حُمَيد بن ثور الهلالي.. اهتم بفضائل الإسلام

سلوى محمد (القاهرة) حُمَيد بن ثور بن عبد الله بن عامر الهلالي، كنيته أبو المثنى، ذو مكانة في قبيلته بني عامر، عاش في الجاهلية ما يقرُب من عقدَين، من شعراء العرب، عَمّر زمناً طويلاً في الإسلام، وكان من المدافعين عنه ورد أعدائه، لُقب بـ«حُمَيد الجمَّال» لتركيزه على فكرة الصراع بين الناقة والجمل. أقبل حُمَيد على الرسول، صلى الله عليه وسلم، بعد غزوة حُنَين واسلم، وأنشده أبياتاً للتعبير عن إكرام الله له بهذا الدين، فقال: حتى أرانا ربنا محمداً يتلو من الله كتابا مرشداً فلم نكذب وخررنا سجداً نعطي الزكاة ونقيم المسجد لم يُعرف حُمَيد بين قومه شاعر هجاء، لكن معاني أبياته لها دلالة قوية على أن سهامه تصيب الهدف، وتحقق الغرض، وإن لم يكن فيها فحش وقذف في الأنساب، حتى إن بعضها أصبحت مضرب المثل كقوله يهجو رجلاً: أتانا ولم يعدله سحبان وائل بيانا وعلما بالذي هو قائل فما زال عنه اللقم حتى كأنه من العي لما أن تكلم باقل بعد مقتل عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وما نتج من تفرقة وحدة المسلمين وفتح باب الصراع والفتن وتمزقهم أحزاباً وشيعاً، ذكر حُمَيد أبياتا تعبر معانيها عن حالهم، قائلاً: إن الخلافة لما أظعنت ظعنت عن أهل يثرب إذ غير الهدى سلكوا صارت إلى أهلها منهم ووارثها لما رأى الله في عثمان ما انتهكوا السافكي دمه ظلما ومعصية أيَّ دم - لا هدوا - من غيهم سفكوا والهاتكي ستر ذي حق ومحرمة فأيَّ ستر على أشياعهم هتكوا والفاتحي باب قفل لا يزال به قتل بقتل إلى دهر ومعترك له أبيات تشير إلى فضائل الإسلام كالأمانة ووحدانية الله ولقائه يوم البعث ومنها: أمليكما إن الأمانة من يخن بها يحتمل يوما من الله مأتما فلا تفشيا سري، ولا تخذلا أخا أبثكما منه الحديث المكتما شهدت بأن الله حق لقاؤه وأن الربيع العامري رقيع فما منكم إلا رأيناه دانيا إلينا بحمد الله في العين مسلما مثلت المرأة ولم يذكر لها اسم وابنها الذي تجاوز مرحلة الطفولة محوراً بارزاً عند حُمَيد واهتم بهما في شعره، وحظيت الناقة لما لها من مكانة عند العربي القديم في حياته، وفسر العلاقة بين الشاعر والناقة.