مصالحة بين أبناء قبيلتي آل بالخيل و القحطان على خلفية حادث وفاة

عقدت في مدينة العين أمس جلسة صلح بمباركة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإنهاء خصومة نشبت بين أبناء قبيلتي آل بالخيل والقحطان بسبب حادثة أدت إلى وفاة ابن ذيب شعوان القحطاني واتهم فيها حمد وسعيد نجلا سيف راشد الخييلي بالإضافة إلى والدهما سيف راشد الخييلي· وأكد حمد بن سهيل الخييلي في اتصال هاتفي مع '' الاتحاد'' أنه ''مهما كان الخطأ فالعفو من شيم العرب منذ فجر التاريخ··· الحمد لله انتهت المشكلة بالصورة التي يجب أن تسوى من خلالها دائما المشكلات بين الأشقاء''· وبدأت مراسم الصلح بتجمع عدد من شيوخ ووجهاء القبائل والتشاور فيما بينهم ثم توجه الجميع إلى منزل والد الفقيد في موكب مهيب يتقدمهم حمد بن سهيل الخييلي والشيخ محمد بن ركاض العامري والشيخ محمد بن علي بن رحمة الشامسي حيث جرت هناك مراسم الصلح التي غلب عليها الطابع القبلي الأصيل· وألقى حمد بن سهيل الخييلي كلمة خلال المناسبة نقل فيها تحيات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة إلى والد الفقيد، وتثمينهم للموقف المشرف الذي أبداه بقبوله الصلح الذي من شأنه حل خلاف بين إخوة أشقاء· وبعد أن أنهى الخييلي كلمته رد ذيب شعوان القحطاني والد المتوفى على الحضور بتثمينه للاهتمام الذي أبداه أصحاب السمو الشيوخ ، وأشاد بجهود أبناء القبائل وشيوخها معلنا بذلك عن قبوله للصلح وإنهاء القطيعة، وفور إعلانه لذلك تحولت ساحة المنزل إلى ساحة لتبادل التهاني· وتسلم القحطاني مبلغا من المال قدمه سيف راشد الخييلي ونجلاه لورثة المتوفى كما تسلم مفتاح سيارة جديدة وهي هدية تعرف في العرف، المحلي لمجتمع الإمارات ''بالقبالة''· ليسدل الستار نهائيا عن القطيعة بين أبناء القبيلتين وسط أجواء من السعادة والفرح· وأكد بن سهيل أنه سيتم توثيق جلسة الصلح فيما بعد في محكمة العين الشرعية · واعتبر الشيخ محمد بن علي بن رحمة الشامسي ''أن ما حدث أمس من صلح إنما هو حقن للدماء وإطفاء لنار الفتنة كما أنه نتيجة للحكمة التي اتسم بها طرفا النزاع وتدخل العقلاء وأولي الأمر وهو من الأمور الحميدة التي ينبغي التأكيد عليها في حياتنا اليومية ولدى الأجيال الجديدة'' · وأعرب الشيخ محمد بن ركاض العامري عن سعادته بإتمام الصلح وقال ''إن ما جرى بين أبناء القبيلتين أمر يدعو إلى الفخر ويؤكد للجميع أن روح المودة والألفة لا تزال تسود بين أبناء الإمارات في ظل القيادة الرشيدة التي تبذل قصارى جهدها لإعلاء شأن المواطن الإماراتي''· وأثنى الشيخ عبيد بن سعيد مبارك المنصوري على الأسلوب الذي تم اتباعه في إنهاء الخصومة بين القبيلتين وقال'' نحمد الله على وجود نماذج مشرفة من العقلاء بيننا أسهمت فيما قبل في حل الكثير من النزاعات القبلية في الماضي كما أننا نثني على حرص قيادتنا الرشيدة التي وضعت الأطر التي تلف مجتمعنا وتجعله مترفعا عن التشبث بمواقف سلبية تبعده عن دائرة الحوار أو النقاش''·