الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المصاعب الاقتصادية تفصل سيدني إلى شطرين

المصاعب الاقتصادية تفصل سيدني إلى شطرين
21 أغسطس 2008 23:20
هذه قصة مدينتين، فهناك سيدني المزدهرة ذات الشاطئ الخلاب الذي ترصعه المقاهي والمطاعم الراقية والمنازل والشقق التي تصل قيمتها الى ملايين الدولارات· وهناك أيضا سيدني الأخرى وهذه لا وجود لها على مطبوعات الترويج السياحي وهي تمتد غربا ويقطنها القسم الأكبر من سكان المدينة البالغ عددهم ستة ملايين نسمة يعانون من تداعيات أزمة الائتمان العالمي وارتفاع الفائدة لأعلى مستوى في 12 عاما عند 7,25 بالمئة ومن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بينما تتراجع أسعار بيوتهم· ومثلما هو الحال في باقي أنحاء أستراليا التي نعمت بنمو اقتصادي مستمر طوال 17 عاما متصلا وطفرة في المساكن في الأعوام الأخيرة فإن سيدني تشهد الآن اقتصادا يمضي بسرعتين متفاوتتين ويبدو أن الهوة بين الفائزين والخاسرين في هذا الاقتصاد آخذة في الاتساع· وأظهر مسح أجرته مؤسسة فوجيتسو كونسلتنج مع ويزارد لقروض المساكن مؤخرا أنه بنهاية عام 2008 سيعاني عدد يقدر بنحو مليون أسرة أسترالية من مشاكل تتعلق بالرهن العقاري وأنه سيتعين عليها دفع 30 بالمئة أو أكثر من دخلها لسداد اقساط الرهن العقاري· ويعاني مئات الألاف من أصحاب المساكن من مشاكل حادة تتعلق بالرهن العقاري ولا يستطيعون الوفاء بالأقساط في الموعد المحدد· ويقول مارك بوريس رئيس مجلس إدارة ويزارد لقروض المساكن: ''المؤسف أنه بحلول عيد الميلاد نتوقع أن يعاني مليون أسترالي من متاعب بسبب الرهن العقاري··وهذا عدد هائل من الناس الذين قد يواجهون شبح فقد منازلهم ما لم يكن هناك حل جذري''· وتقول دراسة أجرتها جامعة نيو ساوث ويلز عن سيدني أكبر مدن أستراليا: إن متوسط القسط الشهري للرهن العقاري في المدينة زاد أكثر من 40 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية· وذكرت الدراسة أن أصحاب المساكن في الضواحي الغربية مثل كانتربري وبانكستاون واوبرن يدفعون أكثر من 40 بالمئة من دخلهم لسداد أقساط الرهن العقاري، في الوقت نفسه زاد دخل قاطني الأحياء الشرقية والشمالية الأكثر ثراء بما يضمن سداد الأقساط الأعلى للرهونات· وقالت الدراسة التي أعدها مركز أبحاث سيتي فيوتشرز في الجامعة بعنوان ''مدينتنا المتغيرة'': ازدادت سيدني ثراء في أول خمس سنوات من القرن الجديد ولكن الثروة الجديدة لم تتوزع بشكل عادل على الاطلاق· وتزداد حالات سحب المساكن من أصحابها لعدم قدرتهم على سداد الأقساط وحالات افلاس الافراد في غرب سيدني وفي حين يعرض بعض الملاك بيوتهم للبيع فإن تراجع أسعار المساكن يتركهم مثقلين بديون هائلة للبنوك· وفي حين قد يعاني سكان الأحياء الموسرة بشرق وشمال سيدني والمناطق الغربية الداخلية منها من مستويات عالية للرهن العقاري قد تصل الى عدة ملايين من الدولارات فإن مساكنهم تحتفظ بقيمتها على النقيض من بعض الأحياء الغربية التي هبطت فيها أسعار المساكن ما بين 20 و 50 بالمئة· وتقول مؤسسة أستراليا بروبرتي مونيتورز إن أسعار المساكن في سيدني انخفضت 2,1 بالمئة في الربع الثاني من هذا العام في أكبر انخفاض منذ عام 2004 وستشهد انخفاضا سنويا بنسبة 8,4 بالمئة· وفي يونيو الماضي كان متوسط سعر المنزل في سيدني يبلغ رسميا 542 ألف دولار أسترالي (471 ألف دولار أميركي) ولكن هذا الرقم لا يمكن أن يشتري أي منزل قرب حي بونجي الراقي في شرق العاصمة حيث يزيد السعر المبدئي للمنزل عن مليون دولار أسترالي·
المصدر: سيدني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©