السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع لنشر استخدام الكتب الإلكترونية في الجامعات الأميركية

مشروع لنشر استخدام الكتب الإلكترونية في الجامعات الأميركية
31 أكتوبر 2009 23:25
عندما اتخذ جيف بيزوس، المدير التنفيذي لشركة “أمازون دوت كوم”، قراره بإطلاق لوح المطالعة الإلكترونية الجديد “كيندل دي إكس” Kindle DX قبل بضعة أشهر، آثر اختيار “جامعة بيس” في مدينة نيويورك مكاناً للإعلان عن هذا الحدث. وبالطبع، لم يأتِ هذا الاختيار بمحض المصادفات، بل إنه يتفق مع استراتيجية بعيدة المدى وغير مسبوقة تتبنّاها الشركة وتهدف إلى تغيير أسلوب تداول الكتب الجامعية، وربما المدرسية أيضاً، برمته. ولم تكن “بيس” إلا وحدة من ست جامعات أميركية مشاركة في برنامج مفصّل يرمي إلى اختبار إمكانية نشر استخدام أجهزة تصفّح الكتب الإلكترونية التي تمثل أحدث ما تم ابتكاره من أجهزة إلكترونية يدوية ذات تأثير اجتماعي وثقافي كبير. ولو كتب لهذا المشروع أن يبصر النور بالفعل، فلا بد أن يؤدي إلى تغيّر جوهري في أساليب التعليم الجامعي والمدرسي من حيث الأدوات التي يستخدمها الطلاب والأساتذة، وحتى من حيث المضامين والمناهج ذاتها. ومن المعروف عن “أمازون دوت كوم” ريادتها لتجارة الكتب الورقية عن طريق متجرها الإلكتروني الافتراضي، وهي تعدّ من بين أضخم موزعي الكتب في العالم من حيث العدد والعوائد. ولقد عمدت مؤخراً إلى تنفيذ استراتيجيتها الجديدة لنشر استخدام جهازها “كيندل دي إكس” في الجامعات عن طريق طرح بضع مئات منه وبأسعار مخفّضة في كل من جامعة “أريزونا ستيت يونيفيرسيتي” و”كيس وستيرن ريسيرف يونيفيرسيتي” و”برنستون يونيفيرسيتي” ومعهد “داردن سكول للتجارة” التابع لجامعة فرجينيا، و”معهد ريد”. وساهمت إدارات الجامعات ذاتها في تسهيل إجراء هذه التجربة عندما قررت بالاتفاق مع شركة “أمازون دوت كوم”، عدم فرض الضرائب على أجهزة التصفّح الإلكترونية عند بيعها للطلاب من أجل ضمان زيادة الإقبال على شرائها. وتعتقد الجامعات المشاركة في هذا المخطط بأن الشاشة الواسعة للجهاز “كيندل دي إكس” يمكن أن تجعل منه بديلاً عملياً للكتب الجامعية ذاتها خاصة منها تلك التي تتضمن صوراً معقدة وجداول إحصائية ورسوم بيانية ومعادلات رياضية وكيميائية وفيزيائية. في إطار هذا المخطط، عمدت شركة “أمازون” إلى عقد صفقة مع ثلاث من كبريات الدور المتخصصة بنشر الكتب الجامعية والأكاديمية هي: “سينجيج ليرنينج”، و”بيرسون” التي تمتلك صحيفة الفاينانشيال تايمز”، و”دار ويلي”. والجدير بالذكر أن هذه الدور الثلاث تتكفل بتوزيع أكثر من 60 بالمئة من مجمل الكتب الأكاديمية التي تباع في الولايات المتحدة. وقالت باربارا شنايدر عميدة جامعة “كيس وستيرن ريسرف يونيفيرسيتي” في معرض تعليقها على هذه الخطة: “نعتقد أن تكنولوجيا الكتاب الإلكتروني تنطوي على مؤثرات كبيرة في مجال تغيير الأسلوب الذي يتلقى فيه الطلاب