الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الحوسني: التقاعد باب دخولي إلى عالم الاختراعات ومواصلة مسيرة العطاء

محمد الحوسني: التقاعد باب دخولي إلى عالم الاختراعات ومواصلة مسيرة العطاء
31 أكتوبر 2009 23:26
يعتقد البعض أنه بالإحالة إلى التقاعد يتوقف عطاؤه، ويبحث عن الطرق المختلفة لقتل الوقت وتمضيته دون الاستفادة منه جديا، بينما البعض الآخر ممن دأبوا على العطاء، يتخذون من التقاعد منطلقا آخر من منطلقات العطاء الذي يعود بالنفع عليهم وعلى أوطانهم. من هؤلاء كان محمد خلف الحوسني الذي أعطى الكثير ولايزال خلال تقاعده، فقد توصل إلى العديد من الابتكارات ومنها (المكيف الهاتفي، الوسادة المنبهة، جهاز الحماية ضد السرقة، جهاز شريط الغاز، جهاز لمساعدة الصم والبكم) وهي جميعها تتيح للكثيرين الاستفادة منها في حل بعض المشكلات اليومية التي قد تقابلهم.. فضلا عن اختراع جديد «مضخة ماء» يعمل عليه حاليا. المكيف الهاتفي عمل الحوسني موظفا حكوميا لأكثر من 11 عاما، وبعد أن ترك العمل في عام 1991، حاول البحث عن عمل آخر ولم يجد ما يناسبه، فقرر استثمار وقته فيما يفيده، وأخذ يفكر في حلول لبعض المشكلات اليومية التي قد تواجه الناس، وقاده تفكيره إلى إنجاز عدة ابتكارات، عن أولها وهو « المكيف الهاتفي» يقول: «إنه عبارة عن جهاز يحوي مصباحا كهربائيا وأسلاكا مختلفة، يتم توصيله بلوحة الكهرباء وهاتف المنزل، ويمكن لصاحب المنزل الموجود خارجه تشغيل جهاز التكييف الموجود فيه عن طريق طلب رقم هاتفه من أي مكان، وإرفاقه برقم آخر إضافي، فيعطي الهاتف الموصل بواسطة الجهاز بلوحة الكهرباء ذبذبات صوتية، تؤدي إلى تشغيل جهاز التكييف، ويبرد المنزل إلى حين وصول صاحبه». ويلفت الحوسني إلى أن تكلفة هذا الجهاز لا تتجاوز ألف درهم، وهو لا يشغل حيزا في المنزل فحجمه يترواح فقط بين الـ(15 إلى 20 سم). الوسادة المنبهة يشير الحوسني إلى اختراعه الثاني ويقول عنه: «إنه عبارة عن «وسادة منبهة» مزودة بطاقة ديناميكية موصلة بالمنبه للاستيقاظ من النوم في التوقيت المحدد، وبدلا من ارتفاع رنين المنبه تهتز الوسادة برفق أسفل رأس النائم، فتوقظه بهدوء بدون توتر أو تنبيه مفاجئ يقض مضجعه ويثير عصبيته في بداية يومه». ثمة حادثة طريفة دفعت الحوسني إلى ابتكار الوسادة، يرويها قائلا: «ذات يوم بتّ في منزل صديق لي، وأزعجني بشدة الرنين المرتفع للمنبه، خاصة وأن صديقي كان مستغرقا في النوم فلم يغلقه على الفور.. ففكرت في إيجاد ساعة أو منبه يوقظ الناس بهدوء، وهكذا كان». الحماية ضد السرقة من ضمن اختراعات الحوسني جهاز يرسل إشارات تحذيرية لأصحاب المنزل وهم خارجه بغرض الحماية من السرقة، يقول الحوسني في توصيفه: «هو جهاز في هيئة هاتف موصل بمسجل ومزود ببعض الأسلاك، يوضع في أعلى باب المسكن الخارجي، وعند محاولة أي شخص فتح الباب بطريقة مشبوهة، يرسل الجهاز إشارة إلى الهاتف المتحرك لصاحب المنزل ويخبره الصوت المسجل على الشريط الموجود في جهاز الهاتف المثبت في الباب بدخول شخص مجهول الهوية إلى المنزل». جهاز شريط الغاز يواصل الحوسني حديثه عن اختراعاته وتصميماته لبعض الأجهزة، ومنها جهاز أطلق عليه اسم «بائع الغاز» يقول عنه: «يتم توصيل شريط داخل جهاز مع أسطوانة الغاز في المطبخ، وعندما يوشك الغاز على النفاد، يتصل الشريط المسجل المركب داخل الجهاز، بمحل بيع الغاز ويزوده بعنوان المنزل، ويطلب منه إرسال أسطوانة غاز جديدة، حتى لا تتوقف عملية الطبخ». مساعدة الصم والبكم خصص