محمد حامد (دبي) - يتأهب البارسا لتحقيق إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أي فريق في القارة العجوز، منذ انطلاقة دوري الأبطال عام 1955، وهو التأهل إلى الدور قبل النهائي للمرة السادسة على التوالي، الأمر الذي دفع صحيفة “موندو ديبورتيفو” إلى التركيز على أهمية عبور عقبة سان جيرمان من أجل معانقة التاريخ بهذا الرقم القياسي، كما أن البارسا خلال آخر 5 بطولات لـ”الشامبيونزليج”، كان بطلاً أو جسراً لعبور البطل، حيث تمكن في عام 2008 من الوصول إلى الدور قبل النهائي، لكن يونايتد أطاحه، وظفر باللقب على حساب تشيلسي.
وفي بطولة 2009 كان البارسا حاضراً فوق منصة التتويج باللقب المرموق على حساب الشياطين الحمر، وفي العام التالي أطاحه إنتر ميلان في الدور قبل النهائي، وواصل الفريق الإيطالي مغامرته وفاز بالبطولة على حساب البايرن، وعاد الفريق الكتالوني لمعانقة المجد عام 2011 من بوابة يونايتد، إلا أنه خرج من الدور قبل النهائي للبطولة الماضية على يد تشيلسي، ليتمكن “البلوز” من الفوز بالبطولة بعد التفوق على البايرن.
وتعالت نبرة التحدي في الصحف الكتالونية قبل مواجهة الليلة التي تجمع البارسا مع سان جيرمان في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، حيث تفرض الشكوك المحيطة بجاهزية نجم الفريق ليونيل ميسي الذي لم يتعاف بصورة تامة من الإصابة التي لحقت به في موقعة “حديقة الأمراء” نفسها بقوة على المعسكر الكتالوني، وأشارت صحيفة “سبورت” الإسبانية إلى أن البارسا يجب أن يتعامل بواقعية مع الظروف الراهنة، وأن يثبت أمام الفريق الباريسي أنه لا يعتمد على لاعب بعينه، حتى لو كان ميسي.
وأضافت الصحيفة: “ميسي ليس سوبر مان، وليس إنساناً آلياً تم تصميمه وبرمجته لكي يلعب إلى الأبد دون كلل أو ملل، وأشعة الرنين المغناطيسي لا تكذب، حيث تؤكد أنه لم يتعاف بصورة تامة من الإصابة التي لحقت به في باريس، ومن ثم لا يوجد ما يدفع تيتو فيلانوفا للمخاطرة به في مباراة الليلة، صحيح أنه يتحسن، ولكن مشاركته قد تكون سبباً في تجدد الإصابة، ومن ثم يصبح الإبقاء عليه بمقاعد البدلاء حلاً مثالياً، كما أن توهج سيسك فابريجاس في المباراة الأخيرة أمام مايوركا ونجاحه في تسجيل ثلاثية، يجعل منه البديل المثالي للبارسا في مباراة الرد أمام الفريق الباريسي”.
وتابعت الصحيفة: “لم يكن غياب ميسي عن مباراة البارسا الماضية حدثاً حزيناً بنسبة 100% ، فقد جاء تألق فابريجاس ليؤكد أن البارسا يملك الكثير من المواهب، وقد يتسبب ليو بتألقه الدائم في أفول بقية النجوم، صحيح أنه وفقاً للغة الأرقام ومعدلاته التهديفية يشكل بمفرده نصف قوة البارسا، ولكن هذا لا يعني أن الفريق يصبح عاجزاً عن تحقيق الانتصارات حينما يغيب لسبب أو لآخر، بل إن غيابه منح الفرصة للاعب آخر للتألق وهو أليكسيس سانشيز، والأمر لا يرتبط بالجانب الكروي فقط، بل له بعد نفسي، وهو أن الشعور بتحمل المسؤولية في غياب ميسي تضاعف لدى فابريجاس وسانشيز فتألقا أمام مايوركا”.
عدد اليوم