علومهم. ونحن نحاول الآن الوقوف على الفهم الدقيق للطريقة التي سيتعامل بها الطلاب مع هذه التكنولوجيا الواعدة”، كما سنتابع أسلوب ومستوى استفادتهم الحقيقية منها. وتأمل جامعة “كيس وستيرن” أن تجيب هذه التجربة عن التساؤلات المطروحة الآن حول ما إذا كانت العملية التعليمية سوف تتغير برمّتها بتأثير تكنولوجيا المطالعة الإلكترونية للكتب، وما إذا كانت المتصفحات الجديدة مثل “كيندل” و”سوني ريدير” و”جوجل ريدير” و”بارنس نوكس”، سوف تثبت كفاءتها وفعاليتها كوسيلة جديدة لتوصيل المعلومات إلى الطلاب، وما إذا كان الطلاب أنفسهم سيرون فيها وسيلة أكثر تطوراً لتلقي المحتوى الأكاديمي. ويتضح من ذلك أن كل الأطراف المشاركة في هذا المخطط تهدف إلى تحقيق الفوائد والعوائد المادية والثقافية والتعليمية. ففيما يتعلق بشركات صناعة المتصفحات الإلكترونية، فإنها ترمي إلى زيادة مبيعاتها منها على أوسع نطاق، فيما تبحث الجامعات عن أساليب جديدة للتعليم تتفق مع العصر الرقمي الذي نعيشه، وبحيث تتخلى عن الأساليب التعليمية التقليدية. وفي “معهد داردن للتجارة” التابع لجامعة فرجينيا، يعتقد رئيس قسم شؤون الطلاب روبرت برونر أن هذا المشروع سوف يساعد الإدارة على الوقوف على إيجابيات وسلبيات تحويل الكتب الجامعية الورقية إلى الصيغة الرقمية القابلة للتداول بين الطلاب والأساتذة عن طريق “الإنترنت”. وكان المعهد قد عمد في شهر أغسطس الماضي إلى توزيع جهاز “كيندل دي إكس” لتصفح الكتب الإلكترونية على خمسة صفوف دراسية في تجربة قال البروفيسور برونر بشأنها بأنها تمثّل اختباراً عملياً محكوماً بقواعد رقابية صارمة للوقوف على الفوائد الكامنة في هذه التكنولوجيا. وخلافاً لما هي عليه حال طلاب الدراسات العليا الذين يستخدمون التقنيات التي يحتكم إليها الجهاز “كيندل دي إكس” كبديل عملي للكتب التقليدية لغرض توفير الوقت والجهد والمال، فإن طلاب معهد “داردن” يستخدمون الجهاز كموضوع للدراسة بحدّ ذاته ولمعرفة ما إذا كان في وسعه بالفعل أن يدفع العملية التعليمية في المعاهد الإدارية إلى مرحلة تطورية جديدة. ولو كتب لهذا المشروع النجاح، فسوف يحقق الجامعات ومؤلفو الكتب الدراسية الأكاديمية أعلى العوائد من نشرها عبر المكتبات الافتراضية الرقمية حتى يستفيد منها أكبر عدد من الطلاب. كما أن شركة “أمازون” ذاتها سوف تستفيد من هذا النجاح في بيع أعداد كبيرة من جهاز “كيندل”، بالإضافة لدورها المنتظر في عملية بيع وتوزيع الكتب عن طريق مكتبتها الرقمية. وتبدو لهجة الحماسة غالبة على لهجة برونر، حيث يقول: “يغمرني شوق دفين لأن أرى تجربتنا هذه في التوزيع الإلكتروني للمناهج الجامعية وقد كللت بالنجاح”. ولا شك في أن النجاح المنتظر لهذه التجربة في الجامعات، سوف يؤدي إلى انتشارها في المدارس أيضاً وعلى مستويات التعليم الثلاثة الابتدائي والإعدادي والثانوي. عن صحيفة “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©