الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تحويل الروايات إلى أفلام .. هل يضمن نجاحها ؟!

تحويل الروايات إلى أفلام .. هل يضمن نجاحها ؟!
25 يناير 2016 15:51

تتباين انطباعات الكتاب والنقاد بشأن تحويل الروايات الأدبية إلى أفلام سينمائية، فبعضهم يرى أن ذلك يشوه ويقلل من قيمة النص، وآخرون يرونه خدمة جليلة للعمل الأدبي وإبرازاً للكاتب.

وبدأت تلك الظاهرة في خمسينات القرن الماضي، وشهد الكثير من الأفلام نجاحاً لافتاً، خاصة تلك المقتبسة من روايات نجيب محفوظ، وطه حسين، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي وغيرهم.

وخبت الظاهرة تدريجياً بمرور الزمن، حتى عادت السينما بفيلم «الكيت كات»للمخرج داود عبدالسيد، المقتبس عن رواية إبراهيم أصلان «مالك الحزين»، ومنذ ظهر هذا الفيلم عام 1991، لم تُنقل أية رواية إلى عمل سينمائي، حتى عام 2006م، عندما عرض فيلم «عمارة يعقوبيان» المقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتب علاء الأسواني.

وفي العام الماضي عُرض فيلم «الفيل الأزرق»الذي حقق أكثر من 31 مليون جنيه إيرادات، وهو الفيلم المقتبس من رواية بالاسم نفسه للكاتب الروائي أحمد مراد.

وترى الروائية والقاصة منصورة عز الدين، أن هناك أفلاماً تحيي الروايات وتعيد التذكير بها وتسهم في انتشارها، وأفلام أخرى تشوه العمل الأصلي وتسيء إليه. وقالت: «بشكل عام أميل لاعتبار أن الفيلم المأخوذ عن رواية ما،عمل منفصل عنها يخص كاتب السيناريو أكثر مما يخص الكاتب الأصلي، لكن حتى في ظل هذا التصور، أجدني متحفظة عند التفكير في احتمالية تحويل رواية أو قصة لي إلى فيلم».

واعتبر الكاتب محمد عبد النبي أن تحويل العمل الأدبي إلى أي وسيط آخر، ومنها السينما، لا ينقص منه ولا يضيف إليه، بل يبقي العمل كما هو من ناحية القيمة الفنية الخالصة، لكنه قد يلفت إليه الانتباه ويرفع من درجة انتشاره وفي حالات نادرة قد يمنحه بعداً تأويلياً خارجياً جديداً، أقرب إلى قراءة نقدية جمالية أو إعادة إنتاج من خلال وسيط آخر ووعي شخص آخر.

وأضاف:«مسرحيات شكسبير في الكتب شيء، وفي كل إعادة إنتاج مسرحي أو سينمائي لها تكون شيئاً آخر تماماً، تكتسب حياة جديدة، صحيح، لكنها تبقى روافد وفروع من النبع والأصل، هكذا الأمر مع «فتوات» و«حرافيش» نجيب محفوظ على الشاشة وفي سطور أعماله».

وقال الكاتب الروائي وجدي الكومي:«في بعض الأحيان أشعر أن الأعمال المكتوبة مباشرة للسينما قد تتفوق فيها الصنعة والحرفة اللازمتين لكتابة السيناريو، النص المكتوب للأدب أصدق فنياً من السيناريو المكتوب للسينما، وهذا الرأي قد يرفضه بعض السينمائيين وكتّاب السيناريو».

وأضاف: «تضيف السينما للنصوص الأدبية بعداً ترويجياً مطلوباً، ومن الأفضل أن نروج للأدب الجيد بكل تأكيد، فضلاً عن مكافأة الروائي أو الكاتب الذي يقضي طيلة عمره محنياً على مكتب، دون أن يلقي تقديراً أدبياً من جماهير أخرى غير جماهير قراء الأدب».

وفي رأي مغاير نوعاً ما قال الكاتب الروائي أحمد شوقي: «أعتقد أن دور الروائي ينتهي بطباعة نصه، فالإبداع السينمائي عمل متكامل يقوم على الجماعة بعكس الأدب المعتمد على الفرد، وعليه فبمجرد تحول النص المكتوب إلى سينما صار عملاً مختلفاً وقائماً بذاته، تقع مسووليته على صناعه الجدد وليس على الرواية.

واعتبر أنه من غير الإنصاف عقد أية مقارنات بين النص المكتوب والنص السينمائي، أو المفاضلة بينهما، بل هما عملان متمايزان جداً، من وجهة نظره.

وتابع قائلاً: «المستفيد الوحيد سواء كان الفيلم جيداً أم ضعيفاً، هو الرواية، والتي تتأثر حجم مبيعاتها جداً بشكل إيجابي، والدليل ما حدث مع روايات «مالك الحزين» و«عمارة يعقوبيان» و«الفيل الأزرق» في مصر، وعالمياً مع روايات ستيج لارسون «سلسلة الألفية»، و«ألعاب الجوع» لسوزان كولينز، فروايات لارسون أفضل بكثير من الأفلام المأخوذة عنها جميعها، وبالرغم من ذلك لم تتأثر الرواية، وعلى العكس أفلام «ألعاب الجوع»حققت نجاحاً رائعاً في حين لم تتأثر الرواية، بل ازدهرت المبيعات في كلتا الحالتين».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©