الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السفارات الأجنبية في بيونج يانج... بقاء أم رحيل؟

9 ابريل 2013 23:20
هيونج جين كيم سيؤول بتحذير كوريا الشمالية أنها لن تكون قادرة على ضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية ببيونج يانج، يشير المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي لكوريا الجنوبية إلى أن الشمال ربما يكون بصدد تهيئة الأجواء لإطلاق تجربة صاروخية، أو القيام بخطوة استفزازية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الهدف الرئيس لكوريا الشمالية من هذه التحذيرات هو انتزاع تنازلات من واشنطن وسيؤول. فقد سبقت تحذيرات كوريا الشمالية في الأسبوع الماضي أسابيع من التهديدات وإجراءات أخرى تروم معاقبة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجرائهما تدريبات عسكرية مشتركة ولدعمهما العقوبات الأممية التي فرضت على بيونج يانج إثر تجربتها النووية في 24 فبراير الماضي. وفي هذا السياق ما زالت العديد من الدول لم تقرر مصير بعثاتها الدبلوماسية في كوريا الشمالية بعد تحذيرات هذه الأخيرة باحتمال عدم القدرة على حمايتها، وكان التوتر المتصاعد بين سيؤول وبيونج يانج، قد أدى إلى تأجيل زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الكوري لزيارته المقررة إلى واشنطن يوم الأحد المنصرم، كما أعلن الجيش الأميركي أن قائد قواته في كوريا الجنوبية ألغى رحلته إلى واشنطن. والأكثر من ذلك صرح وزير الدفاع الكوري الجنوبي يوم الخميس الماضي أن كوريا الشمالية حركت صاروخاً «بمدى طويل» إلى سواحلها الشرقية على الأرجح لإجراء تجربة صاروخية. وحسب أوصاف الوزير، فإن الصاروخ المذكور قد يكون من طراز «ماسودان» القادر على ضرب القواعد الأميركية في «جوام» بمدى يصل إلى أربعة آلاف كيلومتر. وبعد الإشارة إلى تلميح كوريا الشمالية للدبلوماسيين الأجانب بمغادرة البلاد، قال مدير مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية أن بيونج يانج ربما تخطط لإطلاق صاروخ جديد. وخلال لقاء مع باقي المسؤولين في كوريا الشمالية، أكد كيم جانج-سو المسؤول في مجلس الأمن القومي، أن التحذير الموجه للدبلوماسيين وباقي الإجراءات التهديدية الغرض منها تأجيج المخاوف الأمنية وإجبار كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على الدخول في حوار، وتريد واشنطن وسيؤول استئناف كوريا الشمالية للمباحثات مع الأطراف الدولية الست حول برنامجها النووي بعد توقفها منذ عام 2009. لكن رغم التحذيرات الموجهة للبعثات الدبلوماسية، والتي لا يتجاوز عددها العشرات، ما زالت الدول مترددة في سحب دبلوماسييها. وفي هذا السياق، أوضح وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيج أن تلميحات كوريا الشمالية بشأن مغادرة الدبلوماسيين الأجانب «ينسجم» مع طبيعة النظام الذي يستخدم الخطر الخارجي لتبرير عسكرة المجتمع، قائلاً «لم ألمس أية حاجة ملحة للرد على التحذيرات بسحب الدبلوماسيين». وأضاف في حوار أجراه مع هيئة الإذاعة البريطانية يوم السب الماضي: «سنُبقي هذا الأمر تحت المراجعة المستمرة مع حلفائنا، لكنا علينا تجنب التسرع». ومن جانبها، أكدت ألمانيا أن سفارتها في بيونج يانج ستبقى مفتوحة على الأقل في الوقت الحالي، وهو ما أشار إليه مسؤول في وزارة الخارجية، قائلاً: «الوضع هناك متوتر لكنه هادئ، ونحن نقوم بمراجعة الوضع وتقييمه على نحو متواصل». أما وزارة الخارجية الإندونيسية فقالت إنها تفكر في خطة لإجلاء دبلوماسييها، فقد جاء في بيان صادر عن الوزارة يوم السبت الماضي أن السفارة الإندونيسية في بيونج يانج تعد خططاً للطوارئ استباقاً لأي سيناريوهات سيئة، وأن الوزارة على تواصل دائم مع موظفي السفارة. والأمر نفسه، عبرت عنه الهند التي قالت إنها تراقب الوضع عن كثب، وتنسق مع باقي الدول التي تملك سفارات في كوريا الشمالية. وتأخذ كل من واشنطن وسيؤول، اللتان لا تملكان سفارات في بيونج يانج، التحذيرات الشمالية على محمل الجد، وإن كانا لا يرجحان إقدام كوريا الشمالية على هجوم واسع. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، الجنرال جون سونج-جو، قد قرر الاجتماع بنظيره الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، لبحث التوتر في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن تصاعد حدة الاحتقان مع تهديدات بيونج يانج المتتالية، أجبر الجنرال الكوري الجنوبي على البقاء لتتبع الأزمة، وهو نفسه ما جرى مع قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال جيمس ثورمان الذي اضطر إلى إلغاء رحلته إلى واشنطن بعد التطورات الأخيرة، بحيث كان من المتوقع أن يدلي بشهادته أمام الكونجرس الأميركي حول تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. والأكثر من ذلك وتفادياً للمزيد من الاحتقان في المنطقة، أجلت وزارة الدفاع الأميركية إطلاق صارخ باليستي عابر للقارات خلال الأسبوع الجاري مخافة أن يؤدي ذلك إلى سوء فهم من الطرف الكوري الشمالي ويؤدي إلى تأزيم الوضع، حيث قرر وزير الدفاع، تشاك هاجل، تأجيل عملية الإطلاق حتى وقت لاحق من الشهر المقبل. وكانت الولايات المتحدة قد ردت في الأسابيع الماضية على الاستفزازات الكورية الشمالية، التي جاءت بعد التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيؤول باستعراض القوة، حيث أرسلت طائراتها القذافـة ذات القدرة النوويـة من طراز B-2 وB-52 بالإضافة إلى طائرة الشبح المقاتلة من طراز F-22 للمشاركة في التمارين العسكرية. والأكثر من ذلك حركت الولايات المتحدة قطعاً من أسطولها البحري بالقرب من السواحل الكورية، ونشرت نظام صواريخ دفاعية في المحيط الهادي بجزيرة جوام. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©