هناء الحمادي (أبوظبي)
الأمل والاجتهاد والكفاح وتحدي الظروف، كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها ذيبان المهيري الذي تحدى إعاقته بعزيمته، حيث لم تكن تلك الإعاقة تقف حائلا أمام تحقيق أحلامه، بل واصل مشوار حياته بكل أمل، وتعلم من انتصاراته المعنى الحقيقي لتحدي المستحيل ومواجهته مهما كان، حيث اثبت أن الإعاقة ليست بالجسد بقدر ان تكون إعاقة وعجزا في التفكير والتطوير من الذات.
واحد من الكوكبة
قدم ذيبان الكثير من العطاءات التي ساهم من خلالها بتمثيل الإمارات داخل الدولة وخارجها، وقدم صورا إيجابية لأصحاب الهمم خلال مسيرته في عالم الرياضة. لذلك استحق أن يكون ضمن كوكبة من الشخصيات التي توجت على منصة التكريم في جائزة أبوظبي 2018 بالحصول على وسام أبوظبي. يقول ذيبان المهيري عن هذا التكريم: «يكفي أن يخلد اسمي مع أسماء المكرمين في «جائزة أبوظبي»، وهي مناسبة تؤكد لنا أن باب التميز والنجاح سيظل مفتوحاً لمن أراد المساهمة الفعلية في خدمة وطنه، فليس هناك مستحيل في الوصول إلى الأهداف والغايات، فمع بذل المزيد من العطاء والاجتهاد يمكن الصعود إلى منصات التكريم، وعلى الشخص أولاً الثقة بنفسه، وأن يبحث دائماً عن الجديد حتى تكون له بصمته الخاصة، وأن يكون السؤال دائماً «ما الذي يمكن أن أقدمه مختلفاً عن الآخرين»، وعليه تحمل الصعاب والعراقيل التي قد تواجهه عند محاولته إثبات الذات، لا سيما في بداية حياته المهنية».
رحلة كفاح
بالرجوع إلي بداية تميز ونجاح المهيري، فقصته بدأت عند تعرضه لحادث مروري، مما افقده القدرة على المشي، لتتبخر أحلامه وعزيمته. لكن الأمين العام لاتحاد الإمارات لرياضة المعاقين وعضو المنتخب الوطني لألعاب القوى لأصحاب الهمم، جسد حكاية نصر وتحد على الذات، فلم يكن الكرسي الذي منعه من مواصله مشواره أن يحطم من إرادته، بل كان أقوى من ذلك حين سافر للعلاج في بريطانيا ليجد هناك الكثير ممن عايشوا ذات الظروف، فحسب تعبيره، لا ينسى مشهد طبيب من ذوي الاحتياجات الخاصة يعالج المرضى وهو مقعد، أصيب بشلل في رجليه من جراء تعرضه لحادث سير، فكان مشهد الطبيب وهو يمارس عمله ويتفقد المرضى على كرسي متحرك معبرا له، فاستمد ذيبان منه القوة والثقة والقدوة، مؤكداً أن المعاق ليس معاق الجسد وإنما معاق العقل، ليعود إلى أرض الوطن ويتحدى الزمن والإعاقة.
طموحات
لم تتوقف الطموحات في حياة ذيبان، فخلال وجوده في بريطانيا تدرب على قيادة السيارة وحصل على رخصة القيادة الخاصة، ثم التحق بكلية «هيرويت كولج» لدراسة علم وتقنية المعلومات، وبعد الحصول على شهادة الدبلوم انتسب لناد رياضي تابع للكلية، ومن هنا صقل موهبته في رياضة رفع الأثقال وكرة السلة، ليتحدى بعدها الزمن والإعاقة والصعاب، ليعود إلى أرض الوطن أكثر ثقة وإرادة كعضو في نادي العين للمعاقين ليتفوق في رياضة رمي القرص، وكانت أولى مشاركاته في بطولة الخليج عام 2003 وحصل على المركز الأول، كما رُشّح للمشاركة في البطولة الدولية لرمي القرص في بريطانيا، وفاز فيها بالمركز الثاني، بعد ذلك شارك في بطولات عدة عالمية ودولية وإقليمية، في هولندا عام 2006 وحصل على المركز الرابع، وفي الهند عام 2009 فاز بالمركز الأول مستوى الدول العربية والثالث على الدول الآسيوية، والثامن على مستوى العالم، وكان أفضل رقم حققه في ملتقى للمعاقين الذي أقيم في تونس العام 2007، مسجلاً أبعد مسافة وصلت إلى 26.74م.
مناصب قيادية
إضافة إلى عمله كإداري في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، يشغل ذيبان منصب أمين السر العام لاتحاد الإمارات لأصحاب الهمم، الذي حقق الكثير من النجاحات والانتصارات من خلاله، وأيضا هو عضو فعال في نادي العين للمعاقين منذ عام 1998 وحتى 2010، كما ساهم أيضا في دعم وتشجيع واستقطاب الكثير من أصحاب الهمم، وكان لهم الداعم الأول في تحطيم قيد اليأس والهزيمة، بل استطاع بخبرته ومهارته القيادية أن يكسر ذلك الحاجز، ويعزز فيهم الكثير من الثقة بالنفس والعزيمة والإصرار، مما ساهم ذلك في إطلاق بعض الألعاب الرياضية التي تشارك بها الإمارات على المستوى الدولي، إلى جانب المبادرات والمشاريع التي تتعلق بدمج أصحاب الهمم. معترفا أن أصحاب الهمم لهم رسالة تتمثل في أنهم جزء فاعل في المجتمع ويقومون ببناء الدولة، بل هم الأسرع في تلبية نداء الدولة في المحافل كافة.
عدد اليوم
