الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عن ماذا سيتمخض الجبل؟ «1- 2»

7 مايو 2018 22:13
إن هذا المثل العربي القديم والشهير «تمخض الجبل فولد فأراً»، أي أن الجبل الكبير يخرج من أحد شقوقه فأر صغير، فكأن الجبل العظيم أنجب هذا الفأر الصغير، وهذا المثل يُضرب لمن يُتوقع منه الكثير، لكنه يأتي بالشيء القليل والحقير الذي لا يتناسب مع حجمه الحقيقي أو ما يُنتظر منه نسبة إلى ذلك الحجم. تضاربت الآراء بعد المعلومات التي كشفها نتنياهو حول الوثائق السرية الإيرانية الخاصة بتطوير قدراتها النووية واحتمالية امتلاكها خمس قنابل ذرية مشابهة في قوتها لقنبلة هيروشيما، ويقال إنها وثائق قديمة تعود إلى ما قبل الاتفاق، يرى البعض أنها أكدت التزام إيران ببنود الاتفاق وليس العكس، وربما هذه المسرحية كما سماها البعض، قد أعطت رد فعل معاكس للغرب من خلال الإبقاء على بنود ذلك الاتفاق وأعطت إيران شهادة حسن سير وسلوك كما وصفها آخرون. ومن المحتمل أيضاً أن تؤثر بالسلب على رغبة بعض أطراف الاتفاق إضافة ملحق له يدعو للحد من تجارب الصواريخ وتحرير الفترة الزمنية لوقف الأنشطة النووية وامتلاك إيران للسلاح النووي إلى ما هو أبعد من عام 2025، وهو ما أعلنه الرئيس الفرنسي ماكرون «إعلامياً» بضرورة تأكيد منع امتلاكها لمثل هذا السلاح نهائياً. ومهما يكن الأمر من خلال التزام إيران من عدمه في واقع الحال، فالذي يهمنا بالدرجة الأولى ويهم المجتمع الدولي الآن، هو الموقف العجيب وغير المستغرب للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي دافعت عن الاتفاق النووي، وأشارت إلى أنها لم تسجل ومنذ عام 2009 أي دلائل حقيقية على أن إيران تعمل على تطوير الأسلحة النووية!. وهنا تجدر الإشارة إلى موقف هذه المنظمة وغيرها، والتي روجت لأكذوبة امتلاك العراق لقدرات نووية وأسلحة دمار شامل لغرض تدميره من خلال الغزو المباشر. هنا يكمن التباين في الاختلاف فالعالم اليوم برمته ومن دون استثناء يعلم بأن إيران ورغم الاتفاق النووي، لم تلتزم بوقف أنشطتها وأن برنامج المراقبة والتفتيش ما هو سوى مسرحية لإضفاء الشرعية ومصداقية الالتزام من الجانب الإيراني، ولكن ورغم ذلك، فلا بد من حماية إيران وعدم إدانتها وهذه هي الحقيقة المجردة وأسبابها كثيرة لا مجال للخوض فيها، ولكن دلائلها وتداعياتها واضحة للعيان حولنا في العراق وسوريا واليمن وممتدة إلى الكثير من البلدان كان آخرها محاولات التمدد الإيراني في المغرب من خلال دعم جبهة البوليساريو. الاتحاد الأوروبي ومن خلال الممثلة العليا للشؤون الخارجية «فيديريكا موغريني» أكدت وبعد وثائق نتنياهو أن إيران طبقت وبشكل كامل التزاماتها وحسب ما هو مذكور في الكراس «الاتفاق النووي»، وأن الاتحاد الأوروبي لا يخوض في النوايا أو الفرضيات، ولكن يلتزم بما ورد في بنود الاتفاق، وأن الوكالة نشرت عشرة تقارير تبين وتؤكد فيها التزام إيران الكامل. الفرنسيون والألمان ربما ما زالوا يفاضلون بين خياراتهم وما يدعو إليه ترامب، وربما تسرع الرئيس الفرنسي قليلاً في تصريحاته الحماسية الأخيرة والتي تتماشى مع رغبته في التواجد بشكل أكبر في الملف السوري عن طريق تفاهمات مع الرئيس ترامب، المستشارة ميركل تواجه أزمات حكم داخلية وائتلافات ربما تجعلها أميل لبقاء الأمور على ماهي عليه سابقاً. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©