الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله العثمان: «ازدحام» في كتب تطوير الذات وأسعار الدورات التدريبية مبالغ فيها

عبدالله العثمان: «ازدحام» في كتب تطوير الذات وأسعار الدورات التدريبية مبالغ فيها
31 أكتوبر 2009 23:52
انتشرت في الآونة الأخيرة كتب تحث على الجلد والصبر في الحياة، وتطور المدارك وتصقل المهارات، وأصبحت الأكثر مبيعا في العالم، وانتشرت المراكز بإدارة أشخاص يقدمون جرعا ضد اليأس والقنوط وعلاجات التوتر والقلق الناتج عن سرعة الحياة وغيرها التي تندرج كلها تحت مسميات تهدف للكشف عن طاقات الإنسان، ومحاولة تزويده بأقصاها ليتخطى مصاعب الحياة ويطفو فوق كل العراقيل، لينعم بخير الدنيا والآخرة. ويعتبر تطوير الذات في نظر البعض منهجاً وأسلوباً يعمل على تنمية واكتساب أي مهارة أو معلومة أو سلوك تجعل الإنسان يشعر بالرضا والسلام الداخلي، وتعينه على التركيز على أهدافه في الحياة وتحقيقها وتعدّه وتجهزه للتعامل مع أي عائق يمنعه من ذلك، فمثلا إن أسمى أهداف الإنسان المسلم وغاياته هو الوصول إلى الجنة، ولابد أن يصرف حياته كلها في سبيل هذا الهدف، ولذا فمن المفترض أن يكون هذا الهدف أول الأوليات، وأن تقاس به باقي أهداف الإنسان من حيث أهميتها، فالسعي لتحصيل المال لابد أن يتماشى مع هذه الغاية، وكذلك الأمر بالنسبة لأي هدف دنيوي آخر، غير جمع المال. انتشرت الكتب وعرفت الساحة ازدحاما من المطورين، وبات التساؤل ضروريا عن المؤهل لإعطاء تدريبات تطوير الذات للناس وعن غيره من اتخذ ذلك وسيلة للعيش؟ حول هذا الموضوع يتحدث عبد الله العثمان، مدرب ومؤلف كتب في إطار التنمية البشرية وتطوير الذات: تساؤل يدور في عقلي، وتساؤلات سألني إياها العديد من المهتمين بتنمية الذات، وهو من ستكون له الريادة في عالم تنمية الذات؟.. ومتابعة لمقالة «أنا مهتم بتنمية الذات ماذا أفعل؟».. ذكرنا أن هذا المصطلح مستحدث وليس له علم محدد، ولا نستطيع أن نحصر تنمية الذات في مجالات محددة فهي تحتاج لدراسة متعمقة، ولكن في هذه المقالة سأتحدث عن عدة مجالات وما هي مجالات الريادة بها في المستقبل. المجال الدراسي الريادة في المجال الدراسي لمن يفكر بفتح جامعة متخصصة في علم النفس، وفي علوم تنمية الذات وتكون بناء على أحدث العلوم وآخر التطورات، وتكون مقدمة للمجالات التي سأذكرها لاحقاً. مجال الإرشاد النفسي لمن يريد أن يكون مستشاراً ومرشداً نفسياً، عليه أن يطور دائماً من مهاراته وأساليبه، وظهر مؤخرا مسمى في هذا المجال وهو «مدرب الحياة» life coaching، وهو إنسان يدربك شخصياً، ويعتبر مصطلح مستحدث عن الاستشاري النفساني الذي تجلس معه وتفصح له عن مكنونك بالساعات، فهو يدربك لمساعدتك على الخروج من مشكلتك، فالمدارس القديمة في علم النفس لها أصولها، ولكن الريادة لمن يطورها ويضيف عليها، بحيث يساعد المسترشد على الخروج من مشكلته بوقت أقصر، ويجعله يعتمد على ذاته وليس على المرشد. مجال الإرشاد الأسري ربما يظن الشخص أنَّ الإرشاد الأسري مترابط مع الإرشاد النفسي، ولكن كلاً منهما مختلف عن الآخر، يقول الدكتور حمود القشعان (متخصص في المجال الأسري): «عملت سنوات مع المراهقين والسجناء، فوجدت أن سبب مشكلتهم الرئيسية هي الأسرة فتخصصت بالمجال الأسري»، أي أنَّ مجال الإرشاد الأسري يختص بالمشكلات الزوجية ومشكلات الأبناء، والريادة في هذا المجال لمن يضيف الجديد عليه كالتأليف