الحوسني إحدى ابتكاراته لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث ابتكر جهازا لمساعدة الصم والبكم، يصفه قائلا: «الجهاز مكون من قطعتين الأولى عبارة عن لوحة مزودة بستة أزرار كهربائية، ويشير كل زر إلى صورة ترمز إلى الشرطة والدفاع المدني، وصور للمواد الغذائية والأشياء الضرورية التي يحتاج إليها الصم والبكم، والقطعة الثانية عبارة عن علبة خشبية تزن حوالى 4 كيلو غرامات مزودة بهاتف وجهاز تسجيل». يضيف: «عند الضغط على زر التشغيل، يقوم الهاتف تلقائيا بطلب الشرطة أو الدفاع المدني وتبث الرسالة المطلوب لدى فتح خط الهاتف، ويمكن للصم والبكم تسجيل الطلبات المطلوبة مع عنوان المنزل على الشريط». ابتكارات جديدة إلى جانب تلك الاختراعات التي أنجزها الحوسني، توصل مؤخرا إلى ابتكارات جديد، يشير إليها قائلا: «ثمة طريقة تقوم من خلالها ربة البيت بتغيير المصابيح الكهربائية المحروقة بسهولة، وهي في حال وقوفها على الأرض، دون الحاجة إلى تسلق السلالم والمخاطرة» ويضيف: «أعمل حاليا على اختراع يتعلق بمضخة تقوم برفع الماء إلى الأدوار العليا دونما الحاجة إلى أي مولدات كهربائية أو غيرها من وسائل الرفع الحديثة. تعتمد على خزانين يعملان بنظام الضغط الأوتوماتيكي دون الحاجة إلى بترول أو كهرباء أو غيرهما من مصادر الطاقة. ولقد أنهيت حوالى 90% منه، والآن أنا بصدد عمل نموذج مصغر لهذين الخزانين لسحب الماء من عمق عشرة أمتار ورفعها إلى مبنى بارتفاع طابقين، ولكن عند التطبيق العملي من الممكن أن يسحب الماء من عمق 40 مترا ويدفعها إلى أعلى مبنى بارتفاع عشرة طوابق». مزايا عديدة واتت الحوسني فكرة ابتكاره للمضخة منذ زمن بعيد، يقول في ذلك: «منذ حوالى 14 عاما كنت في إحدى المستشفيات مع الأهل وانقطعت الكهرباء، ولم نجد أي ماء داخل المستشفى، حتى في دورة المياه، مرت ساعات طويلة قبل عودة الكهرباء، لذلك أخذت أفكر في حل لهذه المشكلة إلى أن توصلت إليه، إنما عدم استقرار أحوالي المادية، جعل الابتكار يأخذ وقتا أطول مما يحتاج حتى خرج إلى النور». ويحدد الحوسني مزايا ابتكاره للمضخة، وهي: - يصلح استخدام المضخة داخل المدينة وخارجها. - لاحاجة لوضعها في أماكن مرتفعة بأعلى البنايات، ومن خلال وجود تلك الخزانات على الأرض، يمكن للماء أن يصعد إلى الأدوار العليا بكل سهولة بمجرد فتح الصنبور. - المضخة صديقة للبيئة ولا ينجم عنها أي ملوثات، كما يمكن اخفاؤها في باطن الصحراء لحمايتها من الشمس وعوامل التعرية. 4- يمكن أن تمتد فائدتها إلى خارج الوطن، خاصة في الدول الفقيرة التي تعتمد على مياه الآبار، وليست لديها مصادر للطاقة. مرحلة إبداع وإنجاز يشير الحوسني إلى أنه لديه من القدرة والأفكار ما يمكنه من عمل ابتكار جديد كل شهر، شريطة وجود دعم مادي حتى يتسنى تحويل ما لديه من أفكار إلى حقائق ملموسة يمكن رؤيتها على أرض الواقع. يقول في ذلك: «أتاحت لي فترة التقاعد مزيدا من الوقت للقراءة والابتكار والإنجاز، وهذا ما يجعل من حياتي مرحلة إبداع وإنتاج وليست خمولا وكسلا». وأعرب الحوسني عن رغبته في وجود هيئة أو جهة حكومية معينة، تتولى الأفكار الجديدة بالاهتمام والرعاية، وترصد لها دعما ماديا يساعد أصحاب الأفكار والابتكارات على تنفيذ ما لديهم منها. وهو ما سيعود على الوطن بالنفع الكثير، إضافة لتشجيع الكثيرين على الخوض في مجال العلوم والأفكار باعتبار الأخيرين يمثلان الأساس عمليات التقدم التي تشهدها المجتمعات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©