الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حلبة ياس رئة جديدة يتنفس بها عالم السيارات

حلبة ياس رئة جديدة يتنفس بها عالم السيارات
1 نوفمبر 2009 00:38
اعتبارا من اليوم ومع انطلاقة سباق جائزة الاتحاد الكبرى للطيران لـ”الفورمولا-1” تصبح حلبة ياس رسمياً مقرا عالميا متميزا وجديدا لسباق الفورمولاـ1، وستكون حلبة سباق السيارات التي يبلغ طولها 5554 متراً، القلب النابض للجزيرة كلها على مدى الأيام من دون انقطاع. وإذا كانت هذه الحلبة قد صممت خصيصا لاستضافة سباقات الفورمولاـ1، إلا أن القيّمين على هذا المشروع الرائد يؤكدون أنها ستصبح ميداناً نشيطاً لاستضافة عشرات العروض والمسابقات الرياضية والتكنولوجية والسياحية الأخرى، مثل عروض السيارات الكلاسيكية والكهربائية والهجين. وتمتلك حلبة ياس المقومات الهندسية والبنى التحتية، ما لا تمتلكه معالم شاطئ بيبل بيتش في كاليفورنيا والذي يشهد كل عام أضخم تظاهرة في العالم لعروض السيارات الكلاسيكية بمشاركة عالمية واسعة لكبار مشاهير مقتني السيارات التاريخية. وحلبة ياس، تعدّ أيضاً منصّة رائعة لعروض وسباقات السيارات الهجين والكهربائية. وسبق لشركة ميشلان أن استغلّت حلبة سباق السيارات في مدينة شنغهاي الصينية عام 2005 لتنظيم ندوة عالمية حول مستقبل السيارات الهجين والكهربائية عرضت خلالها أكثر من مائتي سيارة كانت من أكثرها شهرة “تويوتا بريوس”، وشارك فيها بضع مئات من كبار خبراء ومهندسي السيارات العالميين. وحققت هذه الندوة نجاحاً إعلامياً منقطع النظير إذ تناولتها الصحافة العالمية بكل تفصيل. سيارات طاقة شمسية كثيراً ما تنظم في حلبات سباقات السيارات العالمية استعراضات وسباقات السيارات المدفوعة بالطاقة الشمسية، وتلقى إقبالاً كبيراً من الجماهير التي تسحرها وتدهشها مثل هذه الابتكارات الفردية التي يقوم بها أشخاص مبدعون. وتشتهر اليابان بتنظيم مثل هذه العروض التي يلتقي فيها كبار المخترعين والمبدعين مع الجمهور وجهاً لوجه. ويمكن أن تكون حلبة جزيرة ياس أيضاً منصّة لعروض السيارات المعدّلة، خاصة أن هناك عشرات الإماراتيين الشغوفين بفن إجراء مثل هذه التعديلات أو حتى بناء سيارات كاملة تتناسب في خصائصها الميكانيكية والهيكلية مع قسوة البيئة الصحراوية. ولا شك أن حلبة ياس ستكون أيضاً رئة جديدة يتنفس من خلالها الإماراتيون من هواة اقتناء وجمع السيارات الكلاسيكية الذين ما كانت تتهيأ لهم فرصة استعراض سياراتهم إلا على نطاق ضيق وفي الزوايا المنسيّة من معارض السيارات الدورية التي تقام في أبوظبي ودبي والشارقة. فورمولا أبوظبي ويمثل سباق الفورمولاـ1 الحدث الأول والأهم من بين هذه النشاطات العالمية المتنوعة التي ستشهدها حلبة ياس؛ وحيث سيجري اسم أبوظبي كل عام على ألسنة مئات الملايين من سكان العالم. وسوف يشهد العالم أجمع على الإرادة الصلبة للؤلؤة الخليج العربي لدخول القرن الحادي والعشرين من أوسع الأبواب وفي مختلف الاختصاصات الحضارية من دون استثناء. وفي أبوظبي، سوف تلمع أسماء رفاق وأنداد مايكل شوماخير الذين أثاروا العالم بفنيات القيادة السريعة على مضامير السباقات. وهذا السباق الذي تنظمه لجنة الجائزة الكبرى لسباق الفورمولاـ1 في شركة الاتحاد للطيران بدءا من هذا اليوم، يتطلب من السائقين الحفاظ على لياقة بدنية وذهنية عالية حتى يتمكنوا من التنافس في البطولة. وعادة ما يتطلب الأمر من السائقين أن يتمتعوا بلياقة بدنية تفوق تلك التي يتمتع بها لاعبو كرة القدم والرياضيون الآخرون. وهناك اعتقاد خاطئ بأن السائقين لا يخضعون لأي ضغوط بدنية كسائر الرياضيين في المجالات الرياضية الأخرى لأن رياضة الفورمولاـ1 تتطلب منهم الجلوس في مقاعدهم وقيادة سياراتهم