السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مخطط لإنقاذ أشجار النخيل في الذيد بعدما قضى الجفاف على 80? من مزارع المنطقة

مخطط لإنقاذ أشجار النخيل في الذيد بعدما قضى الجفاف على 80? من مزارع المنطقة
31 أكتوبر 2009 02:07
تعمل بلدية الذيد في الشارقة على وضع مخطط استراتيجي لإنقاذ مزارع المنطقة البالغ عددها 4000 من الجفاف التي قضى على 80? منها، في حين اعتبر الملاك أن جميع استراتيجيات الحلول هي "حبر على ورق" حيث إنهم منسيون منذ إلغاء وزارة الزراعة وطالبوا بتحلية مياه كلباء لاستخدامها في الري كحل لمشكلتهم. من جهتهم، توقع عدد من ملاك مزارع منطقة الذيد التي تبعد نحو 30 ميلاً الى الشرق من مدينة الشارقة تعرض جميع المزارع إلى جفاف تام في غضون السنوات الخمس المقبلة، وذلك بعدما قضى شبح الجفاف على نحو 80? من إجمالي 4000 مزرعة، بحسب إحصائيات بلدية الذيد. وفي الوقت الذي يكافح فيه المجلس البلدي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال وضع خطة استراتيجية للمزارع المهددة بالجفاف جراء شح المياه الناجم عن نضوب الآبار الارتوازية وقلة مياه الامطار وكذلك الاستعمال الجائر للمياه من قبل بعض المزارعين من خلال هدر المياه وتهالك قنوات الري، يؤكد الملاك إسقاط قطاع الزراعة عن اجندة المسؤولين. مخطط استراتيجي وفي هذا الإطار، قال محمد سلطان بن هويدن رئيس المجلس البلدي في تصريح خاص لـ"الاتحاد" إن البلدية قامت بعدة محاولات كي تنقذ المزارع التي تموت أشجار النخيل فيها. وأضاف ابن هويدن أن البلدية قامت مؤخراً بوضع "مسودة مخطط استراتيجي بدعوى انقاذ المزارع والبساتين باعتبار الذيد سلة خضار الامارات"، مشيراً إلى أن المسودة ستناقش في اجتماع المجلس البلدي الاثنين المقبل. ولفت إلى أن قضية جفاف المزارع وموتها قضية كبيرة وعالقة بسبب نقص المياه، مشيراً إلى أن حكومة الشارقة تسعى جاهدة لمد العون لجميع المواطنين. وأردف أن "هذه القضية بالذات تحظى بأهمية مطلقة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة". وقال ابن هويدن إن المجلس البلدي يعكف حالياً على وضع مخطط استراتيجي متكامل يهدف الى انقاذ المزارع من الموت والجفاف، ويعتمد على اتباع أسلوب الزراعة الحديثة التي تقوم على استخدام كميات أقل من المياه وإنتاج غزير من الثمار، وذلك من خلال الزراعة بالإسفنج والتقطير والبيوت البلاستيكية. وأشار إلى أن هذه الافكار سيتم وضعها على طاولة النقاش الاثنين المقبل للاقرار، ومن ثم البدء بتنفيذها على الفور. أسباب الجفاف ولفت ابن هويدن إلى أن الذيد تضم نحو 4000 مزرعة لكن هذه المزارع بدأت تتناقص تدريجياً بفعل الجفاف منذ مطلع التسعينات جراء قلة المياه وندرة الامطار وجفاف الآبار التي اصبح تعدادها بالآلاف فضلاً عن تسرب المياه بسبب الاعماق غير الصحيحة للآبار. وأوضح أن العمق الجيد للبئر هو 500 قدم غير أن اصحاب المزارع يحفرون اكثر ظنا منهم ان ذلك اجراء ايجابي والواقع انه اجراء سلبي يؤدي الى هدر المياه وتسربها. وأضاف ابن هويدن أن المجلس البلدي تلقى العديد من الشكاوى من أصحاب المزارع يطالبون فيها بإنقاذ مزارعهم من الجفاف الذي يهددها. وشدد على أن المجلس البلدي فرض قوانين صارمة تمنع وتحد من عمليات استغلال المياه الجوفية لأغراض تجارية، وذلك في خطوة للمحافظة على هذه المياه من الاستنزاف والهدر. غياب الدعم الحكومي من جانبهم، أكد عدد من ملاك المزارع انهم تقدموا بعشرات الشكاوى الى البلدية التي قامت بطرح حلول مؤقتة كحفر مزيد من الآبار وتحسين شبكة تصريف المياه، لكنهم شددوا على أن الحلول الجذرية "مجرد استراتيجيات على ورق". وقال ياسين سالم، صاحب مزرعة، "نحن أصحاب المزارع منسيون ومهمشون منذ إلغاء وزارة الزراعة"، لافتاً إلى أن مزرعته لا تضم سوى 350 شجرة نخيل في حين كانت قبل سنوات مليئة بالخضار والفراولة. وعزا سالم جفاف المزارع الى غياب الدعم الحكومي وندرة الامطار، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي اهتمام يذكر بالقطاع الزراعي. وطالب بإعادة النظر بالقطاع الزراعي وبحملة حقيقية للنهوض به من خلال تمويل هذه المزارع بمبلغ يقدر بـ 50 ألف درهم سنوياً للنهوض بهذا القطاع، بالإضافة إلى تخصيص مهندسين زراعيين للإشراف على المزارع بصورة دورية قبل أن يهجر الملاك مزارعهم. تحلية المياه من جهته، طرح مصبح بن سعيد بالعجيد، عضو في المجلس الاستشاري الاسبق وصاحب مزرعة في الذيد، حلولاً لوضع حد لانهيار الوضع الزراعي في المنطقة تتمثل في فكرة تحلية المياه من منطقة كلباء الواقعة على المحيط ثم ضخها من أعلى قمة في مدينة الحلو لتمر بعدها على مدينة الشارقة ثم المنطقة الوسطى. وأشار بالعجيد إلى أن المشروع تم طرحه منذ أربع سنوات من خلال المجلس الاستشاري لكنه لم ينفذ، متوقعاً جفاف جميع المزارع في غضون 5 سنوات اذا بقي الحال كما هو عليه ومطالباً الجهات المعنية بإنقاذ مزارع الذيد من الموت. كارثة بيئية من جانبه، قال سالم بن زايد الطنيجي، ملحق ثقافي سابق بسفارة الامارات في الاردن ومن أبناء منطقة الذيد، إن منطقة الذيد من المناطق الزراعية المهمة في الدولة حيث كانت في فترة الخمسينات والستينات مقصد العديد من الناس وسلة خضار الامارات. وأشار الطنيجي إلى أن الحال استمر على هذا الوضع حتى منتصف الثمانينات حين بدأت الآبار الارتوازية تجف جراء الاستخدام الجائر من قبل اصحاب المزارع والتي يقدر تعدادها بـ 4000 مزرعة، مضيفاً أن ما زاد الطين بلة ندرة الأمطار الأمر الذي حول المزارع إلى أراض قاحلة. وفي هذا السياق، اقترح الطنيجي حزمة من الحلول في مقدمتها تحلية مياه البحر من خلال محطات الكهرباء بشرط وجود استراتيجية واضحة بكيفية استخدام هذه المياه فضلاً عن وجود تشريع قانوني يمنع حفر الآبار. وحذر من أن يؤدي تفاقم مشكلة جفاف المزارع إلى كارثة بيئية، حيث إن الاشجار تلطف الاجواء كما انها تمنع الزوابع وأخطارها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©