرلمان حكومة "هاربر" سقوطاً شنيعاً، فهو لم يحجب عنه الثقة بسبب الميزانية ولا الأوضاع المالية المتردية، حالة التخويف المستمر الذي ظل ينتشر كل يوم إنما -وتلك هي السقطة الشنيعة التي لا يذكر لها التاريخ المعاصر مثيلاً- لأنه "أهان" البرلمان عندما رفض النواب ورئيس المجلس أن يكشف لهم كم كلفة صفقة الطائرة النفاثة التي اشترتها من الولايات المتحدة بدعوى تسليح القوات المسلحة الكندية لتكون مستعدة لمحاربة الإرهاب، الذي يهدد أمن البلد ويشل قدرات القوات المسلحة في الدفاع عن الأمن القومي الكندي، وكذلك لأنه "أهان" البرلمان عندما رفض أن يكشف كم كلفت وستكلف كندا سلسلة السجون التي يبنيها الآن، لأن السجون القديمة لم تعد تكفي "لاستيعاب المجرمين"، رغم أن الأرقام تشير إلى أن مستوى الجريمة في انخفاض ملحوظ منذ عشر سنوات. وسقوط حكومة "هاربر" المحافظة وحجب الثقة عنها، ومن ثم دعوته للحاكم العام لحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، هي الرابعة خلال سبع سنوات، ليست بالأمر المهم الذي يجب التركيز عليه، فما يعنينا نحن العرب والمسلمين في كندا وفي بلادنا الأخرى، هو كيف ستكون علاقات كندا لو توفرت له الأغلبية التي يطمح لها، ويقاتل من أجلها متخطياً كل الخطوط الحمراء في دعوته وإعلاناته الانتخابية وتهديده للكنديين بأن البديل عنه كحكومة أغلبية محافظة، سيكون ائتلافاً بين الأحزاب الثلاثة التي تملك اليوم الأغلبية النيابية، وهو ائتلاف يتصوره ويصوره للناس على أنه سيضم حزب "الأحرار" والحزب "الديمقراطي الجديد" وحزب "كيبك"، ما يعني أن خطر الاشتراكية و"اليسار"، هو بديله الذي يقود إلى دمار البلد وانهيار اقتصاده (الموشك أصلاً على الانهيار بفضل سياساته الفاشلة). فـ"هاربر"، بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين الكنديين هو أول رئيس حكومة كندية يعلن صراحة أنه الحليف الثابت والمبدئي لإسرائيل، وأي اعتداء يشنه "المتطرفون" الفلسطينيون سيعتبره "عدواناً" على كندا. و"هاربر" ظل وما يزال، يباهي أن كندا أثبتت في ساعة الشدة والضيق (يعني الحرب اللبنانية- الإسرائيلية الأخيرة) أنها الحليف والصديق الثابت لإسرائيل الذي لم يتراجع ولم يساوم، وهو الذي ظل يماطل ويلف ويدور عندما طالبه الرأي العام الكندي بترحيل الكنديين اللبنانيين الذين تقطعت أمامهم السبل خلال أيام الحرب المجيدة، وكانت إجابته التي ندم عليها وانسحب منها هي التساؤل: لماذا أصلاً ذهب هؤلاء الناس إلى لبنان؟! و"هاربر" هو ربيب مؤسس حزب "الإصلاح" ذلك الحزب الذي رفضته كندا واندثر واندمج مع أمثاله من "اليمينيين المحافظين" الذي سلمه قيادتهم. وهو ما يعرفه الكنديون، لذلك هم الآن في قلق وخوف من أن يمكنه الناخبون من سكان الريف من الحصول على أغلبية تجعله (الملك هاربر) كما سماه أحد الكتاب المحترمين. لكل ذلك وغيره، فإن اهتمامنا ومتابعتنا في كندا والعالم العربي والإسلامي لمسار الانتخابات القادمة (2 مايو) هي واجبنا نحن كناخبين كنديين من أصول عربية وإسلامية. عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©