أو التدريب فيه، فمثلاً مؤلفة كتاب المربية المثالية super nany، عملت برنامجاً تلفزيونياً وألفت في هذا المجال، فهي أضافت الجديد، كذلك الريادة لمن يطلق مشاريع مثل مشروع «كف عن إيذائي» لوقف الأذى عن الأطفال في الإمارات، يعتبر من المشاريع التي تختص في هذا المجال ولمساعدة الإيقاف من إيذاء الأطفال. العلاج البديل هناك مراكز تقدم العلاج النفسي للأمراض وهنا يحدث خلط كثير بين مراكز متنوعة فنجد مصداقية في بعضها ولا نجد الفائدة من الأخرى، ومن يحل في المرتبة الأولى في هذا المجال هو ذلك الذي يسعى لرسم مصداقيته، والأخصائيون الاجتماعيون (في المجالات المتنوعة) سواء في المدارس أو في السجون يستطيعون المساهمة في رقي المدرسة أو المؤسسة التي ينتمون إليها، ولكن للأسف في أغلب مدارسنا يعتبر الأخصائي مهدئاً للنزاعات بين الطلبة، أو مستقبلاً لأولياء الأمور، وليس هناك مشروع جدي لتفعيل دورهم، أو لتزويدهم بالعلوم الضرورية. التأليف بالنسبة للكتب التي تنتشر في هذا الإطار يمكن القول إنَّ هناك إقبالاً كبيراً من الناس على كتب التطوير الذاتي، فالناس متعطشون لما يفيدهم في أسرهم وما يساعدهم على تغيير ذواتهم سعياً للأفضل، الناس متحمسون للجديد وما يفيد ويطور الذات، والريادة في هذا المجال لمن يبسط المعلومات المفيدة، ولمن ينقلها بصورة إبداعية جذابة، وكذلك لمن يأتي بالعلوم الجديدة والعميقة والأفكار الجديدة. التدريب أما في ما يخص التدريب، فقد أصبح هناك تشبع من الدورات التدريبية في السوق، والذكي من يأتي بالعلوم الجديدة والعملية والمفيدة، وكذلك من يتخصص في مجال معين ويبدع فيه، ثمة أمر أساسي في هذا الإطار، وهو أن يُصار إلى ابتكار خدمات في تطوير الذات، كخدمات تحليل الشخصية أو مدرب الحياة وغيرها، كذلك ثمة لا يقل أهمية وهو مراجعة الأسعار المبالغ فيها بالدورات التدريبية وبخاصة الموجهة للعامة. المراكز الشبابية للأسف أغلب المراكز الشبابية تسعى لأن تملأ وقت الفراغ لمنتسبيها بالأنشطة، التي لا يكون هناك هدف من ورائها، أو منهجية تنظمها، فمن يضع له منهجية سيكون في المقدمة، كذلك من يتخصص في مجال مثل مركز الرواد لتدريب الشباب على القيادة، من الضروري أن يكون هناك مركز للتدريب على الذات، ومركز لتدريب الموهوبين. المجالات التطوعية وذوي الاحتياجات الخاصة هناك مجالات أخرى لست متخصصاً بها، وهي الجهات التطوعية وبعضها الخيرية، لكنني أرى أنَّه إذا توافر لها التطوير الإداري والذاتي فإن ذلك سيساهم في نجاحها أكثر، مثلاً تجربة لجنة التعريف بالإسلام رائدة ابتدأها الدكتور صلاح الراشد على أساس إداري صحيح، ووضع لها خطة وحافظ على تركيزها في التعريف بالإسلام، ولم تخرج أنشطة اللجنة عن أهدافها الرئيسية، أما بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فالريادة فيها للمصداقية واستخراج الطاقات من هذه الفئة، وتفعيلها في المجتمع وليس رعايتها، واستجلاب أحدث التجارب في هذا المجال لتطبيقها، والأمر الأخير هو حملات توعوية في هذا المجال للتيسير لهم واندماجهم مع المجتمع. إنَّ ما تحدثت عنه في المقدمات لا يحصر المجالات كلَّها، فهي تحتاج لدراسة شاملة، ولكنه اجتهاد فردي لرصد الواقع واستشراف المستقبل، في إطار تنمية الذات علَّها تفيد من هو مهتم بهذا المجال ليصحح المسار لخدمة بلداننا وأوطاننا، وقبل ذلك ذواتنا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©