قررت بلدية مدينة أبوظبي الزام المكاتب الاستشارية والملاك أصحاب المباني قيد التنفيذ، والتي لم يبلغ التنفيذ فيها مرحلة التشطيب النهائي للواجهات الخارجية، بضرورة الحصول على الموافقات اللازمة لألوان تلك الواجهات.
وشددت البلدية على ضرورة الالتزام بألوان المباني المسموحة بها وفق اشتراطات تراخيص البناء في مدينة أبوظبي، ويأتي ذلك في إطار المحافظة على البيئة المعمارية، وتحقيق التناغم اللوني لواجهات المباني وتعزيز المظهر الجمالي.
ووجهت البلدية في قرارها كافة المكاتب الاستشارية والمقاولين إلى ضرورة الالتزام باللون السائد للواجهات الخارجية للمباني وهو اللون الأبيض أو الألوان الفاتحة المستمدة من الطبيعة المحيطة، وتحديداً اللون البني الفاتح وتدرجاته، كما سمحت البلدية بالألوان للحليات والزخارف المعمارية، والبروزات البسيطة، ودورة السطح العلوي للمباني (برابيت)، على أن يكون من أي لون وبأي تدرج بشرط أن يكون متناسقاً مع اللون السائد للمبنى.
وألزمت بلدية مدينة أبوظبي المكاتب الاستشارية قبل البدء في التنفيذ التقدم بمخططات توضيحية للألوان المقترحة للواجهات الخارجية، واعتمادها من قبل إدارة ترخيص البناء، ولن تسمح البلدية لأي مقاول أو مالك بإجراء أي أعمال طلاء للواجهات الخارجية إلا بعد حصوله على الموافقات واعتماد الألوان من قبل الإدارة المختصة، وتطبق البلدية القرار على جميع المباني الجديدة قيد التنفيذ التي لم يبلغ التنفيذ فيها مرحلة التشطيب النهائي للواجهات.
وكانت بلدية مدينة أبوظبي حررت 56 مخالفة للمباني في مناطق متفرقة من المدينة لمخالفتها اشتراطات ألوان المباني، وذلك منذ بداية عام 2010، بسبب عدم الاتزام بالألوان المحددة التي تحافظ على الطابع المعماري المتميز التي تتمتع به مدينة أبوظبي، وتقوم البلدية في حال إصرار البعض على المخالفة بتحويل المخالف الى محكمة البلدية، التي بدورها تطلب إزالة أسباب المخالفة وتغريم مرتكبها لغرامة تصل الى 50 ألف درهم كحد أعلى.
وتحرص بلدية مدينة ابوظبي على تطوير مظهر المدينة وتحسين البيئة المحلية والحفاظ عليها نظيفة وصحية، وابقائها في أجمل مظهر بما يليق بمكانتها كمدينة ذات مكانة اقليمية وعالمية مرموقة، حيث تسعى البلدية لاستدامة المظهر العصري المتميز للعاصمة.
وقد رصدت بلدية أبوظبي عددا من المخالفات حيث وجهت إنذارات ومهلة لتصحيح الاوضاع إلى 12 مسكنا بمناطق متفرقة في نطاق مركز الوثبة، كما تم إنذار 33 مسكنا في منطقة (خليفة ب)، و11 مسكنا في منطقة (الشامخة 17).
وخصصت بلدية مدينة أبوظبي عددا من مراقبي ومهندسي تفتيش وأوكل لهم مهمة انذار من ينفذ ألوان غير مرخصة، وتقوم البلدية بمساعدة وتوجيه من يرغب لاعتماد اللون المناسب للبيت أو البناية التي يمتلكها.
وأبدى عدد من ملاك المباني والبيوت في مدينة أبوظبي استعدادهم للالتزام بالشروط والمعايير المناسبة بما يحقق مصلحة المجتمع، كما أشاروا الى أنه من الجهات المعنية لوضع الشروط التي تحافظ على مظهر المدينة.
وطالبوا بضرورة التساهل مع ما تم تنفيذه في وقت سابق، حتى لا يتحملوا مبالغ إضافية غير تلك التي دفعوها لتشطيب مبناهم في وقت سابق. ويقول خالد العامري إن البلدية تسلمت من المقاول عدداً من المشاريع التي تتمتع بألوان مميزة، حيث انه مازال يحتفظ بمحاضر التسليم بعد انتهاء المقاول من المشروع ولكن البلدية قامت بتحرير إنذار للبيت مطالبةً بضرورة تغير ألوان البيت الذي صار علامة فارقة في المنطقة.
ومن جهته قال محمد درويش “إنه كانت لا توجد معايير أو شروط واضحة تطالب بها البلدية في الألوان، ولكن بعد القرار ينبغي على الجميع الالتزام بما فيه مصلحة البيئة المعمارية للمدينة”.
وقال علي راشد أحد سكان مدينة خليفة: “ظهرت في الآونة الأخيرة ألوان غريبة في كثير من المناطق السكنية مثل البنفسجي الغامق والعنابي الغامق والأصفر الفسفوري، حيث استخدمتها كثير من المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات في تلوين واجهات المباني، الأمر الذي يعطي انطباعا سيئا عن المدينة، بسبب تنافر الألوان المستخدمة”.
عدد اليوم
