الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سر السعادة

7 مايو 2018 22:14
في كثيرٍ من الأحيان نجد أشخاصاً ترتسم على وجوههم الابتسامة الدائمة ولا يعبسون أبداً، ولا تبدو عليهم علامات الحزن، ونتساءل في داخلنا، هؤلاء الناس ألا يواجهون المشاكل؟، ألا توجد عندهم أحزان؟، نبحث عن سر سعادتهم، وعند سؤالهم صراحة، فتأتي الإجابة بأن سر سعادتهم هو القناعة!، القناعة!، أهذا هو سر سعادتهم الدائمة؟!، فنسأل بإلحاح هذه المرة، وما هي ماهية تلك القناعة؟، فيقولون إن القناعة ليست مجرد كلمة تقال ولكن القناعة هي كنز السعادة، لأن الشخص القنوع دائما يشعر بالرضا بما قسمه الله له وبالتالي هذا يشعره بالسعادة التي هي الكنز الحقيقي. إذا القناعة هي الرضى بالنصيب وبكل ما كتبه الله لنا، وعدم النظر إلى ما عند غيرنا حتى لا نفقد ما نملك، فالقناعة كالكنز العظيم الذي لا يمكن أن يفنى، والوصول إلى القناعة ليس مستحيلا فهي تكمن داخل الإنسان. هناك كثير من الأمثلة لو طبقناها على أنفسنا فسوف نصل إلى درجة القناعة، فمثلاً أن لا نقارن أنفسنا بالآخرين وعندها سنشعر بالطمأنينة، وأن ما لدينا هو كثير، ونحمد الله على النعم التي أنعمها علينا، أن نحسن شعورنا بروح الدعابة وأخذ الأمور ببساطة، أن نحب أنفسنا ونتصالح معها، لأننا إن لم نفعل ذلك فلن نستطيع أن نحب غيرنا ولن نشعر بالراحة، وأن نبسط حياتنا ولا ننظر للماضي ونقلق من المستقبل بل نعيش الحاضر، وأن لا نتردد إذا فشلنا بل نحاول مراراً وتكراراً لنصل لما نريد لأن الفشل بداية النجاح، أن نقضي بعض الوقت مع أنفسنا لنفهم ما حولنا ونعطي أنفسنا وقتاً للقيام بمهامنا الخاصة فلا أحد يستطيع مساعدتنا إلا انفسنا، أن نتمتع بالحياة من حولنا، وذلك بالسعي للحصول على الأشياء التي ممكن الحصول عليها من غير مقابل كالعلاقات الاجتماعية والسعادة والرضا، فسنجد أن معنى الحياة قد اختلف، أن نكون سعداء باختيارنا لنشعر بالقناعة فيما حولنا. إن الشعور بالقناعة سوف ينعكس على أسرنا فيمدنا بالتفاؤل والشعور الإيجابي تجاه الآخرين كالجيران وزملاء العمل والأهل والأصدقاء وبالتالي عدم الشعور بالوحدة. كما أن تحديد الأهداف يعطي الشعور بالقناعة والحماس وأهمية الحياة والحيوية ونكون بعيداً عن القلق والإحباط. وكلما تعلق الشخص بالماديات كلما قلت قناعته في الحياة. ميسون الأنصاري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©