السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ميناء أبوظبي··· رحلة إلى الزمن الغابر

ميناء أبوظبي··· رحلة إلى الزمن الغابر
22 أغسطس 2008 01:29
''أهرب من الضوضاء وإرهاق العمل والاحتكاك المباشر مع الناس إلى البحر حيث أرمي همومي وينشرح صدري''· يقول سلطان وهو يحمل أمتعته ولوازم الرحلة البحرية التي سينطلق بها بطراده في عرض البحر عند الغروب· ''مرسال''، وهو الاسم الذي يطلقه سلطان على طراده يقف إلى جانب ''العنيد'' و''ميدار'' و''المنصوري'' ومئات الطرادات الأخرى بخطوط مستقيمة، واحدة تلو الأخرى، وكل منها أخذ موقعه على أحد جوانب ''المارينا''· علم الإمارات يرفرف على ''صواريها'' وتضيء وهي في المياه كانها لآلئ طافية على وجه الماء· يقول سلطان: ''في أيام الحر أبحر كل أسبوعين مرة أو مرتين، لكن آتي إلى المكان كل يومين أو ثلاثة لأطمئن على صيانة طرادي''· وهو يستأنف رحلاته في عرض البحر مع بداية شهر أوكتوبر ويبحر مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، برفقة أصدقائه ويمارسون هواية صيد الأسماك باستخدام الوسائل القديمة كالخيط ''لأنها تشعرنا كأننا في معركة''· مطاعم ومقاه بين المرسييْن تنتشر المطاعم والمقاهي، الثابتة والعائمة· تضيء لك الفوانيس الطريق إليها فتسير على السجاد الأحمر الذي يفترش الجسور المعلقة، وترافقك على الجانبين لوحات رسمت بقطع الخشب والقصب على أشكال أشجار نخيل وسفن وأسماك· المطعم، السفينة كبير الحجم، متنها محضر للجلسات العربية وداخلها مطعم يقدم الطعام التراثي من أسماك ومندي وغيرها· ''الرحلة اليومية تنطلق الساعة التاسعة مساءً''، يخبرنا مجيد أحد عمال المطعم، ويقول: ''في هذه الأيام الحارة يقل عدد الركاب، لكن مع بداية فصل الخريف تعود الحركة إلى طبيعتها''· أبو محمد اصطحب عائلته الصغيرة الى المطعم: ''تعودنا الذهاب في هذه الرحلة شهرياً، فهي تريح الأعصاب ويفرح بها الأولاد''· يقاطعه نجله محمد 9 سنوات متحمساً ليخبرنا ''الآن سنصعد إلى السفينة وسنجلس في البداية على متنها ونتناول العصائر، بعدها ننزل إلى الأسفل ونتناول طعام العشاء''· الجلسات العربية تلف متن السفينة، أما في الطابق السفلي المغلق فالعشاء من وحي المكان وهو الأسماك والقريدس، إضافة الى أكلات تراثية أخرى كالمندي· فسوق السمك المجاور للميناء لا يغلق أبوابه· وعلى طريق العودة من الميناء تنتشر أسواق الأزهار والشتول، تضفي قالباً حديثاً على مكان يصور مشهداً نادراً عن الماضي· قوارب الصيادين قوارب الصيادين ترسو على الجهة المقابلة من الميناء· قوارب خشبية متراصة، تبقى الشاهد والهوية، فعندما تقف أمامها تعود الى سنوات غابرة، صنعت فصلاً من تاريخ هذا البلد في صيد الأسماك واللؤلؤ· تراها راقدة في المساء، فتنسى الضجة التي تحدثها في الصباح عندما تعود من عرض البحر وهي محملة بالغلال· جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك أبوابها مقفلة ولا من يرفع صوته مدللاً على صيده· يقول عيسى الذي يقصد الميناء كل عدة أيام ليتمشى وأصدقاؤه: ''أحب مشهد سفن الصيد والهدوء الذي يتمتع به المكان، أتمشى وأصدقائي ونتناول بعض العصائر والسكاكر الموجودة في المحلات المنتشرة على الميناء''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©