السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوات الأفغانية توقِف تقدم «طالبان»

31 يوليو 2016 23:05
عندما زار الرئيس الأفغاني «أشرف غني» مدينة قندوز عاصمة الإقليم الشمالي الذي يحمل نفس الاسم، في الخريف الماضي، بعد استرداد المدينة بشكل نهائي من أيدي مقاتلي «طالبان»، بعد أن استولوا عليها في تاريخ سابق، وعد بإدخال تحسينات للتأكد من أن الأمور لن تخرج من أيدي الحكومة مرة ثانية. ومن بين التغييرات التي وعد بها الرئيس الأفغاني إنشاء ثلاث مناطق إدارية جديدة، للمساعدة على تحسين الدعم الحكومي في الإقليم. ولكن بعد مرور ثمانية أشهر تقريباً ما زالت هذه المناطق تحت سيطرة «طالبان». والحقيقة أن الحكومة لم تكن قادرة على إجلاء عناصر «طالبان»، وتعيين مسؤولين جدد في تلك المناطق. وهذه القصة تكررت في الجزء الباقي من إقليم قندوز حيث سيطر «طالبان»، أو زرع الألغام على جنبات العديد من الطرق، وفرض حظراً من جانبه على التدخين، والاستماع إلى الموسيقى في عدة مناطق. ويقول القائد الإقليمي للشرطة الجنرال «قاسم جنجالباغ» في مقابلة أجريت معه في مدينة قندوز يوم الأربعاء الماضي إن: «المبنى الإداري للمنطقة ليس معنا ولا مع طالبان... فقد زرعنا ألغاماً، وزرعوا هم ألغاماً، ولذلك يمكنك القول إن الأمر بيننا وبينهم سجال من هذه الناحية». والموقف في الإقليم الشمالي، يشي بصراع أوسع نطاقاً تخوضه قوات الأمن الأفغانية هذا العام، حيث ينتظر أن تتعرض تلك القوات لهجمات من «طالبان» خلال الشهور المقبلة. ورغم أن أداء القوات الرسمية في الدفاع عن المنطقة كان أفضل هذا العام من عام 2015 الكارثي، فقد بدت أحياناً غير قادرة على صد المتمردين، الذين حققوا مكاسب في قتالهم ضد القوات النظامية. وفي جنوبيّ أفغانستان، نجد أن عدة مناطق في إقليمي هلمند وأوروزجان، إما أنها ما زالت تحت سيطرة «طالبان»، وإما أنها جرى قطع الطرق عنها من طرف المتمردين، في حين تمكنت القوات الحكومية بصعوبة من التشبث بالمباني الإدارية. وتوسيع الصلاحيات الأميركية في توجيه ضربات جوية لم يخفف أيضاً مخاوف المسؤولين المحليين، في عام تزايدت فيه الخسائر المدنية وخسائر قوات الأمن الأفغانية، ووصلت إلى أرقام قياسية. وقد أعرب «عبد الكريم خادم زاي»، رئيس المجلس الإقليمي في أوروزجان عن قلقه من احتمال خروج الموقف الأمني عن نطاق السيطرة وقال في هذا السياق: «إن الطرق المؤدية إلى معظم المناطق مقطوعة من طرف طالبان، حيث لم تعد الحكومة تسيطر إلا بشكل اسمي، على مراكز تلك المناطق». وكذلك يقول «أنار جول»، قائد الشرطة المحلي في «خاس أوروزجان»: «ليس هناك ما نأكله أو نشربه... رجالنا يظلون في الخنادق لمدة 14 شهراً وهم يشعرون بالحنين إلى بلداتهم وعائلاتهم، ولم يحصلوا على يوم واحد عطلة، أو يوم راحة من الخطر». وفي هلمند، يقول المسؤولون إن الحكومة لم تتمكن من استعادة المناطق التي فقدتها العام الماضي، رغم أن الضربات الجوية حالت بين «طالبان» وبين تحقيق المزيد من التقدم. وتختلف التقديرات حول مساحة الأراضي الأفغانية التي يسيطر عليها المتمردون، أو يشكلون تهديداً لها هذا الصيف. ويقول البريجادير جنرال تشارلز كليفلاند، المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان إنه «اعتبارا من مايو تفيد تقديراتنا بأن 9 مناطق تقريباً واقعة تحت سيطرة المتمردين، وأن 27 منطقة أخرى واقعة تحت مستوى ما من نفوذهم»! وبدوره قال «صديق صديقي»، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، إن القوات الحكومية ليست لها سيطرة على 9 مناطق، وإنها تواجه تهديداً من قبل المتمردين في مناطق أخرى يتراوح عددها ما بين 40 و45 تخطط قواته لصد الهجمات التي تقع عليها. وكان «طالبان» قد شن هجوماً آخر حول مدينة قندوز خلال الربيع الماضي. وفي حين يقول المسؤولون إن التغييرات التي أُجريت في سلسلة القيادة، وتحسن مستوى الانضباط، قد ساعدت على صد الهجوم، فإنهم سرعان ما تداركوا ذلك بالقول إن الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة كانت هي العامل الأكثر أهمية في ذلك. وقبل أسابيع فقط من إبطاء وتيرة سحب القوات الأميركية من أفغانستان، منح الرئيس أوباما قائده هنا، صلاحيات أوسع لاستخدام القوة، وهو ما يعني جوهرياً الزج بالقوات الأميركية بشكل أعمق في حرب لا تشكل «طالبان» فيها عدو الحكومة الوحيد. ومعظم هذه الصلاحيات الموسعة تشمل منح القائد حرية أكبر في استخدام الضربات الجوية من أجل مساعدة القوات الأفغانية. وعن ذلك يقول الجنرال «جون دبليو نيكلسون» قائد القوات الأميركية وقوات «الناتو» في إيجاز حديث له: «باعتباري قائداً وأعمل على نحو وثيق مع رفاقي الأفغان كل يوم، فإن ذلك يحقق فارقاً كبيراً، حيث تمكنهم تلك الضربات من المحافظة على زمام المبادرة ضد العدو» ويضيف نيكلسون أن: «ما كان يحدث من قبل، هو أننا كنا نحول دون وقوع الهزيمة، أما الآن فنحن قادرون على مساعدتهم على الاستمرار في الإمساك بزمام المبادرة في القتال». *محرران للشؤون الخارجية في «نيويورك تايمز» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©