الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا... هجمات مكثفة على قوات المعارضة

سوريا... هجمات مكثفة على قوات المعارضة
9 ابريل 2013 23:10
باربارا سرك بيروت بعد أسابيع حقق فيها مقاتلو المعارضة السورية مكاسب في الجنوب، شنت قوات الجيش السوري النظامي هجوماً مضاداً يوم الأحد الماضي، اشتمل على ضربات جوية واسعة النطاق، وعملية عسكرية، تمكن بموجبها، من استعادة قرية شمالية تقع على طريق استراتيجي مهم. ولقى 20 شخصاً على الأقل مصرعهم بسبب الضربات الجوية العنيفة التي استهدفت الثوار الذين يحاولون إسقاط النظام في سبع مدن ومناطق من مناطق سوريا على الأقل. ودعا جيش النظام مقاتلي المعارضة لتسليم أسلحتهم، وحذر عبر رسائل نصية هاتفية هؤلاء المقاتلين بأن جنوده «قادمون للنيل منهم». وقال التلفزيون الرسمي إن هدف الهجوم المضاد الذي قامت قوات الجيش النظامي بشنه هو إرسال رسالة للمعارضة ولداعميها الغربيين مفادها أن قوات النظام قادرة وراغبة في محاربة مقاتليها، الذين يتحسن مستوى ونوعية تسليحهم باطراد، على عدة جبهات. أما في الشمال، معقل المعارضة الرئيسي، فقد ظلت قوات الجيش النظامي، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، تقتطع ببطء من مكاسب المتمردين، التي كانوا قد حققوها من قبل حول مدينة حلب المركز التجاري الرئيسي للبلاد. وقامت طائرات النظام النفاثة ومدفعيته بدك الأحياء المحتلة من قبل مقاتلي المعارضة داخل المدينة، ما بث الرعب وسط سكانها. بحسب ناشطين، استردت قوات النظام يوم السبت الماضي قرية «عزيزة» الواقعة على طريق استراتيجي يربط حلب بمطارها الدولي وقواعدها العسكرية من قوات المعارضة، التي ظلت تسعى جاهدة لشهور في الاستيلاء عليها نظراً لما تنطوي عليها من أهمية وخاصة مطار حلب، الذي يمكن قوات المعارضة في حالة الاستيلاء عليه من استقبال رحلات جوية تحمل مساعدات لها. يعلق «سامي عبد الرحمن» مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن على تلك الأنباء بقوله «إنها لنكسة لقوات المعارضة، لأن القرية تمثل نقطة استراتيجية يستطيع الجيش النظامي منها قصف مواقعها المتناثرة في المناطق المحيطة». وكانت قوات المعارضة قد تمكنت على مدار العام الماضي من زيادة مساحات الأراضي التي تسيطر عليها في المحافظات الشمالية الشرقية، بما في ذلك إدلب وحلب، على امتداد خط الحدود مع تركيا. في شهر فبراير الماضي، مدت تلك القوات نطاق سيطرتها إلى محافظة الرقة في الشمال الشرقي من البلاد، وسيطرت على ثاني أكبر سد هيدروليكي على نهر الفرات. وفي الشهر الماضي، تمكنت تلك القوات من احتلال عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه (الرقة)، وهي أول مدينة تسقط بالكامل تحت سيطرة المتمردين في الصراع المستمر منذ عامين في سوريا بلا هوادة. وقد استهدفت ضربات طائرات النظام يوم الأحد الماضي مدينة حلب، ومدينتي حمص وحماة الواقعتين في المنطقة الوسطى من البلاد، ومدينة إدلب الواقعة في الشمال بالقرب من الحدود التركية. كما استهدفت الضربات أيضاً مدينة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط، ومحافظة دير الزور الشرقية، وضواحي العاصمة دمشق. ونشر نشطاء ضد النظام في حلب مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت، تظهر الأوضاع في حي السكري أحد أحياء المدينة عقب غارة الأحد. وأظهرت الصور عشرات من السكان، وهم يقفون على أكوام من الركام أمام صف من المباني السكنية وينظرون إلى واجهة منزل تعرض للتدمير عندما ارتطم به صاروخ. وفي مقطع آخر، يظهر بعض الرجال وهم يساعدون امرأة على الهبوط من شرفة في الطابق الثاني في مبنى سقط جزء منه بعد أن اخترقته قذيفة صاروخية. وتطابقت المقاطع مع التقارير التي نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» من المنطقة. وحسب التلفزيون الرسمي السوري، فإن الهدف الأساسي من الضربات الجوية هو «استعادة المناطق التي احتلها المتمردون» والمتمردون هو الوصف الذي يطلقه النظام على مقاتلي المعارضة في الحرب الأهلية المحتدمة في البلاد. والضربة الجوية لمدينة حلب كانت هي أعنف الضربات التي نفذتها طائرات النظام، حيث أدت إلى مصرع 12 شخصاً. في حادث عنف آخر، لقى رجل مصرعه على يد قناص تابع لجيش النظام في مدينة درعا الجنوبية بحسب المرصد السوري، الذي أضاف أن الصدامات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة احتدمت في معاقل المعارضة الحصينة حول دمشق، وأن 15 شخصاً على الأقل قد لقوا مصرعهم في المعارك التي دارت حول المدينة. وكانت محافظة درعا الجنوبية مسرحاً لقتال شرس في الأسابيع الأخيرة، أسفر عن تحقيق المعارضة المسلحة لمكاسب فيها، وفي المناطق الواقعة للجنوب منها. وفي الأسبوع الماضي بدت قوات المعارضة مهيئة لاحتلال المنطقة الممتدة على الحدود مع الأردن، والتي يمكن أن تستخدم كقاعدة انطلاق لشن هجوم على العاصمة دمشق مقر سلطة الأسد. وقال «عبد الرحمن» الذي سبقت الإشارة إليه إن قوات المعارضة لم تحقق سوى تقدم محدود في المحافظة يوم الأحد الماضي، على الرغم من تسلمها لتدفقات أكبر من الأسلحة، وتلقي مقاتلوها تدريباً بواسطة مدربين من الولايات المتحدة، ودول أخرى. في اسطنبول اجتمع وزير الخارجية الأميركي مع وزير الخارجية التركي في المحطة الأولى من رحلة خارجية لكيري تستغرق 10 أيام. وناقش الوزيران الجهود الأميركية والتركية المشتركة لدعم جماعات المعارضة السورية، التي ناضلت من أجل التوحد وتعزيز الروابط مع المقاتلين في ساحة القتال. وقال كيري في تصريح له «ستواصل الولايات المتحدة وتركيا التعاون بغرض تحقيق هدفهما المشترك المتعلق بإنجاز انتقال سلمي في سوريا». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©