بسام عبدالسميع، رشا طبيلة (أبوظبي، وام) - أشاد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون أمس، بجهود القيادة الحكيمة لدولة الإمارات التي نجحت من وقت طويل في تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد قوي ومستقر وراسخ بفضل نجاح السياسات الاقتصادية بشأن تنويع مصادر الدخل وتعزيز القاعدة الاقتصادية للدولة، إلى جانب اتباع سياسة مالية كفؤه بحسن اختيار مشاريع وبرامج الإنفاق المالي.
وقال، في كلمته الرئيسة أمام القمة العالمية الثالثة عشرة لمجلس السفر والسياحة العالمي» في أبوظبي، إن كثيراً من الدول لديها الثروة لكن القليل منها تحسن استخدامها وتوظيفها بشكل أمثل لبناء نهضة حقيقة واقتصاد متطور وشعب متعلم وفكر راقي وخدمات عالية الجودة.
وقال «إنني من المتابعين للتطور في الإمارات التي زرتها عدة مرات فقد اعتمدت في سياستها الاقتصادية على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط مساهماً وحيداً في الناتج المحلي، إضافة إلى اهتمامها وحرصها على البيئة ومبادراتها السباقة لدعم كل مجالات الطاقة النظيفة».
وأضاف «من الواضح أن دولة الإمارات أدركت منذ البداية أن عمر الثروة النفطية قصير إذا ما قورن بالتاريخ الاقتصادي وبالنهضة الصناعية على وجه التحديد وهناك كثير من التجارب علي مر التاريخ قادت الدول إلى الانهيار الاقتصادي لعدم اتباع منهج واضح في إدارة الثروات». وأردف «كلنا يدرك أن تلك التجارب قادت الإمارات إلى استغلال عائدات النفط لإقامة بنى تحتية متطورة لتنمية قطاعات إنتاجية وخدمية أخرى تسهم في تنويع مصادر الدخل القومي وتشكل بصورة تدريجية بديلاً للنفط على المدى البعيد».
ولاحظ كلينتون أن القطاع السياحي الواعد الذي حققت فيه دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في العقدين الماضيين أسهم في تحويل الدولة إلى وجهة سياحية معروفة عالمياً أصبحت تستقطب سنوياً ملايين السياح من بلدان العالم كافة.
وأشار إلى أن توجه الإمارات لتوفير مصادر الطاقة المتجددة يشكل خطوة لتنويع مصادر الطاقة بدلاً من الاعتماد الدائم على المصادر غير المتجددة الأحفورية من غاز ونفط.
ونوه بجهود الإمارات في استغلال الطاقة الشمسية في توليد الطاقة. وثمن كلينتون بمبادرة أبوظبي في بناء محطة شمس لتوفير الطاقة الكهربائية بسعة 100 ميجاوات.
وافتتحت شركة «مصدر»، الشهر الماضي مؤخراً محطة «شمس 1» للطاقة الشمسية بالمنطقة الغربية في أبوظبي، التي تعد أضخم محطة عاملة من نوعها ضمن تقنية الطاقة الشمسية المركزة في العالم والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت كلينتون مخاطباً نحو ألف من أقطاب صناعة السياحة والشخصيات العامة المرموقة بالعالم إلى أن أبوظبي هي المكان المثالي ليس فقط لمثل هذا المؤتمر فحسب، وإنما للعيش أيضاً فهي مدينة رائعة متطورة وحديثة وتضم أرقي الخدمات وتعد من وجهة نظري من أفضل مدن العالم للعيش بأمان. وقال «إنني واحد من الأشخاص الذي لو خيروا للإقامة خارج الولايات المتحدة الأميركية، فإنني حتماً سوف أعيش في أبوظبي».
وقال «إن التجربة الرائدة لأبوظبي في مجالات التنمية والتطور تحظي باهتمامنا جميعاً، حيث تعد من التجارب الفريدة في المنطقة كونها نجحت في منطقة تسودها الكثير من عوامل البيئة وقد استدعت هذه الإنجازات القيام بالعديد من الأعمال التقنية الضخمة وبما يتلاءم مع خصوصية المكان». ونوه بجهود أبناء الإمارات الذين يقفون وراء هذه الإنجازات الكبيرة التي تحققت في زمن قياسي مقارنة بتجارب الدول الأخرى القائمة منذ مئات السنين.
عدد اليوم
