الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سكة حديد مصر في متحف يؤرخ مراحل إنشائها

سكة حديد مصر في متحف يؤرخ مراحل إنشائها
31 أكتوبر 2009 23:43
من القاهرة إلى الإسكندرية، تتوالى مبان شاهقة وأخرى تاريخية وأكواخ وأرصفة من محطة إلى أخرى، على سكة حديد عمرها اليوم 158 سنة، تدور دواليب القطار الفرنسي ويتبعه الإسباني، فتتداخل السكة مع مظاهر عيش الناس، أكواخ تترامى تعلن وجه الفقر المدقع حيث تكدس قناني العصائر الزجاجية والتنك، التي يجمعها الصغار، وهنا مبانٍ تشمخ بحداثتها وفخامتها وهنالك تاريخ يعبر فيه راكب القطار من مرحلة إلى أخرى. من القاهرة إلى الإسكندرية، زمن يقترب إلى المائتي عام، جمع نماذجها وبواقيها متحف سكة الحديد في القاهرة الكائن إلى جانب محطة رمسيس، وهي المحطة التي ترتدي دائماً اسم منطقتها، إذ سارع الناس إلى تسميتها بمحطة رمسيس بعد انتقال تمثال الفرعون رمسيس الثاني إلى تلك الناحية واسمها الرسمي باب الحديد. ولا تزال هذه التسمية متعارفاً عليها على الرغم من نقل التمثال إلى باحة المتحف القومي القريب إلى ميدان التحرير في وسط العاصمة. أنشأت المتحف الهيئة القومية لسكك حديد مصر على عهد الملك فؤاد الأول عام 1933، وفيه قصة القطار العالمية، من القاطرة التي تعمل على الفحم، إلى تلك البخارية، وصولاً إلى تلك العاملة على الديزل. وفي المتحف أول قطار دخل مصر يعمل على الديزل، وهو قطار الخديوي إسماعيل في عام 1859، أي بعد إنشاء سكة القاهرة - الإسكندرية بثمانية سنوات، تخللها توالي إنشاء خطوط أخرى داخلية وخارجية ربطت مصر بتركيا ودول الشام وبغداد والحجاز. ويلي قطار الخديوي إسماعيل، قطار الخديوي سعيد باشا الذي أهدته له فرنسا عام 1862، ورقمه 1295. وهو عبارة عن قاطرة وصالون فخم ملحق به، وقد بقي حكام مصر يستخدمونه في التنقل بين مصيفي المنتزه ورأس التين في الإسكندرية حتى عام 1898. تعمل هذه القاطرة على الفحم ولا تزال سليمة تماماً وبالوسع تشغيلها، لكنها تركن في المتحف شاهدة على تاريخ سكك الحديد في مصر. أما قاطرة الخديوي إسماعيل التي صنعت في نهاية خمسينيات القرن التاسع عشر وظلت تستخدم لغاية عام 1929، فتضم ست عربات صنعتها عدة دول، عربتها الأولى لضباط الحراسة وتقع خلف القاطرة مباشرة، تليها عربة الأميرات فعربة الخديوي التي بنيت في الولايات المتحدة الأميركية عام 1858، وتحتوي على مقصورة لتحية الجماهير وعربتين للعائلة المالكة تليهما عربة للوزراء. كان من المفترض أن تكون سكة حديد مصر أقدم لو أن محمد علي باشا الذي وقع على عقد إنشاء خط حديدي يبدأ من سراي القبة وينتهي عند السويس، في عام 1934، أكمل المشروع، فهو أوقف المشروع على الرغم من وصول المعدات والقاطرات إلى ميناء الإسكندرية تخوفا من خطر زيادة النفوذ الأجنبي بعد العرض الفرنسي حينها لحفر قناة السويس. وهكذا، ركنت الفكرة على الرف حتى عام 1851 حين وقع الخديوي عباس على عقد في 12 يوليو مع روبرت ستيفنسن، نجل مخترع القاطرة الحديدية جورج ستيفنسن. وكانت قيمة العقد لإنشاء الخط الحديدي بين القاهرة والإسكندرية بطول 209 كيلومترات ، 56 ألف جنيه استرليني اتفق على تقسيمها إلى عدة دفعات. من خط حديد طوله 209 كيلومترات، توالت الخطوط لتصل اليوم إلى شبكة من السكك الحديدية في مصر يصل طولها إلى 9400 كيلومتراً. من القاهرة إلى الإسكندرية، رحلة عبر التاريخ، ترصد مراحل لملوكية وإمارات وخديوية فجمهورية، قامت على حضارة فرعونية أذهلت العالم بأسرارها في بحثها عن الخلود.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©