بعد أن أعلن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 18 يوليو سنة 1971، كان الهم الأكبر والشغل الشاغل للشيخ زايد، طيب الله ثراه، دعم هذا الاتحاد بكل ما أوتي من قوة وتوطيد أركانه. وبما أتاه الله من فطنة وحكمة ارتأى وأخوه، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أن تكون الخطوة التالية والتي لا بد من اتخاذها هي توحيد القوات المسلحة، وأن تكون تحت قيادة واحدة وعلم واحد. ولم تأت هذه الخطة مصادفة بل كانت نتيجة لبعد نظر لقادة سخرهم الله في ذلك الوقت لبناء صرح الاتحاد لبنة لبنة، ليبقى متماسكاً شامخاً تحميه سواعد أبنائه من كل الأخطار والنواجز.
وفي السادس من مايو 1976، جاءت تلك الخطوة المباركة لتوحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة معلنة عن دخول مرحلة جديدة من البناء، وحماية لصرح الاتحاد، والحفاظ على منجزات الدولة السياسية والاقتصادية وحماية لحدود الوطن البرية منها والبحرية من عبث العابثين وطمع الطامعين والحفاظ على أمنه واستقراره. وتأسست المرحلة الأولى من القوات المسلحة بقيام قوة ساحل الإمارات المتصالحة وأطلق عليها قوة ساحل عمان، وكانت تتكون من خمس سرايا مشاة وسرية إسناد وسرية لاسلكي وسرية تدريب وسرية المشاغل والسرية الطبية والموسيقى العسكرية ومدرسة تعليم الصغار.
حظيت القوات المسلحة باهتمام القادة منذ التأسيس وحتى يومنا هذا على أعلى درجات الدعم من حيث طبيعة التنظيم، والتسليح، والتدريب بغية زيادة قدراتها، وتطويرها لمواكبة التطور التكنولوجي والتقدم العلمي. كما حظيت القوات المسلحة الإماراتية بعد رحيل المؤسس بمتابعة ودعم من القيادة الرشيدة للدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
أسست القوات المسلحة الإماراتية من أجل تحقيق هدف استراتيجي مهم، وهو تكوين قوة رادعة مجهزة بأحدث المعدات والأنظمة العسكرية وتقنياتها، وبآليات وخطط دفاعية تتكامل مع منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي والمنطقة العربية، وتتوافق مع ما يواجه الأمة من تحديات.
محمد غنام
عدد اليوم
