باريس، باماكو (وكالات) - أعلن الجيش الفرنسي أمس، أنه بدأ فى سحب قواته من مالي، وقال الكولونيل تيري بوركار المتحدث باسم الجيش الفرنسي، لقد “تم نقل نحو 100 جندي من مدينة تيساليت إلى أبيدجان في كوت ديفوار قبل أسبوع”. وينتمى جنود المجموعة التي غادرت مالي إلى فريق المظلات، الذين كانوا يتعقبون المتمردين المتشددين في معاقلهم الجبلية قرب الحدود مع الجزائر.
ويأتي بدء انسحاب القوات الفرنسية الذي كان مقرراً نهاية أبريل الجاري، بعد 3 أشهر من شن قوات فرنسية هجوماً برياً وجوياً لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على شمال مالي، وكانوا في طريقهم إلى العاصمة باماكو. وتضم العملية العسكرية الفرنسية في مالي حاليا 4000 جندي يعملون مع قوات أفريقية لاستئصال مسلحي “القاعدة” من مالي.
واستعادت قوات فرنسا ومالي بالفعل السيطرة على معظم بلدات الشمال من المتمردين، الذين واصلوا شن هجمات متفرقة من قواعدهم في المناطق النائية. وكان الجيش الفرنسي شن هجوما كبيراً الأحد الماضي على شمال بلدة جاو لملاحقة المتمردين الذين تسللوا للمدينة أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية. ومن المتوقع أن تستمر العملية، التي يشارك فيها 1000 جندي تدعمهم الدبابات والطائرات المروحية، أياماً عدة. وتعتزم القوات الفرنسية توجيه ضربة قاضية للمتمردين قبل سحب قواتها خلال الأسابيع المقبلة.
وأثار إعلان بدء خفض الوجود العسكري الفرنسي مخاوف من إمكانية عودة المتمردين. لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد أن “قوة دعم دائمة” قوامها 1000 جندي” ستبقى لمحاربة الإرهاب عقب بدء مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، خلال الأشهر المقبلة.
على صعيد متصل، حذر بان كي مون بان أمين عام الأمم المتحدة في تقرير جديد أمس من أن الصراع في مالي يهدد بالامتداد إلى الصحراء الغربية، وأن قادة جبهة الـ”بوليساريو” حذروا المنظمة الدولية من “تسلل إرهابيين، خلال اجتماعات مع بعثة حفظ السلام”. وأضاف التقرير “احتمال تسلل مسلحين ووجود ثغرات في التنسيق الأمني الإقليمي ونقص الموارد للسيطرة على الحدود بشكل فعال كلها أمور تعرض المراقبين العسكريين للخطر”. وقال التقرير، إن “كل الحكومات التي جرى التشاور معها أثارت مخاوف بالغة من خطر امتداد القتال في مالي إلى دول مجاورة والإسهام في نقل التطرف إلى مخيمات اللاجئين في الصحراء الغربية.” وأضاف أن “وصفت إحدى الحكومات الوضع في الصحراء الغربية بأنه قنبلة موقوتة”.
عدد اليوم