فقط. وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً بحسب ما صرح به ريتشارد كريجان، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات والمدير العام السابق لفريق تويوتا للفورمولاـ1، الشركة التي تدير حلبة ياس والمنظمة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولاـ1 في أبوظبي. وقال كريجان في هذا الصدد: “يتوجب على سائقي سيارات الفورمولاـ1 التمتع بقوة تحكّم عالية وقدرة على التركيز الذهني المتواصل واللياقة البدنية العالية خلال فترة السباق كلها. ويجب أن ننتبه إلى أن الجلوس في مساحة ضيقة داخل السيارة، والقيادة بسرعة تزيد على 300 كيلومتر في الساعة، يفرض على السائق اتخاذ قرارات في أقل من جزء من الثانية، وهذه القرارات تحدد معطيات أدائه في السباق، فضلاً عن سلامته الشخصية وسلامة السائقين من حوله. وعند الالتفاف في منعطفات السباق، يتعرض جسد السائق لأربعة أضعاف الضغط الطبيعي. ومن لم يخضع لتدريبات قاسية لتحمل هذه الضغوطات البدنية فلن يتمكن من متابعة السباق وقد يغمى عليه أثناء القيادة”. وخلال 60 جولة من السباق الواحد، قد يفقد السائق ما يزيد على 3 كيلوجرامات من وزنه بسبب التعرق الزائد أثناء القيادة، وهذا ما تتسبب به الحرارة الهائلة المنبعثة من المحرك القوي المستخدم في سيارات الفورمولا-1، ويرتفع هذا التأثير في الظروف الجوية الحارة في بعض الحلبات كحلبة مرسى ياس في أبوظبي، وفي ماليزيا والبحرين وسنغافورة. وهذا الارتفاع في درجة الحرارة يرفع معدل نبض قلب السائق خلال السباق إلى 198 نبضة في الدقيقة. وبالمقارنة مع باقي الرياضات، فعدد دقات قلب السائق تعادل دقات قلب عداء ماراثون عند اجتيازه لخط النهاية. وفي حين تبلغ عدد دقات قلب الشخص العادي عند القيام بالتمارين الرياضية 150 دقة في الدقيقة. بالإضافة لكل ذلك فهناك ضغط على الأعضاء الداخلية لجسم السائق كالقلب والأطراف الخارجية. أما الذراعان والكتفان فيجب تهيئتها بشكل كبير لتحمل المتطلبات الهائلة للتحكم بمقود السيارة والالتفاف حول 12 منعطفاً في الجولة الواحدة بسرعة عالية، وعلى عضلات الرقبة التأقلم والاستجابة لتحمل وزن الرأس والخوذة. عضلات مرنة وكل هذه المتطلبات البدنية لا يمكن التدرّب عليها باستخدام تقنيات التدريب الرياضية العادية، لذلك فكل فريق فورمولاـ1 لديه تقنيات وآلات تدريب خاصة وتمارين التحكم بالوزن والتي تساعد السائقين على تهيئة أجسادهم للسباقات والحلبات. كما يتوجب على السائقين تكوين عضلات مرنة في الظهر والأكتاف والرقبة والذراعين. وتعد زيادة وزن العضلات في المناطق الأخرى من الجسم أمراً خطراً على أداء السائق بشكل عام ويجعل التحرك صعباً في مقعد السائق. وعلى هذا المجال علق د. ريكاردو كيكاريللي، من العيادة الرياضية الإيطالية “عيادة الفورمولاـ1 الطبية” والمستشار الطبي لفريق باناسونيك تويوتا للسباقات، مفسراً لماذا تعد قيادة سيارة الفورمولاـ1 تحدياً جسدياً يعادل الجري لمسافة 26 ميلاً: “يكمن الفرق في سباقات الفورمولاـ1 عن غيرها من الرياضات في الضغط الذهني الذي يمر به السائقون، فلا توجد رياضة أخرى تتطلب تركيزاً ذهنياً مماثلاً. فهذا التركيز يدفع الجسد لإفراز كميات هائلة من هرمون الأدرينالين وهذا بالإضافة لأن المجهود البدني يتسبب في ارتفاع دقات القلب. فقدرة جسد السائق على تحمل هذا الضغط تأتي نتيجة للتدريبات المكثفة ولذلك يتوجب على السائق التدريب لأربع ساعات في اليوم بعدة تمارين رياضية مختلفة. وهذا ما يساعد على المحافظة على وزن السائق وفقاً لمتطلبات السباقات، فعلى سبيل المثال إن السائق ديفيد كولتهارد يحافظ على معدل دهون 7% ما يعادل معدل الدهون في جسد عداء مع بداية الماراثون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©