السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمانيات يبرعن في صناعة الدخون ويتفنن في خلطاته

عمانيات يبرعن في صناعة الدخون ويتفنن في خلطاته
21 ابريل 2014 20:27
يوسف البلوشي (مسقط) حملت المسنة العمانية سعيدة شعبان أمتعتها التي ملأت الحقائب وذهبت إلى سوق الحافة، أحد أشهر أسواق مدينة صلالة في جنوب عمان، حيث تجتمع النسوة لبيع أنواع مختلفة من المنتجات العمانية، وتحديدا المحلية منها على نطاق محافظة ظفار. ومن جملة المبيعات في ذلك السوق الشعبي والذي تصطف فيه المسنة سعيدة ضمن زميلاتها في أكشاك على طول السوق منتجات اللبان والبخور العماني والعطور المختلفة. شغف كبير يقبل الناس على هذه المنتجات بشغف كبير ويمثل البخور الأكثر شيوعا بين تلك المتطلبات التي يسعى لها الزائر عند زيارة صلالة لأنه يعد من أهم الصناعات العطرية التقليدية التي برعت فيها المرأة العمانية، واهتمت بصناعتها وتطويرها على مر العصور، حيث يستخدم في الحياة اليومية وفي المناسبات الدينية والاجتماعية ومجالس الضيافة وتطييب الملبوسات. إلى ذلك، تقول سعيدة “تميزت المرأة في محافظة ظفار على وجه الخصوص بصناعة أنواع مختلفة من البخور، وذلك بمزج عدة أصناف من العطور والمسك والهيل وحطب العود ودهن العود وبعض أنواع التوابل. ومع تطور الحياة وإيقاعها تطورت كذلك أنواع البخور، وتعددت أصنافه ففي الوقت الذي كانت فيه المرأة تحضر حاجتها من البخور، أصبح هناك اليوم من تخصص في تجميعه وتحضيره من خلطات عديدة تحمل كل واحدة منها اسما خاصا تعرف به، كما أدخلت أساليب ومواد جديدة لم تكن موجودة من قبل، وهي ذات جودة عالية وبعضها باهظ الثمن”. وتضيف “أصبح البخور العماني سلعة اقتصادية مهمة وصناعة عمانية خالصة حيث تم إدراج صناعة البخور ضمن صناعات الإجادة الحرفية، وذلك لأهمية هذه الصناعة والحفاظ عليها حيث تدر هذه الصناعة عائدا وافرا على من يمارسون هذه الحرفة”. واستقطبت صناعة البخور قطاعا كبيرا من النسوة اللاتي أصبحن يمتلكن أماكن خاصة ببيع البخور في الأسواق التقليدية والمجمعات التجارية المنتشرة في السلطنة، كما تقوم بعض النسوة بتسويق بضاعتهن من البخور عن طريق البيع المنزلي، ويتخذن من بيوتهن مكانا لبيع إنتاجهن من البخور والذي غالبا ما يكون على مستوى عال من الجودة. وتقول سعيدة إنه يوجد العديد من المتخصصات في تصنيع البخور الذي تتراوح قيمته حسب كميته ومكوناته ونوعية المواد العطرية المستخدمة في صناعته، وتعد بعض الوصفات المستخدمة في صناعة البخور وصفات سرية لا يمكن الإفصاح عنها حيث تتفنن بعض النساء صناعة البخور ويعرفن جيداً مكوناتها ونسب كل منها، ويتم تحضيره من عجينة مكونة من حطب العود والمسك والعنبر، وقد يضاف إليها دهن العود وعدة أنواع من العطور المميزة تخلط معاً إلى جانب أنواع يمكن تحضيرها على شكل أقراص مستديرة تستخدم جافة، وأنواع أخرى تكون سائلة، بالإضافة إلى الأنواع العادية من البخور التي تعتمد جودتها على كمية وجودة العطور المستخدمة فيها. مستلزمات أساسية يعتبر البخور أحد المستلزمات الأساسية في مناسبات الأفراح كالأعراس والأعياد والمناسبات الأخرى، كما تحرص النساء أيضا على حرق بخور العود واللبان كل مساء حتى أصبحت الرائحة الزكية شيئاً مميزا للبيت العماني، ومظهراً من مظاهر الترحيب بالضيوف. وإذا كانت الإمكانات في السابق لا تسمح بأنواع متعددة من البخور فيمكن الآن الحصول على أصناف كثيرة بعضها كان معروفا والبعض الآخر ابتكر حديثا ولكن بنفس الأسلوب والطريقة التقليدية للصناعة. وتشير سعيدة إلى أن البخور أو (الدخون) كما يطلق عليه في محافظة ظفار نوعان منه ما هو سائل ويتركز في إعداده على خشب العود، الذي يتم نقعه في مجموعة مختارة من العطور غالية الثمن لمدة معينة حسب رغبة صانعة البخور، ويعد أفضل أنواع البخور حيث يدخل في إعداده أغلى أنواع العطور وأثمنها. ويعرف النوع الآخر من البخور بالجاف، ويتم إعداده بخلط مجموعة من العطور بطريقة معينة حسب اختيار صانعة البخور، ويتم طحنه بوساطة المكائن الكهربائية ليصبح كالمسحوق؛ ومنه أصناف عدة منها (دخون الهيل ودخون المخلطة)، ويمكن تمييز كل نوعية ومدى جودتها بواسطة حرق كمية قليلة في المبخرة أو (المجمر). وللبخور أو الدخون أسماء وأصناف كثيرة حسب نوعية العطور والمواد التي تتركز عليها الخلطة. ويعتبر البخور أحد المستلزمات الأساسية في حالات الزواج في محافظة ظفار، حيث يتم تجهيز العروس بأفضل أنواع البخور قبل الدخول إلى بيت الزوجية، ونظرا للإرث الكبير الذي تزخر به السلطنة وخصوصا محافظة ظفار في مجال صناعة البخور فقد شهدت هذه الصناعة نشاطا متزايدا، حيث حظيت المحافظة على الصناعات والحرف التقليدية وموروثات الآباء والأجداد باهتمام القيادات. ونتيجة لذلك فقد انتشرت محال بيع البخور في صلالة ومناطق مختلفة من السلطنة نظرا لزيادة الطلب عليه خصوصا خلال فصل الخريف، الذي تشهد محافظة ظفار فيه إقبالا كبيرا من الزوار والسياح من مختلف محافظات السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث توضع خلطات البخور في علب فاخرة وتعرض للبيع في الأسواق التقليدية والتجارية بالمدينة باعتباره أحد أهم الهدايا التي يحرص السياح على شرائها من الأسواق العمانية قبل مغادرتهم البلاد. صناعة موازية بسبب صناعة البخور ازدهرت حرفة صناعة المباخر الفخارية الرائعة، التي يتم إنتاجها بمختلف الأشكال والتصاميم والألوان في محافظة ظفار وغيرها من محافظات السلطنة. وتشكل هذه الحرفة إحدى الصناعات المهمة في التراث العماني الزاخر. وتهتم السلطنة بالصناعات الحرفية باعتبارها جزءا مهما من الثقافة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية للمجتمع العماني، وأحد أهم الروافد العمانية حيث تقوم الهيئة العامة للصناعات الحرفية بإصدار التراخيص للحرفيين العمانيين المتمثلة في تطوير الموروثات الحرفية العمانية، وفق اللوائح والتشريعات المعتمدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©